يعتبر صمود مبنى البانثيون الشهير في روما ألفي عام لغزا حير المهندسين زمنا طويلا في ظل انهيار العديد من المباني الخرسانية الحديثة بعد بضعة عقود فقط .
صمود مبنى البانثيون في روما
حيث يعتبر سر متانة هياكل البانثيون المصنوعة من الخرسانة الرومانية أمرا غامضا لكن الباحثين كشفوا سر طرق البناء القديمة - وكل ذلك يتعلق بقطع صغيرة من الجير التي تتمتع بقدرات "الإصلاح الذاتي"
مبنى البانثيون الشهير في روما
وتأسس البانثيون (معبد كل الآلهة) عام 27 قبل الميلاد من قبل ماركوس فيبسانيوس أغريبا. وأعاد الإمبراطور هادريان بناؤه بين 120 و124 بعد الميلاد، بعد حرائق عام 80 و110 م التي أضرت بالبناء السابق لعصر أوغسطس.
How the Pantheon has stayed intact for almost 2,000 years https://t.co/q9cBQyuROh
— Daily Mail US (@DailyMail) January 6, 2023
تحليل الخرسانة الرومانية
وكشف التحليل الدقيق للخرسانة الرومانية عن قطع معدنية صغيرة بيضاء لامعة تسمى "الكلس الصخري" التي كان يُعتقد في البداية أنها موجودة نتيجة ممارسات الخلط غير المتقنة، أو استخدام مواد خام رديئة الجودة.
الرومان والكيمياء
وقال أدمير ماسيك، مهندس بيئي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إنه على الرغم من إشارة المؤلف والفيلسوف الروماني بليني الأكبر، إلى أن الخرسانة يمكن أن تصبح أقوى مع تقدم العمر، فمن غير المرجح أن يكون الرومان على دراية بالكيمياء المستخدمة - أو المدة التي ستستغرقها المادة.
وقال ماسيك: "لقد علموا أن هذه مادة رائعة، لكنهم على الأرجح لم يعرفوا أنها ستستمر لآلاف السنين".
إنتاج الخرسانة الرومانية
تتكون الخرسانة الرومانية من كتل من الصخور البركانية وغيرها من الركام المتماسك مع ملاط مصنوع من مكونات تشمل البوزولان (مثل الرماد البركاني) ومصدر الجير (أكسيد الكالسيوم) والماء.
فائدة الجير في الخرسانة الرومانية
واكتشف الفريق، الذي شمل أيضا باحثين من جامعة هارفارد ومختبرات في إيطاليا وسويسرا أن الجير قد يساعد في الواقع الخرسانة على "التئام'' نفسها عندما تتشقق أو تنكسر.
وأثناء عملية الخلط الساخنة اللازمة لصنع الخرسانة، تصبح فتحات الجير هشة، ما يخلق مصدرا يسهل الوصول إليه من الكالسيوم لبقية الخرسانة.
وهذا يعني أنه عندما تتشكل شقوق صغيرة في الخرسانة، تتفاعل الكتل الجيرية مع الماء وتنتج محلولا مشبعا بالكالسيوم، والذي يمكنه إعادة التبلور وملء الشق بسرعة.
أهمية دراسة مكونات الخرسانة الرومانية
أنتج الفريق عينات من الخرسانة المختلطة على الساخن، التي تضم تركيبات قديمة وتسببوا في تصدعها عن عمد، ثم مرروا الماء عبر الشقوق.
وفي غضون أسبوعين، التئمت الشقوق تماما ولم يعد بإمكان الماء التدفق. بينما القطعة المتطابقة من الخرسانة المصنوعة دون الجير لم تلتئم أبدا، وظل الماء يتدفق عبر العينة.
ونتيجة لهذه الاختبارات الناجحة، يعمل الفريق على تسويق مادة الأسمنت المعدلة.
وتم نشر النتائج التي توصلوا إليها في مجلة Science Advances.



