كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "الكيان الصهيوني المؤقت بين خيارات حربين, داخلية وخارجية هل من حلول وسَط؟ وماذا سيختار نَتِنْ ياهو، إن بقيَ على قيد الحياة؟".
د. إسماعيل النجار
6 آذار 2023 , 21:12 م

كَتَبَ د. إسماعيل النجار: 

*العنوان الرئيس هوَ الازمة السياسية العاصفة في الكيان الغاصب، لكنّ بداية المقال عنوانها: لبنان البلد المُصَدِّر للنماذج السياسية السيئة للحكومات في الخارج.

بعد العراق ها هي إسرائيل "تَتَلَبنَن"، وترتدي ثوب الفساد والهيمنة على القضاء، تمهيداً للسيطرة على باقي مؤسسات الدولة، وتمهيداً للمحاصصة على الطريقةِ اللبنانية.

هكذا أراد نَتِنْ ياهو الكيان، ليتملّص من السجن، خصوصاً وأنّ بعض الخبراءِبشَّرونا بتضخمٍ قادم على كيان الِاحتلال، سيليهِ اِنهيارَان ِ: ماليٌّ واقتصاديٌّ كبيران.

الأزمة السياسية الحادَّة التي تعصف بحكومة نَتِن ياهو نتيجة التصويت على قانون القضاء الصهيوني، سعَى من ورائها رئيس الوزراء الحالي التَمَلُص من المحاكمة، للحفاظ على مستقبله السياسي، وعدم الوصول إلى ما آلَت إليهِ أمور سَلَفِهِ السابق رئيس الوزراء الصهيوني "إيهود" "أولمَرت" الذي حوكِم بالسجن ثلاث سنوات بتُهَم الِاحتيال والفساد وإستغلال المنصب.

في الوضع الداخلي الذي زاد المجتمع الصهيونيًَّ انقساماً حاداً على كل المستويات السياسية والإجتماعية والإقتصادية، كانَ أمراً مهماً للغاية، وليس مجرد صدفة،إنما مُرتَكِز على تباينات وانقسامات ليست عادية كالخلافات السياسية التي تعودنا أن نراها، أو نسمع عنها في وسائل الإعلام الصهيونية، إنما هيَ كراهية متلبدَة ومُكَدَّسة داخل صدور جميع مُكوِّنات المجتمع الصهيونيّ اللَّمَمًَ،من كل أصقاع الأرض،والمتناقض بين شرقيين وغربيين وأفارقة وسكان أصليين، وغيرهم.

المجتمعُ الصهيونيُّ القوس قُزَح يتكَوَّن من عِدَّة أصول وقوميات، حيث بلغَ عدد سكان الكيان الحاليين ما يقارب العشرة مليون نسمة مُسَجلون رسمياً، كمواطنين في إسرائيل التي تم إنشاؤها على أرض فلسطين التاريخية عام 1948، والمقيمون الدائمون فيها لغاية عام 2019، يُقدرون بنحو 9,075,360 نسمة، بحسب الإحصاء الأخير الذي سجل ما نسبتهُ 74.2% منهم كيهود و20.9% من المتحدرين من فلسطين التاريخية، من أصول عربية، سُجلو كـ"مواطنين" "عرب" في حين سُجل 4.8% فالاشا،ويشكل اليهود القادمون من أوروبا والاتحاد السوفيتي السابق، بمن فيهم اليهود الأشكناز، حوالي 50% من مجمل اليهود الصهاينة؛ في حين يشكل باقي السكان من اليهود، الذين غادروا أو هربوا من الدول العربية والإسلامية إلى أرض فلسطين التاريخية، مع ذريتهم اليوم، بما في ذلك كل من اليهود المزراحيين واليهود (السفارديين) وبقية السكان اليهود،،،

*دينياً معظم من عرب 48 من المسلمين، يليهم المسيحيون من طوائف متنوعة إلى جانب أقلية من الموحدين الدروز.

إن كل هذا التقارب الديني بين مُكَوُنات المجتمع اليهودي، لَم يَحُل دون تكريس الِانقسامات والخلافات والكراهية بينهما، الأمر الذي تسببَ في كثير من الأحيان بجرائم قتل وبناء كانتونات مقسَمَة حسب الإنتماء الأصلي لهؤلاء السكان، على غرارماحصل من انقسامات طائفيه في لبنان.

*في المجتمع الصهيوني هناك أطرافٌ يُعتَبَرَون مستضعفين وعبارةً عن خدام وجنود وعبيد لدى"الأشكيناز"وهم محرومون من أبسط الحقوق والعدالة، والمساواة في التوظيف على كافة مستويات الدولة، لذلك عجزَت حكومات الكيان المتلاحقة عن الحفاظ على جمع كل هذه التناقضات تحت قُبَّة الكِنيست، بعنوان الدولة الديمقراطية، وعندما طَغَت المصالحُ الشخصيةُ على مصلحة الكيان بآنَت الإنقسامات والتباينات بشكلٍ كبير، وطَفَت على السطح حتى داخل المؤسسة العسكرية التي تُعتبَر عِماد الدولة اليهودية وضمانةَ بقائها.

إذاً، نَتِن ياهو يغامر بمستقبل بقاءِ إسرائيلَ على قيدِ الحياة،

فهل يلقَىَ مصير سَلَفِهِ إسحاق رابين (بِاغتياله؟ أَم يَلقَىَ مصير إيهود أولمرت(في السجن) أم سيقود إسرائيل إلى حربٍ طاحنه ضد إيران أو لبنان، تكون بها نهايةِ هذا الكيان؟

جملةُ أسئلةٍ، وليست تساؤلات، الجوابُ عليها متعلقٌ بمصير المظاهرات والِانقسامات والتسويات، في الارض المحتلة بين الصهاينةِ أنفسِهم، فهُم سيختارون كيفية نهايتهم.

نحنُ نراقب وننتظر..

بيروت في....

6/3/2023 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري