بقلم:-محمد سعد عبد اللطيف؛-مصر-
اقترحَ مفهومٌ جديدٌ أوْ مصطلحٍ جديدٍ في علمِ الجغرافيا السياسيةِ !؟ الجغرافيا النوويةُ !؟ أوْ " جيونووية " حيثُ ولدَ منْ رحمِ المعاركِ الدائرةِ الآنِ شرقَ أوروبا بينَ روسيا وأوكرانيا ، بعدُ قرارِ الاتحادِ الروسيِ بضمِ " أربعِ مناطقَ منْ شرقِ وجنوبِ أوكرانيا وإجراءِ استفتاءٍ فيها وضمها إلى الاتحادِ الروسيِ ووضعها تحت ( مظلةُ الأمنِ النوويِ الروسيِ ) وإعلانِ الكرملين مناطق ( "دونيتسكْ ، ولوجانسكْ ، وخيرسونْ ، وزابوروجيا ) مناطقَ محميةً " نوويا " منْ قبلُ موسكو ، وهيَ أجزاءٌ " ليست قابلةٍ للانتزاعِ منْ روسيا الاتحاديةِ ، وتحظى بالقدرِ نفسهِ منْ الحمايةِ شأنها شأنَ بقيةِ الأراضي الروسيةِ " وتطبقُ عليها كلِ الأحكامِ المعمولةِ بها في الدستورِ الروسي؛- ِ حيثُ تمَ إعلانُ الأحكامِ العرفيةِ بها . واحتمال أنَ الروسَ في ظلِ الحصارِ الاقتصاديِ وإغلاقِ البحرِ الأسودِ أمامَ السفنِ الروسيةِ لوجودِ عملياتٍ عسكريةٍ قدْ يذهبونَ إلى درجةِ الضغطِ على " الزرِ النوويِ " دفاعا عنْ هذهِ المناطقِ المنضمةِ حديثا للاتحادِ الروسيِ ، ويسودَ حالةَ جدلٍ واسعةٍ بينَ المراقبينَ والخبراءِ العسكريينَ حولَ المغزى منْ مبدأِ إعلانِ الحمايةِ النوويةِ التي أقرها الكرملين على المناطقِ الأربعِ ، والإنسحاب من ثلث الأراضي من " خيرسون " ففيما يرى البعضُ أنَ هذا يعني " تهديدا صريحا ومباشرا بردٍ نوويٍ " على إعلانِ (كييفْ) تصميمها على استعادةِ المناطقِ وشنها لعملياتٍ عسكريةٍ مضادةٍ ، بالمثلِ كما ينصُ《البندُ الخامسُ في حلفِ الناتو 》مثلاً علي القدراتِ الردعيةَ النوويةَ للولاياتِ المتحدةِ وتشملُ مختلفَ الدولِ الأعضاءِ في حلفِ الناتو ، على اعتبارٍ أنَ حصولَ أيِ اعتداءٍ على أيِ دولةِ عضوٍ" بالناتو" وفقِ البندِ الخامسِ لميثاقهِ ، يستوجبَ ردا جماعيا منْ كافةِ دولِ الحلفِ ، والدفاعُ عنها بكافةِ الوسائلِ ، بما فيها النوويةُ " وبالتالي ، فإنَ روسيا تصعدُ وتلوحُ بالحمايةِ النوويةِ لردعِ كييفْ عنْ المضيِ بتهديدِ واستهدافِ المناطقِ الأربعِ التي ضمتها موسكو ، معَ التشديدِ على أنهُ في حالِ تطورِ الأحداثِ نحوَ تبلورَ خطرُ وجودي على تلكَ المناطقِ ، فإنها ستتعمدُ بالفعلِ لاستخدامِ السلاحِ النوويِ ، كونَ مظلةَ الحمايةِ النوويةِ لروسيا تشملُ الآنَ أوتوماتيكيا كل منْ( دونباسْ وخيرسونْ وزابوروجيا " وفي" اعتقادي الشخصيِ" . إنَ المفهومَ الجديدَ للجيوبوليتيكْ وهوَ " الحدودُ الشفافةُ " ، الذي يعني الهيمنةَ الاقتصاديةَ والعسكريةَ دونَ حدودَ خرائطية ممكن أنْ يضافَ إليهِ والأراضي التي تصبحُ تحتَ مظلةِ الترسانةِ النوويةِ للدولةِ المهيمنةِ على بقعةٍ جغرافيةٍ خارجَ أراضيها . فمثلاً : ؛ مدينةً ( سبتة ومليلة ) شمالَ المملكةِ المغربيةِ تقعُ تحتَ سيطرةِ أسبانيا والمملكةِ المغربيةِ ما زالتْ تعتبرها بالجزرِ الموجودةِ بالقربِ منْ مدخلِ جبلِ طارقْ أرضٍ مغربيةٍ محتلة أصبحتْ تحتَ الحمايةِ النوويةِ منْ قبلُ حلفِ الناتو . كذلكَ بعضَ المستعمراتِ الفرنسيةِ والبريطانيةِ خارجَ نطاقها الجغرافيِ سوفَ تصبحُ أراضٍ تتمتعُ بالحمايةِ النوويةِ لدولِ تملكِ القوةِ النوويةِ ، مثل جزر الفوكلاند الارجنتينية المتنازع عليها مع بريطانيا ؛ وهذا يفسرُ ذلكَ ما صرحَ بهِ منذُ عاميْ السيدِ / "محمدْ ظريفٍ جوادِ وزيرِ خارجيةِ إيران " إنَ جغرافيةَ إيران أكبرَ منْ مساحتها " في هذهِ الحالةِ إذا امتلكتْ إيران سلاحا نوويا سيكونُ مناطق خارجِ نطاقها الجغرافيِ . مثلٌ الضاحيةِ ألجنوبيةً لبيروت وأجزاءٍ في اليمنِ الشماليِ وجنوبِ لبنانَ ووجودها في سوريا والعراقِ تحتَ المظلةِ النوويةِ . لذلكَ "أنا أمامُ إشكاليةٍ جديدةٍ منْ الصراعِ الجيوبولتيكْ النوويَ" ويتضحُ في أنَ المظلاتِ الحمايةَ قدْ تتوسعُ لتشملَ دولاً أخرى ، حيثُ يمكنُ لدولةٍ نوويةٍ ما التحالفُ معَ دولةٍ أخرى غيرِ نوويةٍ ، وإعلان أنَ الأخيرةَ مشمولةٌ بالمظلةِ النوويةِ للدولةِ الأولى المالكةِ للسلاحِ والردعِ النوويِ . لذلك تردد كثيرة بعد إمتلاك "باكستان السلاح النووي "اطلق علية القنبلة الإسلامية ؛ لذلكَ روسيا كانتْ حريصةً على ضمِ الأراضي جنوبَ وشرقَ أوكرانيا . والوقوفُ بحزمٍ ضدَ اعتراضِ قبولِ عضويةِ الناتو لأوكرانيا ؛ ووضعَ" روسيا البيضاء" َ هيَ الأخرى تحتَ الحمايةِ بوضعِ قواتٍ منْ الاحتياطِ إلى أراضيها أيْ أننا أصبحنا نقسمُ الأراضي الدولَ إلى قسمينِ ؛ - القسمُ الأولُ ؛ - أراضي تدخلٍ تحتَ الجغرافيا العسكريةِ منْ الحروبِ التقليديةِ حروب تقليديةً منْ أسلحةٍ غيرِ نوويةٍ ؛ وقسمٍ آخرَ ؛ - أراضٍ جغرافيةٍ نوويةٍ منْ حقِ الدولِ النوويةِ استخدامَ السلاحِ النوويِ في حالةِ تعرضها للهجومِ على أراضيها حتى ولوْ كانتْ الدولةُ المعتديةُ غيرَ نوويةٍ ؛ نحنُ أمامَ وضعٍ جديدٍ منْ خريطةٍ سياسيةٍ جديدةٍ سوفَ أقترحُ رسمها . منْ ضمنِ أنواعِ الخرائطِ . ومنها ( الخريطةُ النووية) وممكنٌ أنْ نقترحَ مفهومُ مصطلحٍ آخرَ منْ جيوسياسيةٍ الصراعِ ( جيونووية ) للأراضي المنضويةِ تحتُ الدولُ التي لديها ترسانةٌ نوويةٌ ؛ لذلكَ بدأتْ هواجس ومخاوف ورعب بعدَ إعلانِ الرئيسِ " الروسيِ فلاديميرْ بوتينْ " يومُ 20 منْ شهرِ أكتوبر َ منْ هذا العامِ 2022 / الأحكامُ العرفيةُ بتلكَ المناطقِ مخاوفَ واسعةً ،منْ احتمالاتِ نشوبِ حربٍ نوويةٍ حالةٍ تعرضَ هذهِ المناطقِ لهجومِ أوكرانيٍ ، وخاصتا بعد ضربِ جسرِ " جزيرةٍ القرمْ " والهجومُ الواسعُ على منطقةٍ خيرسونْ وخاروكوفْ ' واستعادةُ بعضِ الأراضي التي احتلها الجيشُ الروسيُ وحالاتُ التعبئةِ للاحتياطِ منْ القواتِ الروسيةِ، وعقبَ إعلانِ الرئيسِ بوتينْ ، عنْ تعبئةٍ عسكريةٍ جزئيةٍ في صفوفِ الجيشِ الروسيِ ،صرح بذلك َ وزيرُ الدفاعِ الروسيِ " سيرغي شويغو " ، أنَ بلادهُ ستستدعي 300 ألفِ / جنديِ احتياطٍ ، ولوحَ باستخدامِ الأسلحةِ النوويةِ !؟ خلالَ العملياتِ في أوكرانيا ، جاءتْ تصريحاتِ القادةِ الروسِ بالردعِ النوويِ في حالةِ تعرضِ المناطقِ الأربعِ للضمِ أراضيَ محميةً نوويةً بمحملِ الجدِ لحلفِ الناتو بالتصعيدِ والتلويحِ ليعيدَ التاريخُ نفسَ الأحداثِ منْ أزمةِ نصبِ الصواريخِ السوفيتيةِ على جزيرةِ" كوبا عامٌ 1962" ليعيدَ العالمُ إلى المربعِ صفرَ منْ صراعِ الحربِ الباردةِ مرةً أخرى منذُ 60 عاما ......
" الحربُ الأوكرانيةُ الروسيةُ وإحياءُ علمِ الجغرافيا".......
وهنا نطرحُ سؤالاً مهما هلْ كانَ الغربُ وحلفُ الناتو حريصا على عدمِ مدِ أوكرانيا بسلاحٍ طويلٍ المدى لعدمِ الوصولِ إلى الأراضي الروسيةِ تخوفا منْ المحميةِ النوويةِ للردِ ؟ وهلْ الرئيسُ الروسيُ بوتين كان سبب في ْ أحياءَ علمِ الجغرافيا بعدَ تراجعَ دورُ الجغرافيا في ظلِ العولمةِ ؟.....
هلْ الجغرافيا اللاعبَ الأهمَ في الصراعِ ؟ ......
إنَ الجغرافيا قدر لا فكاكَ منهُ . صحيح أنَ التكنولوجيا والأسلحةَ الحديثةَ منْ تقليديةٍ ونوويةٍ خففتْ منْ حدةِ تأثيرها ، إلا أنهُ مهما تحاولُ الدولُ تغييرَ مصيرها ، فإنَ الآخرينَ لا يتركونها وشأنها . الأزمةُ الراهنةُ معَ موسكو ليستْ سوى حلقةٍ في سلسلةٍ طويلةٍ منْ المآسي " ولعنهُ الجغرافيا !!
"محمد سعد عبد اللطيف "