كَتَبَ د.إاسماعيل النجار:
هو أحدُ اجتماعاتِ الأعراب العار ، الذي التقى بها الثعلب والخنزير، والشيطان والحمار.
يقول الحديث الشريف: "المؤمنُ لايُلدَغُ من جُحرٍمَرَّتَين"
ولو افترضنا أنَّ السُّلْطةَ الفلسطينيةَ ذكيةٌ جداً، لكنّها ليست مؤمنةً كفاية، حتى نقولَ إنّها لن تُلدَغَ من جحرِ الصهاينة مرَّةً أُخرىَ،وبماأن اجتماعَ العقبة جاءَ بعدما ذاقت إسرائيل مُرارةَ العمليات الفدائيةِ الجريئة، توقّعْنا أنّ السُلطَةَ لن تتجَرَّأَ على رفض الطلب الأمريكيّ، في حصول الِاجتماع، وتوقعنا أنْ تُلدَغَ من الثعبان الصهيوني لِلْمَرّةِ المليون، وتَيَقَّنا بأنَّ هذه السلطة كافرة كُفْر َ فرعون وممثليه،وككُفرِ اليهود وحماتهم
إنَّ هدفَ الِاجتماعِ واضحٌ وضوح الشمس، ألا وهو معاودة تفعيل دور الأجهزةِ الأمنيةِ الفلسطينيةِ وتوجيهُها، لِلْعَمَلِ مُجدّداً، على ملاحقةِ المُقاومينَ واعتقالِهم، أو قتلِهِم، أو تقديمِ معلوماتٍ للصهاينةِ عنهم. وتريد ُتل أبيب زيادةَ حجمِ التنسيق ِ بين أجهزتها وأجهزةِ أمنِ السُلطَة، لتتمكن من احتواءِ ظاهرةِعرينِ الأسودوكتائب جنينَ تمهيداً للقضاءِ عليهم جميعاً،وإعادةالوضع في الضفة الغربيةِ الى سابق ِ عهدِهِ، حيث يتمكن شرطيُّ بلديةٍ صهيونيّ من الدخول إلى كلِّ المناطق، وتكسير أكبر رأس فلسطيني.
جهابذةُ السلطةِ الذين تمثّلوا في لقاءِ العقبة، لم يتجرأَوا أن يُخالفوا تعليماتِ المِصريين والأردنيين والأمريكيين، وقالوا للعدوِّ الصهيونيّ: أمرك سيدي، وما عاش لبيقتلك وبيطلق النار عليك سيدي،وإحنا سُلطتُكُم موجودونَ على أرضِكُم، مش على أرضِنا سيدي.
يا لَلعار !!رجَّعونا إلى زمن ٍفيه الفلسطينيُّ يضربُ فلسطينياً بالنار.
يا لَلعار على هالسلطة !!، والعُرْبانِ الخِرفان الذين تسوقُهم واشنطن وتل أبيب كالأغنام.
ولكن....
فصائلُ منظمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ رفضت، في بيانات منفصلة، نتائج َومقرّراتِ اجتِماع العقبة، التي أعطت للصهاينةِ ضوءاًأخضرَقاموابعدهُ بمهاجمةِ منازلَ الفلسطينيينَ الآمنين في قريةِ حَوَّارة، واحرقوا أكثر من ٢٠٠ منزل وعشرات السيارات، وارتكبوا جرائمَ فظيعةً.
ما حصل كانَ نتاج مقررات اجتماع الأردن، وأحد مُخْرَجاتِهِ التي أعطت الصهاينةَ جُرْعَة شجاعةٍ، لِلإقدامِ على ما فعلوه بالأمس.
مصر ُ هدّدت فصائلَ المقاومةِ، إذاماأقدمتْ على الردِّعلى هجومِ قطعانِ المستوطنينَ على منازل ِالفلسطينيين، وبالطبع الفصائل الّتي، رغم أنها هددت، إلّا أنّها انصاعت لتهديداتِ ضابطِ المُخابرات المصري، والشعبُ الفلسطينيُّ في حوارة، أصبح بأغلبيتِه من دون مأوىَ، ولا أرزاق.
إلى مَتى ستستمر سُلطةمحمود عباس بِانتِهاج ِ سياسة خائنْ خائنْ، ذليل ذليل، جبان جبان؟!
يا أخي، أنت سُلطةٌ فلسطينيةٌ منفصلةٌ عن كِيانِ إسرائيل بموجب اتفاقاتٍ دَولية، كيف ترضى لِنفسكَ هذا الذُّلَّ وهذه التبَعية؟!
أخيراً،نقول لشعبنا الفلسطينيّ: إنّ الدِّماءَ التي تَغْلِي في عروقِ المقاوِمينَ لن تترككم بلا ثأر، ولن تكونوا بلا مأوى، وعليكم محمود عباس لن يتجرَّأ ولن يقوَىَ.
ولِفلسطينَ نقول: تتكدس الرجال من حولِكِ والسلاح، وليسَ بعيداً عنِ اليومِ تاريخُ صيحةِ: يا قُدسُ إنّنا قادمون،
لبيكِ يا فلسطين..
بيروت.



