كتب الأستاذ جهاد أيوب:
مقالات
كتب الأستاذ جهاد أيوب: "حزب الله ... عمليات المقاومة في "إسرائيل" من دون بصمات".
27 آذار 2023 , 20:04 م

كتب الأستاذ جهاد أيوب: 

الخطابُ الأخيرُ لسماحة السيد حسن نصرالله كان واضحاًكل الوضوح بالنّسبة للعدوِّ الصهيونيّ، ولمن يعنيه في فهم الرسائل التهديدية المراد لها أن تصل، وبالفعل وصلت عند قادة جيش العدو ومخابراته، وقول سماحته: "بلِّطوا البحر"، كانت خاتمة الردِّالذي أربك العدوّ، وزاد من خوفه إن وقعت الحربُ التي يُهَدِّدُ هو بها، مع كل عملية للمقاومة في الكيان المغتصب،وتكون من دون بصمات!

نعم...قرر الحزب بأن تكون عمليات المقاومة المقبلة، بكل فروعها، والتي وقعت في الداخل الفلسطيني المُحتلّ("إسرائيل") وعلى الحدود الشمالية مع لبنان وستقام هنا وهناك في العمق من دون بصمات، وهذه الخطوة أصرت قيادة المقاومة أن تكون مكشوفة، ومنها عبوات واضحة المقصود أن توضع بالحافلات بوضوح للدلالة على وصول يد المقاومة إلى الداخل الصهيوني بسهولة، وزرع الشكوك في كل مكان!

عبوات واضحة متعمدة الاكتشاف، لكنها من دون بصمات...هذه هي الحرب المقبلة في هذه المرحلة، حرب أصابت الداخل الصهيوني بالصميم النفسي، واربكت أمْنَ العدوِّ دون أن يُعْرَفَ المُنَفِّذُ،رغم اكتشاف العملية؛ وعمليةُ "مَجِدّو " دليلٌ على فَشَلِ مخابراتِ جيشِ العدوّ الذي كشف عن العملية بعد حدوثها بثلاثة أيام، وإعلانُهُ المُرَكّبُ والمُكَرْكَبُ عنها كان صناعةَ أفلامٍ فاشلةٍسبَّبَتِ الضّحِكَ والسُّخْرِيَّةَ في الداخل.

أمّا الاستخفافُ من قِبَلِ إعلامِ العدوّ وحتى الإعلام الخارجِيّ، وعدمُ تَبَنّي الحزبِ لهّا فقد زاد الضياع والشوشرة في إعلام العدوّ وعند قادته...

العدوُّ يُدرِكُ أن الحَرْبّ النفسيَّةَ التي يَتَّقِنُها السيد حسن نصر الله ويقومُ بزيادةِ جرْعاتِها، مع كل إطلالاته الأخيرة، مقصودة، وكذلك يجاريه فيها الإعلامُ الحربيُّ في المقاومةِ في لبنان، وصمتُ قادة المقاومة في فلسطين، وتركُ الشباب المقاوم داخل فلسطين خارجَ التنظيمِ الحزبيِّ التقليديّ التحرُّكَ مَيدانياً وإعلامياً هوفي صُلْبِ الحربِ النفسيةِ المُتَعَمّدَةَ لا تَقِلُّ أهميةً عن الحرب العسكرية والإعلامية!

وكذلك الصمتُ المقصودُ في كثيرٍ منَ الأحيان ِ من قِبَل ِ المقاومةِ عملٌ يَصُبُّ في مراحلَ جديدة، وهو أخطرُ الرُّدودِ على الداخل الصهيونيّ في صراعه مع المقاومة، وتشكِّلُ لعبةَ البدائل؛ وبدائلُ المواجهةِ عند المقاومةِ واضحةٌ ومفروضة، على عكس ما تعْنِيهِ المواجهةُ عند الصهاينة،التي أصبحت من غير مواجهة عسكرية!

كما لم يَعُدِْ المجتمعُ الصهيونيُّ يعلمُ ما يحدُثُ على حدودِهِ الشمالية، وتكثيف تحركات جيشه زاد لهيب معركة الخوف عنده، ولم يُصِبْ نجاحَ أمنِه.

وهكذا فإنّ عدمَ كشْفِ بصماتٍ مباشرةٍ لِأيِّ عمليَّةٍ للمقاومةِ تَكسِرُ، وكسَرَتْ

نتائجَ الحصانةِ الداخلية، وتُدْهِشُ القادةَ والفردَ الصهيونيين، وبالأخص العمليةُ الأخيرةُ "مَجِدّو"، حيث لا إجاباتٍ على كثيرٍ من الأسئلةِ المفتوحة، ولم تعترفْ "إسرائيلُ" بالعملية

إلّا بعدَ أيّام ، وهنا المهزلة!

كانت خطابات السيدحسن ولا تزال هي مادة التجاذب التي تهزُّ الكيان المُغتَصِب، رغمَ امتلاكِه لتقنياتٍ عالية، ورغم توزُّعِ مخابراته مابين الداخل الفلسطيني ولبنان وبعض الدول العربي. ووضوح هذه الخطابات برسائلها، وأيضاً ما يقوله في مجالسه الخاصة، مع مسؤولين على علاقة مباشرة مع رسول الغرب، يدرك أنّها ستصل إلى إسرائيل أوضح بحدّّتِها وتهديدها المباشر للعدو!

التحرك من غير بصمات، ووضوح التهديد، وقراءة الخطوات، وحساسية التوقيت،هي الحرب الأهم وهي المعادلة الرئيسية والمقبلة، مما يُثبِّتُ قواعدَ الاشتباكات مع هذا العدو المربَكِ في الداخل!

العملية الأخيرة مقصود اكتشافها، كما العمليات التي سبقتها وستليها، وهي ضربات للمجتمع الصهيوني في مرحلة مأزومة في الداخل.

عملية "مَجِدّو"والحافلات، حتى الآن، تشكل اللغز، وهزت الكيانَ سياسياً ومخابراتياً ومجتمعاً، وزادت من هجرة رأس المال الاقتصادي فيه!

والرَّدُّ بكلمة "روح بلط البحر" يعني مواجهة أمنية قد تصل إلى مواجهة عسكرية، إذا تخطت القواعد العسكرية التي رسمتها المقاومة، وليس التي رسمها الكيان الصهيوني، فذاك الزمان إنتهى...!

[27/03, 8:38 am] الدكتور عصام شعيتو: أخي الحبيب، أسألُ الله لك شفاءً عاجلاً تاماً ناجزالا يترك سقماً أبدا بحق محمّدٍ وآل محمّد، وحُرمةِ شهر ِرمضان المبارك،سائلاً المولى تعالى أن تكون بخيرٍ وعافية.



المصدر: موقع إضاءات الإخباري