حلول مجلس الوزراء لأزمة الكهرباء غير مجدية
مقالات
حلول مجلس الوزراء لأزمة الكهرباء غير مجدية
عدنان علامة
19 كانون الثاني 2023 , 04:58 ص


عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

لقد توقعت بعد خطاب سماحة السيد حسن نصر الله امس أن يطرح الرئيس ميقاتي موضوع الهبة الإيرانية في جلسة مجلس الوزراء ليرفع الحرج عنه بالإلتزام بالضغوط الأمريكية التي تمنع إستلام أي هبة من الدول الشرقية.

فدراسة الجدوى تفرض توافر الفيول بشكل فوري وفي نفس الوقت يتم بناء معامل توليد طاقة في فترة قياسية لتبديل المعامل المتهالكة بسبب نوعيةالفيول ونسبة وجود الكبريت ونوعية زيت المحركات للقضاء على أسيد الكبريت الناجم عن إحتراق الفيول وهذه العملية تتم داخل المولدات في ظل غياب الرقابة على المواد المستعملة.

ففي غياب نوعية زيت المحركات المناسب؛ فإن التآكل في الأجزاء المتحركة وجسم المولدات سيتزايد وبالتالي ستزيد الأعطال وتتقلص ساعات التغذية.

هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنه ليس من صالح شركات الصيانة أن تنصح بتبديل المولدات الحالية المتهالكة التي تدر عليهم ملايين الدولارات.

فايها المواطنون أينما كنتم لا تفرحوا كثيرًا بما تم إقراره في جلسة اليوم؛ فإن الحكومة لن تؤمن الفيول فورًا لأن الموافقة مشروطة والنص واضح لا لبس فيه:-

قال الرئيس نجيب ميقاتي إنّ «ما توصلنا إليه اليوم هو الموافقة على سلفة 62 مليون دولار في ما يتعلق بالشحنة الأولى الموجودة، مع شرط طلبناه من وزير الطاقة يقضي بأن يقوم بالتفاوض مع الشركة المورّد على قاعدة أن لا غرامات تترتب على الخزينة اللبنانية، بل على حساب المورِّد نفسه»،

وهذه الصيغة ستخلق الإختلاف مع الشركات الموردة بموجب العقود الموقعة مع الجهات المستوردة في الدولة اللبنانية؛ والعقود تنص صراحة على غرامات التأخير في تفريغ البواخر لأي سبب كان على عهدة المستورد.

فتخيلوا ماذا سيحدث عند عدم قبول المورد بتحمل أي دولار عن التأخير في تفريغ البواخر. كما ان هناك بنود خلافية أخرى تتعلق بموعد الدفع؛ فهل هو فوري أو بعد عدة شهور او بعد 6 أشهر من التسليم كما صرح الرئيس ميقاتي.

ولم يتطرق الرئيس ميقاتي إلى طلب سلفة 45 مليون $ للفيول أويل الذي طالب بها وزير الطاقة في مؤتمره الصحفي أمس، واكتفى بالتلميح إلى النقاشات التي دارت في المجلس وغمز عن كيفية وصول الفيول قبل إصدار الإعتمادات.

واللافت بأن الرئيس ميقاتي قد أدرج شروط صندوق النقد الدولي في قرلرات مجلس الوزراء وأعلن بشكل مفاجئ بين ليلة وضحاها عن تشكيل لجنة وزارية برئاسته وإتخذت قراراً بربط السلف بقرارات اللجنة المزعومة، فقال: أنّ «المواضيع الأخرى المطلوبة لحدود 300 مليون دولار بقيت معلّقة، بناءً لقرار لجنة وزارية مؤلّفة برئاستي وتضمّ نائب رئيس الحكومة ووزراء الطاقة والتربية والأشغال العامة والداخلية والدفاع والعدل والثقافة. وستجتمع اللجنة دورياً للاطّلاع من مؤسسة كهرباء لبنان على كلّ ما يلزم، لإبقاء هذا التشغيل قائما. وفي ضوء التقارير الدورية التي ستصلنا، ومعرفة ما إذا كانت التعديات على الشبكة قد خفّت وموضوع تحصيل الجباية قائماً فإنّ الاعتمادات الأخرى ستمر، أما إذا لمسنا تقاعساً في هذا الأمر فلسنا مستعدّين لصرف أموال نعلم أن لا جدوى من دفعها».

فالرئيس ميقاني حريص على تنفيذ شروط الصندوق بحذافيرها بحجة "فلسنا مستعدّين لصرف أموال نعلم أن لا جدوى من دفعها"؛ بينما صمت مع اركان الدولة صمت أهل القبور على هدر حاكم مصرف لبنان مليار و 620 مليون دولار حتى اليوم من مخزون مصرف لبنان الإستراتيجي من العملات الاجنبية في أقل من شهر للجم سعر ال$ الذي انتصر على الحاكم بأمره ولامس اليوم عتبة ال 50.000 ل.ل دون حسيب او رقيب. ويبدو أن تعاميم الحاكم بأمره كانت لإنقاذ المصارف الراكدة بسبب إنعدام الثقة بها نتيجة لعدم دفع الأمانات للمودعين وبحاكم مصرف لبنان وتعاميمه التي تخدم حكومة المصارف والصرافين وكبار أصحاب المال والنفوذ.

لذا كان من الاجدى من رئيس الحكومة الموافقة على هبة الفيول الإيرانية الإيرانية وبناء معملين لتوليد الطاقة الكهربائية؛ فالهبة الإيرانية غير مشروطة ولكل اللبنانيين دون تمييز ولتفعل أمريكا ما تريد.

فأمريكا اختبرت المسؤولين اللبنانيين في أكثر من محطة؛ فرضخوا للتهديدات الأمريكية ونفذوا أجندتها فبدأت بطلب المزيد من الإنبطاح والتنازلات منهم. فمنذ مدة هدد كل من فيلتمان وبومبيو الدولة اللبنانية واللبنانيين "بالفقر الدائم أو الإزدهار المحتمل" إذا لم يتم يتم تعيين وزراء "تكنوقراط" خارج الإنتماء السياسي في الحكومات المنوي تأليفها في محاولة لفرط العقد السياسي الإجتماعي اللبناني الذي يمثل التعايش بين طوائفه. ولم يحتج أي من المسؤولين اللبنانيين على التدخل الأمريكي والخليجي في الشأن الداخلي اللبناني. فقد إعترف بومبيو بصرف مبلغ 650 مليون $ لتشويه سمعة حزب الله الذي هو مكون أساسي لبنان، واعترف هيل بصرف 10 مليارات$ على الجمعيات غير الحكومية لتغيير نتيجة الإنتخابات النيابية، وتدخل السفيرة شيا في كل صغيرة وكبيرة في الشؤون الداخلية. وكما اعتبر الرئيس ميقاتي السفير السعودي وليد البخاري من النسيج اللبناني ليبرر تدخله السافر في الإنتخابات النيابية.

فيا حضرة الرئيس ميقاتي ولو لمرة واحدة ضعوا مصلحة لبنان أولًا وفوق كل إعتبار،؛ ولتفعل أمريكا ما تريد؛ فالغريق لا يخش من البلل.

وإن غدًا لناظره قريب

18 كانون الثاني/ يناير 2023