على الطريق.. ملحم بركات
ثقافة
على الطريق.. ملحم بركات
6 كانون الثاني 2023 , 04:40 ص

بدنا مليون سنة...

ومع اول خيوط الفجر الاولى وفيما كان سائق سيارة المرسيدس البيضاء اللون يقود السيارة بهدوء على الطريق عائدا من جزين باتجاه بيروت، لفت نظره شابان يقفان على قارعة الطريق ويؤشران بايديهم للسيارات العابرة بطريقة فيها شيء من التردد غير المفهوم، ما جعل سائق المرسيدس يزيد من سرعته وهو يعبر من امامهم ولكن وبعد ان قطعهم بمسافة ليست ببعيدة نظر مرافقه الانيق والذي كان يجلس الى جانبه وقال له بلهجة آمرة.

وقف ياجورج !!

ارجع لعند هالشباب وطالعهم معك !!

رد عليه السائق وقال.. بس يا معلم شكلهم ما ريحني.

قله ارجع يا جورج واشتغل متل ما قلتلك.

عادت السيارة ادراجها الى الخلف ووقفت الى جانب هذين الشابين واشار السائق بيده بأن اطلعوا شباب !!

في الطريق...

كان الجميع يستمع الى صوت الراديو داخل السيارة وهو ينقل خبرا عاجلا، مفاده ان حاجزا للقوات الاسرائيلية في الجنوب تعرض ليلاً الى هجوم مباغت من قبل ثلة من المقاومين، وان هناك اثنان منهم استشهدا فيما فر اثنان اخران،.

في وقت اعلنت فيه الاذاعة الاسرائيلية عن مقتل ثلاثة من جنودها.

وعند انتهاء الخبر قام المرافق الانيق بنزع نظاراته الشمسية ونظر الى الخلف حيث يجلس هذان الشابان ودقق النظر في ملامحهما ثم سألهم... لوين رايحين شباب ؟؟

ترددا قليلا وكان الارباك والارهاق واضحا عليهما ثم قال له احدهم، الى صيدا القديمة.

فوجه كلامه هذه المرة الى سائقه وقال له: اطلع عن الاوتوستراد يا جورج وابتعد عن الطرق الاسفلتية وحاول توصل ع اصيدا القديمة بأي طريقة !!!

في صيدا القديمة توقفت السيارة وترجل الشابان وترجل معهم هذا المرافق الانيق ليودعهم وقام بسؤالهم: عرفتوا مين انا ؟؟ قالوا لا!!

قلهم: انا " ملحم بركات "

ثم قام على الفور باخراج محفظته واخرج منها حزمة من النقود ومنحها لهم قائلا اشتروا فورا تياب جديدة وديروا بالكن على حالكن وروحوا بحماية الرب.

هذه القصة هي قصة حقيقية جرت احداثها في العام 1984 رواها احد هذين الشابين في مذكراته التي كتبها لاحقا وهو البطل المقاوم " علي لمع ".

واعدت صياغة مفرداتها بتصرفي واجمل ما يمكن ان يكون ختامها هو القاء الرحمة والسلام على روح الموسيقار الرائع ملحم بركات ونقول له في الذكرى السنوية السادسة لوفاته والتي مر عليها شهران.

ملحم بركات ايها الفنان.

ابو المجد ايها الانسان.

بدنا مليون سنة.

لنعرف انت مين. 

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري