كَتَبَ د. اسماعيل النجار: تَعَنُّتُ الأفرقاء المسيحيين برفضهم ترشيح سليمان فرنجية، يزيد من فُرَص وصولِهِ إلى قصر بعبدا
مقالات
كَتَبَ د. اسماعيل النجار: تَعَنُّتُ الأفرقاء المسيحيين برفضهم ترشيح سليمان فرنجية، يزيد من فُرَص وصولِهِ إلى قصر بعبدا".
27 آذار 2023 , 19:48 م

كَتَبَ د. اسماعيل النجار: 

شعارٌ رفَعَهُ من يُسَمَّونَ بالسياديين في لبنان، من دون ساريَةٍ متينةٍ تحملهُ على وجهِ الأرض.

شعارٌ رفعهُ السياديون بعد مُغَلَّفاً ببالونٍ قاتمِ اللونِ وربطوهُ بخيطٍ رفيع يَفْتَقِدُ المتانةَ والقدرةَ على التَحَمُّلِ والبقاء،كعادتِهِم منذُ أربعينَ عاماً عندما رفعواشعار"حالات حتماً" وذهبَ أدراج الرياح!.

سياديون ليسوا أسياداً، بَل عبيدٌ عند الأمريكيين وغيرِ الأمريكيين؛ سيادتُهم تشبهُ سيادةَ "سُنبُل"في مسلسلِ "حريم السلطان"،أو سيادَةَ "ليمون" في مسلسل "الحرملك".

فلا رأي لهم ولا طاعة عند الحاكم، ولارجولة يتصفون بها بين الناس.

- [ ] سياديون بِالِاسمِ يفتقدون كُلَّ معنىً حقيقيٍّ للسيادةِ بمعناها الوطنيّ، اختلفوا فيمابينهم،ونبشواالضغينةَ والأحقادَ التاريخيةَ، عندما تذكّروامشاهدَالدِّماءِبينهم في الثمانينات،وسارواخَلْفَ المصالحِ الشخصيةِ والآنيّةِ، فلم يلتقوا ولم يتنازلوا،بعضهم للبعض، حتىَ أنّهم لم يتّفقواعلى مرشحٍ قويٍّ ذي وَزْن ٍ ليخُوضوابِاسمِهِ المعركةَ الِانتِخابيّةِ الرئاسيةَ بجدّيّة.

- [ ] لقد تجاهلوا مصالحَ لبنان، ومصالح أتباعِهِم والتصقوا بجدرانِ سفارَتَي عوكر والروشة، يَسْتَرِقونَ السَّمْعَ لكي يَتَلَقَوْا إشارةً، أو يسمعوا أوامرَ صاحبِ الجلالةِ والسلطان.

**"سليمان بيك فرنجية" اِسمٌ طَرَحَتْهُ الجِهَةُ المُقابلةُ لهؤلاء السياديين، مدعوماًمن حزب الله بقوَّة؛

رَشَّحَهُ الرئيس نبيه بري لمنصب رئيس الجمهورية، مستنداً إلى الِاجتماع الذي حصل في بكركي، قُبَيلَ انتِخابِ ميشال عون، منذُ سبع سنوات، والذي جمع ميشال عون، سمير جعجع، سليمان فرنجية وأمين الجمَيِّل، برعاية البطريَرك الراعي الذي انتهى إلى خُلاصةٍ، اعترَفَ بموجَبِها الجميعُ بأنّ كلَّ واحدٍ مِنَ الأطراف الأربعةِ يُمَثِّلُ المسيحيين، وأنّهم مرشحون طبيعيون لرئاسةِ الجمهورية، وأن تُترَك فترةُ السّنواتِ السِتّ الأولى للجنرال عون، لتقدُّمِهِ في السِن، ويليه سليمان بيك.

على هذا الأساس رشَحَ بري فرنجية، وأيَّدَ حزب الله ترشيحَهُ، كمُمثلٍ شرعيٍّ للمسيحيينَ، ودعمَهُ بقوَّة.

اليوم تتَنَصَّلُ الأطرافُ الأربعة من تعهداتها السابقة

تُجاهَ فرنجية،وتَتنكرُ لفضلهِ وتكَرُّمِهِ على البطريَرك شخصياً، وعلى أعضاء اللقاء الذي جمَعهُم،و من ثَمَّ رفضوا اِسْمَهُ جملَةً وتفصيلاً، الأمرُ الذي زادَ من عِناد فريق الثنائي الشيعي، بالتَّمَسُّكِ بِاسْمِهِ كمرشحٍ طبيعيّ، وليسَ مرشَحَ تحدٍّوازدادَت فُرَصُ وصولِهِ إلى قصرِبعبدا،بعد الِاتِّفاقِ الإيراني السعودي، الذي سينسحب في لبنان لصالح عمليةِ انتخابِ رئيسٍ للجمهورية،فسيكون فرنجية هو الرَّابحُ في سِباقِ الرئاسةِ الذي يقودهُ الرئيس بِرِّي مع حُلفائِه،

منذُ الجمهوريتين، الأولى والثانية،حيثُ كان قدتكرّس منذ عصرالترويكا، عام١٩٩٢ ولغايةِ اليوم خَسِرَ الحصان السيادِيُّ الرِّهانَ، في كل شيءٍ، ولم يُحَقِّقْ أيَّ نجاحٍ على الساحةِ السياسيةِ اللبنانية، سِوَىَ في مساندة المصلحةالأمريكيةِوالسعوديةِ، بتشديد الحصار على أتباعِهم وإخوَتِهم في الوطن وتجويعهم، وضَرْبِ العُمْلَةِ الوطنية، لحساب مصالحِ الخارجِ ومصالحِهِمُ الشخصية.

إلى مَتى سيبقىَ جمهور ١٤ آذار صامتاً حيال هذه السياسات الفاشلة،التي تأخذهم من فشلٍ إلى فشل، إذ لم تُوصِلْهُم في الماضي إلى تحقيقِ أيِّ نجاح ٍ، ولن توصلَهُمُ اليوم.

أَمَا آنَ لِلُبنانَ المصلوبَ أن ينزل عن صليبه،وتعودَالأمورُ إلى ماكانت عليه،قبل إعلان "فَوْرَتِهِم"في١٧تشرين التي خرّبتِ البلد؟

جوابُ تساؤلاتِنا هذه، سنتلقاه قريباً على الأرض، عندما يعود إلى سفارةِ الروشة، طويل العُمر.

كفاكم تجويعاً لِلناس.

بيروت في....

26/3/2023 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري