كتب جاسر خلف,
مقالات
كتب جاسر خلف, "إدعموا نتانياهو و سموتريتش و بن غفير !". "
جاسر خلف
7 كانون الأول 2022 , 17:58 م


إستفاد العدو الغربي الإمبريالي الصهيوني كثيراً و للغاية من التناقضات العربية الداخلية سواء من نتائج و واقع سايكس بيكو بشكلها المعمم و الموسع في كل الوطن العربي و بكل ما يخلقه ذلك من حدود و تفرقة و كوارث في كل جوانب حياتنا. أو من التناقضات الداخلية و الأخطر بكثير من الأولى و هي الجانب الإثني و العشائري و الديني و هذا الأخير هو الأخطر على الإطلاق لأنه خنجر صهيوني داخلي يقتلنا بأدواتنا و إمكانياتنا و بمواردنا و بعقولنا التي يتحكم بها الصهيوني و الغربي و أقصد بذلك قوى الدين السياسي ذات المسميات المختلفة في وطننا العربي و تضم كافة أحزاب الإخوان المسلمين و التحرير الإسلامي و الدواعش بكافة سرطاناتها التي تطورت حتى تحوّر بعضها إلى درجة اليسار و هذا الأخير ليس موضوع بحثنا الآن.

أقول بأن عدونا الاستعماري هذا إستفاد أكثر ما إستفاد من الإستثمار في الدين السياسي و خصوصاً أن المجتمع العربي كان تربة خصبة جداً لذلك و هو المجتمع الذي خنع و سكت و مجد الإنبطاح و عبودية أبنائه لمدة أربعة قرون تحت حكم العثمانيين أكثر شعوب الأرض همجية و أصحاب الإختراع "الإنساني" الوحيد و هو الخازوق !!

لذلك و كمثل واحد بسيط، نقول كان سهلاً على المخابرات البريطانية MI6 تأسيس حركة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 و التي إنتقلت بسرعة النار في الهشيم إلى كافة أرجاء العرب. لماذا ؟؟!

لأن الأرضية كانت مهيئة جداً لذلك بوجود نوع من الثقافة الإجتماعية الدينية المتخلفة للغاية و التي تتقبل هذا الشكل الهمجي من الأفكار و حتى بالضد من مصالحها و لأنه يتخذ إتجاهاً أحادياً في الدين و يمكن التحكم به و توجيههه سياسياً و مسك كافة خيوط اللعبة بواسطة مؤسسيه.

و بنفس الطريقة ظهرت الفيروسات المتحورة داعش و النصرة و الجيش الحر و نهضة الغنوشي.. إلخ.

و الآن هل تختلف التجمعات اليهودية المختلفة و القادمة من كافة أصقاع الأرض عنّا في ذلك ؟!

كلا و أبداً و على الإطلاق و خصوصاً قطعان المستوطنين القادمين من اوروبا الشرقية إلى فلسطين و الذين يكرهون بعضهم البعض بدرجة لا تصدق و تقوم كل طائفة منهم بتكفير بقية الطوائف.

ثم يقوم هؤلاء بتخوين اليهود العرب لأنهم إكتسبوا بعض صفات العرب. قبل سنوات كانت في القدس مظاهرة أهالي الطالبات الصغيرات و القادمات من اوروبة الشرقية حيث رفض الأهالي أن تجلس بناتهن في صف دراسي واحد و إلى جانب اليهوديات العربيات !! (مائة ألف متظاهر)

و هناك مشكلة حادة للغاية و هي بين الصهاينة العلمانيين و الملحدين و بين الصهاينة المتدينين. كل فئة منهما لها أطياف كثيرة و كل طيف له مشاكل و تناقضات مع بقية الأطياف.

الفرق الواقعي و الفعلي بين العرب و اليهود بأنه توجد هناك قوى معادية قادرة على الإستفادة من واقع التخلف العربي و بل إستثماره بأفضل الطرق و بعكس اليهودي الذي لا يستفيد من تخلفه و تناقضاته أحد، مع أنه سلاح قاتل جداً و حتى لا توجد قوى ثورية عربية منظمة قادرة على تعميق الفجوة..

لا بل أن المطبعين العرب و سلطة م.ت.ف. اللاوطنية و اللافلسطينية تقدم كافة أشكال المساعدة و الحماية و منح الثقة للمجتمع الصهيوني الإستيطاني في فلسطين و أرضنا العربية و بحيث يتجاوز خلافاته الداخلية أو بطريقة تبدو معها تناقضاته تلك و كأنه ثانوية.

يبقى الأمل منصبّاً على الفدائيين الجدد و محور المقاومة.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة هل تنطلي الخدعة ويسقط السلاح ويتبدد الثنائي؟
هل تنطلي الخدعة ويسقط السلاح ويتبدد الثنائي؟
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً