الجوابُ بعيدُ المنالِ حالياً، ومنَ الصعبِ الحصولُ عليه، قبلَ أن تكشَح الغيومُ السوداءُ عن وجه السماء المُلَبَّدَة بالمشاريع السعوديةِ والأميركيةِ والفرنسية، خِدمَةً لمصالحهم ومصالح إسرائيل.
المؤشراتُ الخارجيةُ جميعُها تشيرُ إلى أنَّ هناك مصالحُ دوليةٌ مُتضارِبَةٌ في لبنان.
فالسعوديةُ ترغَبُ في أنْ يكونَ مشروعُها على رأسِ ما ترغبُ بهِ واشنطن وباريس، ولا بأس بهِ طالما أنه يتقاطع مع مصالحهم الحيوية، ومصالح الكيان الصهيونيِّ،فسيكون بينهما تنسيق، ولن يحصل عليه أي اعتراض.
واحدٌمِنَ الأهدافِ السعودية المَرجُوَّة في لبنان، والّذي تريد الرّياضُ تحقيقهُ هو إيصال رئيسِ جمهوريةٍ إلى قصر بعبدا، لا يمُتُّ بِصِلَةٍ لحزب الله، و لا يُؤَيِّدُهُ، وتشكيلُ حكومةٍ، بيانُها الوزاريُّ لا يلحظُ في بنوده مشروعيةَ وجودِ المقاومة، ولايحفظُ دورَه االذي تلعبهُ في حماية لبنان وثرواتهِ النفطية، تمهيداً لسحبِ بِساطِ الشرعيةِ من تحت أقدامِ المقاومةِ وشيطنةِ سلاحِها.
المطالبُ السعوديةُ، في وطنِ الأرز ِ أكثر حلاوة لإسرائيلَ من المطالبِ الأميركيةِ والفرنسية.
ومنحُ دولةِ قطر التفويضَ يُعطيها هامشاً أكبرَ للمناورةِ، من الرياض وواشنطن، أصحابُ الثِّقْل ِ الكبيرِ في العِداءِ للمقاومةِ الإسلامية،كما يُعطيها وكالةً عامّةً للتَّصرُّفِ بعقلٍ سعوديٍّ أمريكيٍّ بوجهٍ قطريٍّ، بِحُرِّيَّةٍ كاملة، يُعِيدُ إلى أذهانِنا الدَّوْرَ الكبيرَ الذي لعبتْهُ الدوحةُ في سوريّةَ إبّانَ حُكم حمد بن خليفه الأب منذ العام 2011 وأدى الى دمارِها.
اللبنانيون الذين التقطوا إشاراتٍ أميركيةٍ، سعوديةٍ وفرنسيةٍ بِتَوَلّي الأمير تميم زمامَ الأمورِ الدوليةِ في الملفِّ اللبنانيّ، قصدوا الدوحةَ مُتَوَسِّلينَ دعماً سياسياً، وحلاً لقضاياهمُ الشخصيةِ العالقةِ في الداخلِ والخارج، لكنْ من دونِ جواب؟ لآنّ أيَّ دعمٍ قطريٍّ لأيِّ جماعةٍ في لبنانَ يجبُ أن يكون في الحساباتِ القطريةِ لِطَرَفٍ وازنٍِ على الأرض؟؟؟ ويكون الدعم منتجاً وذا مردودٍ سياسي ٍّ وعمليٍّ ،إذا اضْطُرَّتِ الحاجةُ للتّوْظيفِ الميدانيّ، وهذَانِ الأمرانِ غيرُ متوفرين في مَن قصد الدوحةَ، حَسْبَ مفهومِ سياسيّيها وقادتها.
إن سَورنَةَ لبنانَ لن تنجحَ، ولن تُجْدِيَ نفعاً، لأنّ موازينَ القِوىَ فيهِ مُخْتَلَّةٌ تماماً، وجغرافِيَّتَهُ التي تُعَدُّ رُقْعَةً صغيرةً من مِساحةِ سوريّة، لا تسمحُ لِأحدٍ بالمناورةِ والمخاطرةِ غير السياسيةِ،في ظِلِّ قوة حزب ِاللهِ وحركةِ أمل الكبيرة،
وأن محاولات التضييق والخنق السياسي فشلت، فإنَّ إنعكاساتها السلبيةَ سترْتَدُّ على الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ التي تحاصرُ لبنانَ، وتُضَيِّقُ عليه سُبُل الحياة، خصوصاً وأنّ اللبنانيينَ كعادتِهم يتأقلمون بسرعةٍ كبيرةٍ، معَ كُلِّ واقعٍ جديدٍ يُفرَضُ عليهم؛ومَن لا يتأقلمُ منهم يُهاجرُ ويبدأُ بتحويلِ الأموالِ إلى دويه في لبنان.
إذاً، فإنَّ وبالَ هذا الحصار سيرتد على فاعليه، ولن يبقى لسطوتهم وحلفائهم أيُّ أثرٍ، إذا ما طال الأمر؛ وسينتهي المطافُ بِخروجِهم منَ البلاد، لأنّ شِدّةَ الضّغْطِ الِاقتصاديّ والسياسي،ستُفْقِدُأصحابَ المشاريع ِ غاياتِهمُ الّتي ستذوبُ، بين عنادِ حزبِ اللهِ وتأقلُمِ الشعب.
(ونتيجةُ الظُّلْمِ) على الأرضِ، سيكون أولَ مَن سيدفعُ ثمنَها هم حلفاءُ واشنطن وعوكر والرياض وتل أبيب، وسيعودونَ مُطَأطِئينَ رؤوسهم، الى حارةِ حريك، من أجل الخروجِ بتسويةٍ، حفاظاً على بقائهم في لبنان.
بيروت في...
23/12/2022



