صدر عن دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، رام الله، للأسير المقدسي حسام شاهين من داخل سجون الاحتلال نصاً سردياً بعنوان «رسائل إلى قمر-شظايا سيرة»، وهي عبارة عن مجموعة رسائل كتبها الأسير من داخل زنزانته إلى الطفلة قمر ابنة صديقه الذي اعتقل في منزله في العام 2004، وأصدرت وقتها محكمة الاحتلال حكماً بالسجن لمدة 27 عاماً على شاهين. واستمر شاهين في كتابة هذا النص 15 عاما .
يوجه شاهين في رسالة على غلاف الكتاب الأمامي إلى الطفلة قمر يقول فيها:
«حبيبتي قمر... إليك ولكل أبناء جيلك بعضاً مما علمتني الحياة، شظايا تجربة... شظايا سيرة. أضعها بين يديك، خذي منها ما يحلو لك، واتركي الباقي لمن يريد».
ويرى شاهين أن الأطفال سيجدون ضالتهم المنشودة ومرشدهم الأمين في هذه الرسائل الصادقة الطالعة من ظلام السجن الإسرائيلي؛ الذي مهما اشتدت ظلمته، فهو غير قادر على ثني إرادة الأسرى الشجعان المحبين لوطنهم الباذلين من أجله المهج والأرواح وأحلى سنوات العمر.
يهدي شاهين هذا النص إلى ثلاثة نساء لعبن أدوار بارزة في حياته، كما يقول في الإهداء:
«إلـى من علمتني كل الحروف الأبجدية من غير أن تكتب حرفاً واحداً، إلى أمي الحبيبة آمنه.
وإلى من علمتني فلسفة النطق بالحروف، قبل أن تنطق حرفاً واحداً، إلى ابنتي الحبيبة، ابنة أخويّ عماد وشرين، قمر عماد الزهيري.
وإلى من جعلت من قلبها نافذة أمل أُطلّ منها على الحياة، إلى شقيقتي الحبيبة نسيم».
يقول شاهين في كلمة بعنوان «مدخل»: أحاول قدر الإمكان أن أعيش في المساحة الأقرب إلى ما أؤمن به، وفي خضم انشغالي في مسيرة الحياة، التي تقذف بي أحياناً ظروفي الموضوعية إلى المكان الذي لا أحبه ولا أريده، المهم أنني أرفض الاستسلام لخيارات الحياة، وأبذل كل ما أستطيع من قوة ومن جهد لمغادرة الطرف الذي دفعتني إليه قسوة الحياة.
القاص الفلسطيني والأديب محمود شقير الذي كتب مقدمة يوضح فيها أن هذا الكتاب: «يزخر بنماذج بشرية عديدة متميزة لنساء ورجال، وبتأملات فكرية عميقة موجهة إلى ابنة صديقيه عماد وشرين وطفلتهم قمر، التي كانت طفله في أشهرها الأولى عندما تم اعتقال حسام في منزل والدها، كما أن المؤلف يعي أن ما يكتبه لهذه الطفلة هو أكبر من وعيها، لكنّ نظره مشدود نحو المستقبل.
يُذكر أنّ الأسير المقدسي حسام شاهين المعتقل في «سجن نفحة الصحراوي»، هو من مواليد مدينة القدس في العام 1972، ونال من جامعة القدس درجة الماجستير في «الدراسات الإقليمية/ مساق الدراسات الإسرائيلية «، وحصل على الجائزة الأولى في الأدب في العام 2009، عندما كانت «القدس عاصمة الثقافة العربية»، وفي مجال الأدب صدر له رواية «زغرودة الفنجان»، في العام 2015.
قناة فلسطين ، إستضافت الأديب محمود شقير و الطفلة قمر بعد أن كبرت، وكان هذا اللقاء :