ما لم يكُن بالحُسبان لدى قادة الكيان الصهيوني حصلَ في الضفة الغربية في فلسطين.
6000كلم مرَبَّع تنشرالقلق على مساحةالقارتين الأوروبية والأميركية، بعد ورود تقارير استخبارية صهيونية تؤكد تفاقم الوضع الأمني، نتيجة العمليات الفدائية في القُرىَ والمُدُن الخاضعة لسلطة محمود عباس، وخاصَةً مخيمي جنين ونابلس.
قوَّة الردع الإسرائيلية تآكلَت، نتيجة صلابة المقاومين وإصرارهم على مواجهةالغزوات العسكرية للجيش وأذرُعِهِ الأمنية والعسكرية.
الحكومات الإسرائيلية الحالية والسابقة دائماً كانت تُعَوِّل على نشاط الأجهزة الأمنية الفلسطينية والتطبيع الأمني الكامل بينهما، لكن التمَلمُل الكبير الحاصل لدى كثير من ضباط وأفراد الأجهزة الأمنية والعسكرية للسُلطة والناتج عن تصرفات الجيش الصهيوني والتمادي، بعمليات القتل والِاغتيالات والِاعتقالات والمحاكمات والتوقيف الإداري، وسط صمت رسمي فلسطيني دفعَ بهؤلاءالضباطوالأفراد الي التراخي في تنفيذ تعليمات قادتهم والعمل ضد المقاومة، لا بَل قاموا، في كثيرمن الأحيان بالتعاون مع المقاومين من أبناء جلدتهم،
الأمر أدَّىَ إلى تراخي قبضة محمودعباس عن الإمساك المُحكَم بالأجهزة الأمنية الفلسطينية، وتراجع منسوب التعاون الأمني مع الصهاينةوفقدان السيطرة الفعلية على الكثير من مناطق الضفة، خصوصاً بعد بروز نجم عرين الأسود وكتائب جنين وتصاعد وتيرة العمليات العسكرية ضد الجيش الصهيوني والعكس أيضاً.
إسرائيل تعتبر،أن مايحصل في الضفة من أحداث، هو رَد إيرانيٌّ على تل أبيب،التي أمعنت بالعَبَث داخل الجمهورية الإسلامية، من خلال الِاغتيالات،وصولاً إلى تجنيد المُخرِّبينَ، وإنزالهم الى المظاهرات، من دون تقديم أي أدِلَّة أو إثباتات تدين طهران.
المفاجئة،أوالتطَوُرالحاصل في الضفة، لم يَكُن في حُسبان الصهاينةقَطُّ،ولكن اليوم بدأ العقل الصهيوني يُفَكِر ملياً بحَلٍّ دائمٍ لما يَحْصُل.
ويبقى السؤال :
هل تجتاح إسرائيلُ الضفّةَ الغربيةَ،في ظل حكومة نتانياهو والمتطرفين وتقوم، بتهجير أهلها العرب الفلسطينيين نحو الأردن، على غرار النكبة في ظل تطبيعٍ وانبطاحٍ عربيٍّ غيرِ مسبوق؟
ثم العبَث بأمن المملكة الأردنية الهاشمية، عبر
ضرب اقتصادِها وإشعال حرب أهلية مع الفلسطينيين، تهدف إلى انشاء وطن بديل لهم في الأردن؟
هل ما حصل من محاولة انقلابٍ، العامَ الماضيَ،كان سيَيُنَفِّذُهاوليُّ العهدِ الأميرُ حمزة، بدعمٍ سعوديٌّ صهيونيّ، كانت تهدف إلى التأسيسِ لمرحلةِ احتلالِ الضفةِ الغربية، وتهجير
سكانهانحوالضفةالشرقية.
أيضاً، كيف ستتصرف تل أبيب، إذا ما ازدادت العملياتُ العسكريةُ الفلسطينيةُ ضِدَّها، واتّسعَت رُقعةُ سيطرةِ المقاومةِالجغرافية،وتآكل هيبةِ السُلطَة؟
أسئلةٌ وجيهةٌ تحتاج إلى أجوبَةٍ لا أحد يمتلكها، إلَّا أصحابُ القرارِ في الدوائر الصهيوسعودية والأميركية الضَيِّقَة.
الأردن في طريق خطر الِانهيارالِاقتصاديّ والحربِ الأهلية،من هنا نرى التركيزَ
الأمريصهيوسعودي على
مسألةِ تدميرِ بيئةِ المقاومة في لبنان، والِانقلابِ عليها، من أجل الخلاص مِنَ السَّنَدِ الحقيقيِّ لِفلسطين الذي يمكنه منع الصهاينة، وبعران الأعراب من تنفيذ مخططاتهم المشؤومة، بِابتِلاعِ مَهْدِ الأديان.
بيروت في...
17/12/2022