كتب الأستاذ حليم خاتون:
وحده المجنون يصدق أن اللبنانيين ينتظرون برنامج اصلاح في هذا النظام...
نكتة الإصلاح والتغيير فقدت المعنى منذ أن وطأ قدم الإصلاح أرض مطار يحمل اسم لص فاسد بعد أن حملت المدينة الرياضية اسم فاسد آخر كي تبقى معادلة ال ٦ و ٦ مكرر... "ظابطة"...
أما التغيير... هذه قصة تروى...
مجموعة من اولاد الشوارع بالمعنى الحرفي للكلمة حتى لو لبسوا chic، قرروا أن يحملوا شعار التغيير من وحي ١٧ تشرين...
حملوا يافطة كتب عليها من الامام بالخط العريض: *ثورة*..
لكنهم نسوا أن يمحوا ما كتب في الخلف... في الخلف، وبخط أكثر عرضاً وأكثر لمعاناً ظهرت كلمة: *للإيجار*...
إنه الوطن...
نعم... وطن للايجار...
لماذا؟
لأن ليس في هذا الوطن من يستطيع تعريف كلمة وطن وتطبيقها على بقعة الأرض هذه...
نصف الناس يقولون إن لبنان محكوم من دولة حزب الله... لكن قطر وأميركا تدفعان رواتب جيش دولة حزب الله!!...
النصف الآخر يقول إن البلد محكوم من الأميركيين... لكن المقاومة التي هزمت اسرائيل ربيبة أميركا تسرح وتمرح في الدولة التي تحكمها أميركا!!...
قد يحتار البعض...
لكن صدقوا... لا ضرورة للحيرة...
هي "بوسطة ماشية والرب راعيها"...
الجميع يصرخ أن شوفير البوسطة سكران وسوف نقع في الوادي...
لكن "تحلفوا بالله"...
كل شي ماشي ولن يقع أحد في الوادي...
هي "شوية مشاكل" ويذهب بعدها كل واحد في طريق الانتحار...
"هاي بلد؟"...
"لأ. مش بلد"...
"هاي قرطة عالم مجموعين"...
تخرج جويل ابي يونس على ال OTV، تتحدث عن الميثاقية أحياناً، وعن سليمان فرنجية الذي لا يملك برنامجاً للحكم...
يكفي أن سليمان فرنجية لا يملك ثقة الكتل الجاهلية الكبرى عند المسيحيين...
على عكس ميشال عون الذي أتى إلى الحكم بموافقة ودعم سمير جعجع، ومعه جبران باسيل...
حمل الإثنان، عون وباسيل؛ حملا كتابا في الإصلاح والتغيير تحت عنوان "الإبراء المستحيل"...
صحيح انهم "نقعوا" الكتاب في المياه المجمعة خلف السدود ولا نعرف حتى اليوم من شرب أو سوف يشرب من كأس هذا الكتاب المُرّة... لكنهم هم الميثاق...
زياد بارود يقول إنه مستعد للعب دور الرئيس في المسرحية...
صحيح أن اشرف ريفي جعل منه مسخرة يوم أراد ممارسة السلطة في حكومة عمه...
لكن الوزارة شيء، والرئاسة شيء آخر...
كيف هذا؟ ربك وحده يعلم...
هناك جهاد أزعور الذي يقسم أنه يختلف عن السنيورة بكل شيء...
يكفي أن جان عبيد الوسطي جدا خاله...
لكن جهاد أزعور يحمل طبعة صندوق النقد الدولي التابع للدولة التي تحاصر لبنان وتدفعه إلى الإفلاس...
لم يبق سوى قائد الجيش...
القائد الغامض خلف قناع البطل الخارق الذي يحارب الجريمة المنظمة...
هو على علاقة جيدة مع حزب الله ولكنه صديق حميم جدا لأميركا...
الرجل جمع المجد من طرفيه...
ثم إن الرجل اثبت أنه لم يسرق من الأموال التي أتت من قطر وأميركا للجيش... رغم كل مزاعم جبران باسيل...
في النهاية جبران "مفتري"...
جبران لا يرى في موارنة لبنان أحدا...
وحده جبران باسيل ماروني درجة اولى، والقوات موارنة درجة ثانية إلى حين...
إذا اضطر الامر، يمكن استعارة "شي ماروني" لا حول له ولا قوة، يجلس في بعبدا بانتظار عودة نابليون باسيل من جزيرة ألبا...
كل الكلام عن نظرية الرئيس القوي التي لا يزال بعض المهرجين في ال OTV، يتكلمون عنها... هي مجرد كلمات...
في النهاية...
"ما بيصح، إلا الصحيح" وجبران وحده صح...
إذا كان جوزيف عون يتخفى خلف قناع الوطواط في محاربة الجريمة المنظمة... فإن جبران يحمل سيف ودرع أكثر من بطل خارق، ويلبس من الأقنعة ما لا يستطيع اللبنانيون اكتشافه إلا بعد الانتحار...
على سيرة الانتحار...
تقول الاخبار أن شخصا ينتحر كل ست ساعات في لبنان...
حتى في الانتحار، اللبناني عاجز...
من المفهوم أن يغلب اليأس على البعض ويدفعهم إلى الانتحار...
لكن يا جماعة... خدمة بسيطة قبل الإقدام على الانتحار...
لو يأخذ كل واحد منكم كم اصبع ديناميت ويذهب لزيارة حبيب قلوب الناس من زعماء الطوائف، أو صاحب المصرف الذي سرق أموال اللبنانيين وهكذا يكون الانتحار ذا منفعة عامة...
"صدقوني، هيك بتفوتو عالجنة"...
"بتصير القصة عملية استشهادية مش انتحار"
القصة مضمونة...
بعد أن تأخذوا معكم في رحلة الانتحار كم كلب من طبقة اللصوص، سوف تعاملون في الحياة الثانية معاملة الأبطال بدل أن تحترقوا في نار جهنم لأن أحدكم عجز عن شراء منقوشة لابنته، فانتحر...
برسم من يريد أن يصبح رئيسا لجمهورية لبنان التائهة:
نريد أن نعرف... نريد أن نرى...
إذا كنتم ابتليتم بالمعاصي، استتروا، ولا "تجيبوا لأهلكم مسبات" هم بغنى عنها...
حليم خاتون