كتب الأستاذ محمد محسن حول كارثة الزلزال في سورية.
مقالات
كتب الأستاذ محمد محسن حول كارثة الزلزال في سورية.
محمد محسن
14 شباط 2023 , 18:56 م

كتب الأستاذ محمد محسن,

لعل الكارثة الطبيعية التي أصابت سورية، بعد ملـــــــــــيون كارثة من أمريكا وقطبها، تحرض العقول والضمائر العربية؟

تسارعُ الدول والشعوب العربية، لمساعدة سورية، يتناسب طرداً مع سقوط الزمن الأمريكي.

هل تحتاجون بعد لإثبات أن الديموقراطية الغربية كاذبة، وأن همهم تكريس الوصاية ولو على دم الملايين؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المحنه تكشف معادن الرجال، والحكومات، وتضع الجميع على محك المسؤولية، فالمحنة التي أصابت سورية، والتي جاءت بعد المحن التي ألحقتها أمريكا وقطبها في سورية، أكدت قوة إرادة الحياة عند الشعب العربي في سورية، بالرغم من قسوة الظروف بكل أبعادها الحياتية، والطبيعية، التي يعيشها المواطن العربي السوري.

كما أكدت أن المشاعر العربية الأصيلة تستيقظ عند المحن، وبخاصة وبعد أن أزيحت الوصاية الغربية عن كاهل الأنظمة العربية ولو بمقدار، فكيف إذا غرب الزمن الأمريكي عن المنطقة؟ عندها فقط سيعود التآخي العربي، إلى مستوى أرفع مما شاهدناه في النخوة العربية، التي سارعت لنجدة شقيقتها سورية ورفعها من وهدتها.

وستبقى حقائق التاريخ والجغرافيا، التي وضعت سورية في قلب الأمة العربية، موقع الفعل والتفاعل مدى الحياة، فليس مصادفة ان تنطلق جميع الحركات التي دعت لوحدة الأمة العربية من سورية، لذلك أصاب الرئيس العربي جمال عبد الناصر، عندما عرَّفَ سورية بأنها (قلب العروبة النابض).

كما أظهرت هذه المحنة في نفس الوقت، وحشية الغرب، وفقدانه لكل المشاعر الإنسانية، وأن همه فرض السيطرة والوصاية، ولو على جثث الملايين من البشر، فبدلاً من أن تسارع أمريكا لرفع العقوبات عن الشعب العربي السوري، وتعيد ما سرقته، من غاز، ونفط، وقمح، وقطن، حاولت ولا تزال تحاول استغلال الكارثة لإخضاع الشعب العربي الأبي في سورية، ولكن خاب فألها كما خاب في حرب الموت والدمار.

ولقد علل الغرب المتوحش حجج احجامه، عن تقديم المساعدات لسورية، بأنه يحتاج إلى ضمانات لإيصالها إلى المحتاجين، علماً أن توزيعها سيتم عبر المؤسسات والمنظمات الدولية، ألم تسقط هذه الكارثة الكبيرة، كل ما يرفعه الغرب من شعارات إنسانية؟

ولقد توافق موقف العملاء السوريين، الذين خرجوا على وطنهم، وما شابههم الذين تحالفوا مع أعدائه الغزاة الأمريكيين ـــ والصهاينة، وبدلاً من تغليب الموقف الإنساني على الحقد المتنامي، راحوا يفحون في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي المحطات الغربية، في محطة الجزيرة (الصهيونية)، وما يسير في ركبها من المحطات العربية، ويطالبون بالإطباق على سورية، وإغلاق كل الأبواب في وجهها.

إن الزلزال المدمر الذي أصاب الشعب العربي في سورية، يجب أن يضع كل مواطن سوري أمام مسؤولياته، في تقديم العون المادي، والمعنوي كل وفق قدراته، وأماكن تواجده، لإخوته المصابين، والذين دمرت بيوتهم، وقتل أبناءهم، وزادهم الفقر تشريداً.

ونأمل أن يكون الحادث الجلل والمميت، سبباً لتقريب المواقف، وتحريك الضمائر، والعقول، وتحقيق التقارب بين أبناء وطننا، وبينهم وبين مجتمعاتنا العربية، وتناسي كل العداوات التي تمت بأوامر من القطب الغربي، ويحل محلها التصالح، وعودة العقل.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري