كتب الأستاذ حسن علي طٰه:
بعداسبوع يُتِمُّ اتِّفاقُ مار مخايل 17شتاءً،وقديصبح السادس من شباط هو نفسه تاريخُ انقلابِ جبران باسيل على هذا الاتفاق، ليكون السادس من شباط
تاريخاً للاتفاق وتاريخاً للافتراق.
نحن ممن يعتبرون أنّ هذا الاتفاق عاش أكثر بكثيرٍ مِنَ المتوقع، فلم نكن مِمّن يُمكِنُ ان يعلقوا آمالا على شخص مثل ميشال عون الهارب الى السفارة الفرنسية، تاركا وراءه زوجة وثلاث بنات في قصر بعبدا، لجيش "العدو السوري".
ميشال عون العائدُ إلى قصر بعبدا، بعد 26 عاما على هروبه منه، عاد رئيسا، بعد تعطيل دام 30 شهراً، بفضل حليفٍ أعطاه حُلُمَ حياته،وأسكنه قصر بعبدا .
ومنذ يومه الأول باكرا، بدأ ميشال عون معركة رئاسة الجمهورية التالية، وبنفس سياسة الِابتِزاز والإقصاء
المعهودةوالمتبعة داخل تياره، حاول عون،ولاحقاًجبرانه، تجميع كل أدوات المعركة:
من شدّالعصب الطائفي،وحربه مع كل الافرقاء السُّلطويين وأبطال الحرب الأهلية، محاولاً تقديم جبران على أنّه النّزيهُ الذي يريد الإصلاح والضربَ في المنظومة، في حين أنه واحدٌ منها، لا بل أكثرهم جشاعة؛ وما وزارةُ الطاقة، وبواخرُ الكهرباء والفيولُ المغشوش والتوظيفاتُ الانتخابيةُ سوى أمثلةٍ على فسادهم.
وأصبحوا يُحاضرون بالعفة.
نعم ميشال عون وجبرانه ليسا الوحيدين المسؤولين عن انهيار البلد، ولكنّ المؤكّد أنّهُ، لو أراد ميشال عون الإصلاح والتّغيير، وهو الرّئيس المارونيّ الأوّل، الذي يصل إلى بعبدا، ومعه كتلة نيابية وازنة أوصلت،لاحقا، كتلةًوزارية لها أهميتها إلى البرلمان؛إضافةً إلى حليف لم يعترض على أٍّيٍّ من سياسات جبران، حتى التي كانت تضرب جمهور هذا الحليف،لفعل،ولكنّه لم يفعل، بل انصرف إلى التّمهيدلرئاسةجبران؛ وليس موضوع حراس الأحراج الذي أوقفه جبران إلّامثلاً قائما.
جبران يعرف تماماً، أنّ كل ما بناه، خلال حُكمِه المُقنّع ِ، على مدى مدى ست سنوات، في الإدارة والأمن والقضاء، ووو... سوف ينهار، في حال عدم وصوله إلى سُدّةِ الرِّئاسة، وهو لن يصل إليها أبدا.
وكيف هوالحال لو فُتِحَتْ مغارةُ "علي بابا الكل"، في حال وصول رئيس قويّ.
كان يُمكن لجبران أن يُحافظَ على آخر الأفرقاء الأصدقاء، فيعمل على إيصال فرنجية، إلى سُدّة الرِّئاسة، على أمل أن يحين وقتُ دعمه،للوصول إليهاكرئيس، في دورة أُخرى، بعد عداوته،حتى مع أخوات زوجته وكوادر أتباع عمه، الذين كانت لهم تضحياتٌ في ميادين المواجهةخلال هرب عون،بينماتاريخُهُ وتضحياتُهُ هو اقتصرت، حينها، على زواجه من بنت ميشال عون.
لم يقبل جبران، ولن يقبل بأيِّ رئيسٍ قويٍّ مثلِ أحدٍ افراد المنظومة، كفرنجية أو كموظف من الفئة الأولى عُيِّنَ قائدًا للجيش، من ضمن المحاصصة بين ترويكا الفساد والنهب؛ وهو لن يقبل، تحت عنوان الشرعية والتمثيل المسيحي.
في حين يقبل برئيسٍ لا يُمثِّلُ شيئاً، ولا أحد يعرفه،ولا يُمثِّلُ حتى نفسه، لأنّه مرهونٌ بيده، مثل ندى البستاني وسيزار أبو خليل ظِلِّ جبران في وزارة الطاقة، ويقبل بالوزير السابق ناصيف حتي، ليضمن الحفاظ على مكتسبات أعوام حكمه المقنّع.
وعليه،وأمام كل ما تقدم،جبران الموتور هذا، سيذهب إلى أبعد مدى، في عِدائه لحليف كانت آخرعطاياه له كتلة نيابية وازنة، في انتخابات 2022، بإعطائه اكثر من 8 نواب، في مختلف دوائر لبنان.
سيذهب جبران الموتور إلى ابعد مدى في العِداءِ لحليفه،
ليحوِّلَ6شباط من تاريخٍ لتفاهمٍ إلى تاريخٍ يضم كل معاني الِاخْتِلافِ والِافْتِراق، والتَنازُع، إذ بدأ بمحاولةمدِّ الجسور مع سمير جعجع، الذي عانى من طعنات جبران باتّفاق"أوعى خيَّك".
لكل من تفاجأ، كيف أنّ جبران تنكّر لليدِ التي أعطته وأعطته، من اتفاق الدوحة الى انتخابات 2022،مروراً بحمايته هووساكن قصر بعبدا، خلال حراك 17 ت، نقول:
المشكة ليست بجبران،المشكلة أنّ المُتفاجئين لايُجبدون القراءة جيدا.
انتهى تفاهم مار مخايل،وانتهى معه المقال.
30 كانون الثاتي 2023


