كتب الأستاذ محمد محسن عن ما يسمى بالمعارض السورية
........((مثقفو)) المعارضة السورية، يستثمرون في النكبة السورية........
لو بحثت في كل قواميس الدنيا، لن تجد تعريفاً للمعارضة، يتطابق مع مواقف المعارضة السورية.
المدرك إنسانياً أن الكوارث، ترأب الصدوع بين المجتمعات، ولكن المعارضة السورية خرجت عن كل المعايير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سقطت حجارة الزلزال على رؤوس الأطفال، والنساء، والرجال، في سورية، كما سقط القناع عن وجوه (مثقفي) المعارضة السورية، الذين أكدوا ألف مرة ومرة، أنهم ليسوا معارضين بالمعنى السياسي، بل هم (مجموعة من العملاء) يعملون لمصلحة أعداء وطنهم.
والأغرب، أو الذي لم يعد غريباً، محاولة توظيف الكارثة الزلزالية، التي قتلت وجرحت عشرات الآلاف من المواطنين، كما دمرت عشرات الآلاف من المنازل على رؤوس أصحابها ضد وطنهم، بدلاً من طلب العون، لمن مات، أو أصيب أو نكب ببيته، هذه لم تعد معارضة، إنها مجموعة من العملاء، والخونة في آن.
ليس هذا فحسب، بل سعوا لتحريض أعداء الوطن والقوى التي يعملون لصالحها، للاستثمار في الكارثة الطبيعية، وذلك بالتضييق على سورية، ومنع العون لها، على أمل تحقيق هم وأسيادهم، من خلال الزلزال الطبيعي، بعد أن فشلوا في التعامل مع ملايين الزلازل العسكرية، التي واجهتها سورية في الحرب العشرية.
عودتنا المآسي الإنسانية الموجعة، أن تضع الناس كل الناس، أمام اختبار حقيقي، فالعقلاء، والنبلاء، يؤجلون جميع معاركهم، وخلافاتهم جانباً، وتصبح الأولوية عندهم، التسارع لإنقاذ من هم تحت الردم، وتقديم العون كل وفق طاقته، والمجال الذي يعمل فيه.
إلا المعارضة السورية التي بمواقفها الشائنة، تكون قد فقدت حتى ورقة التوت التي كانت تستر بها عورتها، وباتت الآن مفضوحة لكل ذي عقل أو عين باصرة، حيث انتقلت نهائياً إلى مفهوم (العمالة)؟
أقسم لو سمعتم الأفاق (الشوفينِي العنصري) و(الشيوعي الرأسمالي) في آن، المدعو (قدري جميل)، وهو يطالب بإسقاط النظام، مستغلاً ظروف الكارثة الزلزالية المميتة، أو العميل المفضوح فيصل القاسم، واللبواني (حليف اس را*ئيل) وغيرهم كثير، ومدى تحريضهم على الوطن، ومطالبتهم أمريكا وقطبها بعدم تقديم العون لسورية، لأدركتم المدى العميق، والواسع، الذي وصل حقد هؤلاء العملاء على وطنهم!!
لا أشك لحظة في أن نوايا الدولة السورية، تنصرف في هذه اللحظات التاريخية المريرة، نحو فتح كل الأبواب أمام عودة كل من خرج على الوطن، بكل رغبة، تحت تأثير مرارات الكارثة الطبيعية، الإنسانية، إلا من تلوثت يديه بالدماء.
وهذا ما نعول عليه، آملين عودة كل المضلَّلين، الذين تمكن العملاء، والإرهابيون، من أخذهم إلى مواقع العداء لوطنهم، منطلقين من أن النكبات، توقظ روح التضامن، ونسيان ما فات، لأن الوطن بحاجة إلى كل جهد، وإلى كل موقف إيجابي.
كما أيقظ روح التضامن العربي على مستوى الشعوب والحكومات، وجعلهم يسرعون لتقديم العون المادي والمعنوي بكل سخاء، لشقيقتهم سورية.
هذه الأجواء الإيجابية، على مستوى الداخل السوري، والعربي، نبني عليها آمالاً عراضاً بعودة العلاقات الأخوية، بين سورية وأمتها العربية، والعمل على تضميد جراحها، وعودة سورية إلى حضنها العربي، ستغير جميع المناخات السياسية والاقتصادية في المنطقة.