في البداية يجب تحديد مفهوم الانقسام في الساحة الفلسطين, فالانقسام الحقيقي ليس في انقسام السلطة كما يحاول البعض ان يروج ويختصر الازمة , ان الانقسام الحقيقي هو انقسام البرنامج والنهج , فنحن امام برنامجين احدهما يؤمن بفلسطين كل فلسطين والاخر يتنازل ويفرط بثلاثة ارباع الوطن الفلسطيني.

برنامجان احدهما يؤمن بالمقاومة والكفاح المسلح طريقا وحيدا للتحرير والاخر ,, والاخر يرى في الاستسلام والتنازل والمزيد من التنازل والتفريط سبيلا لتحقيق مكاسبه الشخصية على حساب القضية الوطنية ,فهل يستوي النهجان , اذا وفي البداية لا بد من الاقرار بعبثية الحوار مع نهج التنازل والتفريط , ولا بد من نزع الشرعية عن هذا النهج حتى لو ادى الامر الى تعدد الشرعيات , فتعدد الشرعيات اقل خطرا على قضيتنا الوطنية من شرعية واحدة متنازلة ومفرطة ومتخاذلة , ثم ان تعدد الشرعيات سيقود حتما الى شرعية واحدة موحدة على اسس جبهاوية وقيادة جماعية ,

وهنا يجب ان نتوقف عن عبادة الاصنام , واقصد تحديدا منظمة التحرير الفلسطينية , صحيح اننا يجب ان نتمسك بالميثاق القومي لعام 64 كبرنامج اجماع وطني , لكن تمسكنا هذا لا يجب ان يعني تمسكنا بالاطار الذي اثبت فشله في تحقيق برنامج الاجماع الوطني وتحول الى اداة لتمرير مشاريع التنازل والتفريط في الساحة الفلسطينية , ابتداء من برنامج النقاط العشر ووصولا الى اوسلو . والخطوة الاولى يجب ان تبداء بتشكيل جبهة وطنية عريضة من الفصائل التى تتوافق على النهج والبرنامج , لتشكل هذه الجبهة الوطنية العريضة ما يمكن ان نسميه بالقطب الثالث , وثانيا تفعيل العمل العسكري الفدائي , وهنا يجب ان نتوقف عن التغني بامجاد الماضي , فالتغني لوحده لن يحرر الوطن , بل يجب ان نشكل حالة استمرار لتلك الامجاد. لننتقل فلسطينيا من حالة الدفاع الى حالة الهجوم ولنمتلك زمام الفعل لا رد الفعل , ان شعبنا الفلسطيني هو شعب مقاوم ومعطاء , وتجربة كتائب وتشكيلات المخيمات . ككتيبة جنين وعرين الاسود تؤكد ذلك , وقد اصبح من الضروري , بل هو الضرورة القصوى ان نتحمل مسؤولياتنا الوطنية حتى لا تبقى دماء شهدائنا تسيل يوميا بلا ثمن , ان التاريخ لا يرحم وستلاحق اللعنات كل المتخاذلين