محمد صادق الحسيني
يخلط الكثيرون في عالمنا العربي والإسلامي فيما مفاهيم اليهودية وبني اسرائيل، والعبرانيين، والذين هادوا… ، بينما القران الكريم والتاريخ يفرق فيما بينها تماماً، وهي ليست واحدة، بل مصطلحات او مفاهيم لجماعات مختلفة .
المفهوم الأول
"بنو اسرائيل" وهم قبائل عربية يمنية قديمة ،من أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام، والذي يسمى أيضا سيدنا إسرائيل كما جاء في الآية الكريمة وقد ذكرهم القران الكريم ممدوحين في عدة آيات قرانية من بينها :
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ـ سورة مريم آية 58)
ومن بني إسرائيل سيدنا يوسف وسيدنا موسى وهارون وداود وسليمان وأيوب وزكريا ويحيى والمسيح عليهم جميعا سلام الله، كما قال تعالى عن "بني إسرائيل":
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ـ سورة البقرة: 47)
(وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ـ سورة الجاثية 16)ولا ولا يذكرهم
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ـ سورة المائدة 7)
المفهوم الثاني:
"الذين هادوا" أي الذين رجعوا إلى الله من بني إسرائيل فقالوا إنا هدنا إليك "أي رجعنا إليك)، وقد أطلق الله عليهم ذلك التعبير لأنهم رجعوا إليه (أي إلى الله) كما ذُكر في قوله تعالى {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ}، وكما جاء في الآيات الكريمة التالية عن بني إسرائيل الذين عبروا البحر مع موسى عليه السلام:
(وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖوَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا (أي رجعنا) إِلَيْكَ ـ سورة الأعراف 156 ـ 154)
المفهوم الثالث
وهم "أصحاب السبت" وكانوا مجموعة صغيرة من بني إسرائيل تمثل أهل قرية منهم، حاولوا أن يخدعوا الله ويتحايلوا على آيات التوراة وأوامره فيها بعدم العمل يوم السبت (أو كما يسمى حفظ يوم السبت)، وقد ذكرت قصة هؤلاء القوم في قوله تعالى:
(وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ (أي يوم السبت) إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُون } وهؤلاء هم المعنيون فى قوله {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ).
وهؤلاء هم فقط المذكورون في الآية (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ـ سورة البقرة 65).
والآية الكريمة هنا واضحة تتكلم فقط عن أهل قرية بعينها في وقت محدد من الزمان والمكان ولا تتكلم عن عموم "بني إسرائيل".
المفهوم الرابع
وهم "اليهود" وهم كما يتضح من تدبر القرآن الكريم بدقة هم ايضاً طوائف محدودة من بني إسرائيل، كانت موجودة في الجزيرة العربية وقت ظهور الإسلام فيها (على حسب المراجع الإسلامية)، وهؤلاء أي "اليهود" هم قوم منشقون عن بني اسرائيل ، و هم الذين قالوا عُزير ابن الله
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} وهم الذين قالوا يد الله مغلولة {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}
ولذلك ترى القران الكريم يفرقهم بالتعامل عن بني اسرائيل فليعنهم بوضوح لا يقبل التأويل:
وَقالَتِ اليَهودُ يَدُ اللهِ مَغْلولَةٌ غُلَّتْ أيْديهِمْ وَلُعِنوا بِما قالوا.
وبالتالي فان اليهودية ، انشقاق ملعون عن بني اسرائيل، حصل في التاريخ القديم.
وان ثمة معارك عنيفة دارت بينهما دامت ٤٠٠ عام، كما يرد ذلك في سفر القضاة في التوراة.
المفهوم الخامس
ثمة فئة خامسة حديثة التكوين والتشكيل وغير مذكورة في القران الكريم ، وهي تسمية سياسية من صناعة الانجليز والغرب المادي الحديث اي:
الحركة الصهيونية.
وهذه حركة سياسية استعمارية جديدة النشأة ، تشكلت مع بداية نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وهي تضم بالاساس جمع من اباطرة اليهود الملعونين تظافر معهم جمع من مدعي المسيحية المتصهينين ، وانضم اليهم فيما بعد جمع اخر من المحسوبين ظاهراً على الاسلام ممن يدعمون دويلة الكيان الصهيوني، وهي فئات دخيلة على العرب والمسلمين ، مثل الوهابية والبهائية وهما فئتين منحرفتين مصنعتين في انجلترا ايضا ، الاولى الصقت زورا باهل السنة والثانية اختلقت من وسط اهل الشيعة ، فيما السنة والشيعة منهما براء.
واما المفهوم السادس
اي العبرانيون ، فهم قبائل عربية قديمة وان كانوا غير مذكورين في القران الكريم ، لكن المحققين التاريخيين يقولون انهم الانساب البعيدة لقبيلة بني اسرائيل العربية اليمنية المذكورة اعلاه، و التي تعود لجدهم" عابر" وتمتد الى النبي نوح عليه السلام .
وعليه ، فان ما يسمى بدويلة "اسرائيل " الحالية التي تم تنصيبها كقاعدة استعمارية انجليزية متقدمة للانجلو ساكسون ، والذين ورثهم الامريكان بعد الحرب العالمية الثانية ، ليسوا في الواقع سوى اتباع اليهود الملعونين في القران الكريم، والذين لا علاقة لهم بشريعة موسى كدين سماوي ولا بالعبرانيبن كقبائل عربية قديمة ، بل هم شراذم من اقوام متنافرة منها غربية يطلق عليها (اشكناز) واخرى شرقية يطلق عليها ( سفارديم) ، قررت اوروبا دمجها ذات يوم في كيان مسخ ، والالقاء بهم كنفايات ارادت التخلص منها بعد ان ضاقت بهم ذرعا ، فرمت بهم على ارضنا الحبيبة فلسطين ، ونظّرت لهم بالسياسة، بنظرية قومية مصطنعة ، مصنعة في مصانع انجلترا باسم الحركة الصهيونية.
*وعيك _ بصيرتك*
*بعدنا طيبين قولوا الله*