كتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كتَبَ د. إسماعيل النجار: "لبنان في مهبّ الريح الرّئاسية"
29 كانون الأول 2022 , 20:21 م

كتَبَ د. إسماعيل النجار: 

لبنان في مهب الريح الرئاسية، ودورثي شيَّا تحاول أن تُبعِدَ الصَبغة الأمريكية عن قائد الجيش، وذلك في ظل تفاقم الأزمة السياسية، ومع إرتفاع كبير في سعر صرف الدولار، وازدياد أعداد الفقراء يوماً بعد يوم.

المواجهة الرئاسية التي احتدمت في الآوِنَة الأخيرة، بين الأفرقاء الممسكين بمفاتيح اللعبة الداخلية، سهَّلَت التدخل الدوليّ الخارجيّ، وتحديداً القطري الذي يحملُ توكيلاً أمريكياً سعودياً، للتحرُك ضمن ضوابط اللعبة التي وضعوها في عواصم القرار في الخارج.

أمّا صيصان الداخل فيعتبرونها فرصة تاريخية لهم، للمساومة حول الملف الرئاسي،وقبض المال القطري،ففتحوا أفواههم كالجلابيط ينتظرون الخير،من إمارةٍ لم تحمل في تاريخها إلا الدّمارَ والموتَ والذبحَ للشعوبِ العربيةِ والإسلامية، وسورية واليمن أكبر دليل على ذلك.

رئيسُ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ الذي بدا أنّهُ المعرقلَ الرئيسي لإنتخاب سليمان فرنجية، أو أي رئيس آخر، إلا ضمن شروطه، اعتبَرَ لقاءه بالمرشح فرنجية، على طاولة رجل الأعمال علاء الخواجة، بأنه "فرندلي" ولا علاقة له بالسياسة، الأمرُ الذي يستحق الوقوفَ عندهُ ويطرح عِدَّة علامات إستفهام.

وأمّا التفافُ حزب اللهِ، من حول باسيل بإتجاه سيد الرابية، له دلالاته الحسيةُ، لدى قيادة المقاومة، ويعتبر رسالةً كبيرة منه إلى الرئيس عون وجمهور التيار الوطني الحُر.

بالمحصلة التيار لن يربح في التعطيل ولن يخرج باسيل من عزلتهِ السياسية إلَّا في حالتين:

إعادةِ ترميم الثقة،بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك.

والتفاهمٍ مع السيد نصرالله والرئيس بري، على اسمِ رئيس، وإلَّا فستذهبُ الأمور لغير صالح المسيحيين، كَونَ الصراع في حال احتدمَ وطالَ أمدُه فإنّ الخسارةستقع عليهم،لِأنّ الموقعَ الرئاسي يمثلهم، ورئيس الحكومة سعيد جداً بمصادرة الصلاحياتِ الرئاسيةِ قدر المستطاع.

على الضفةِ الأخرى، تدرك الإدارة الأمريكية، أن حزب الله لن يقبل برئيسٍ موالٍ لها، مهما كَلَّفَ الأمر، فأوعزت لسفيرتها في عوكر، بالتخفيف من المديح واللقاءآت مع قائد الجيش جوزف عون، لإبعاد الصبغة الأمريكية عنه، وعدم إقفال طريق بعبدا أمامه، وكأنَّ حزبَ الله متدرِّجٌ في السياسة،أو كأنّهُ حديث الولادة.

لبنان يلفظ أنفاسه الأخيرة، والذين نهبوه يتصارعون على آخر متر باقٍ لهم من الحلبة السياسية، لعلَّهم يفوزون بتفويضٍ جديد ويستمرون في انتزاعِ السُلطَة.

لكنَّ جميعَ الأفرقاء يتغاضون عن سبب التخريب الأمريكي، ويسيرون في اللعبة، وفقاً لمصالحهم الشخصة،

لكنهم غير ملتفتين لأمر مهم جداً نحذرهم منه، ألا وهو أنَّ المقاومةَ المستهدفةَ التي دافعت عن لبنان وجميعِ اللبنانيين، دون تمييز لا تستطيع أصلاً السكوتَ عمّا يجري طويلاً لأنَّ الشعبَ يحتضر، والوطن يحتضر، والوقت يضيق، وسيكون لا بُدَّ لها من القيام بخطوةٍ مفاجئة تقلب الموازين لتُحافظَ على الناس والوطن، شاء مَن شاء، وأبى مَن أبى.

بيروت في..

27/12/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري