كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "دلالات وعوامل زوال الكيان الصهيوني".
28 آذار 2023 , 16:54 م

كَتَبَ د. إسماعيل النجار: 

أولى الدلالات الطبيعية على زوال إسرائيل، بلوغُ هذا الكيانِ المؤَقّتِ ذِروَةَ قُوَّتِهِ العسكريةِ والسياسيةِ والإقتصادية، بدليل تموضعهِ على رأس قِمَّة الجبل في الشرق الأوسط بِلا منازعٍ، واستفرادِهِ بِامتِلاكِ قُوَّةٍ نوويَةٍ، اعتبرَها العربُ العصا الغليظةَ فوق رؤوسهم في المنطقة، وهوَ مدعومٌ من الشرق والغرب، وبعضِ العرَبَ،

لٰكِنْ... للحفاظِ على هذا التموضُع وهذه القوة والهيبة كانَ على هذا الكيان أن يتَنَبَه إلى تصرفاتِه الشنيعة على الأرض، ومنها الإفراطُ في استِعمالِ القُوَّةِ والعربَدَةِ اليوميَةِ على محيطِهِ المُعادي له، ناهيكَ عن تَهوُّرِهِ في اتِّخاذِ القراراتِ الصعبةِ ضدَّ الفلسطينيين، من مصادرةِ أراضيهم وممتلكاتهم، وتجريف مزارعِهم، وهَدْمِ منازلِهم، والاعتقال الإداري لأبنائهم، وممارسةِ تعذيبهم في السجون والمعتقلات، والإعداماتِ الميدانيةِ لشبابِهم في الشوارع، والكثيرِالكثيرِمن الموبقات والفظاعات التي ارتكبوها، والتي لفَتَت إلى إجرامهم نظر كل شعوب العالم، من حولهم، ومنظمات حقوق الإنسان؛ ومن نتائج هذه الأفعال أنها زرعت الأحقاد في صدور الشباب العربي عموماً والمسلم خصوصاً، بغَضِّ النظر عن تصرفات الأنظمةِ العربيةِ بمساعدة هذا الكيان، بتهديد وقمع هذه الشعوب.

إن كل ما أسلفنا ذِكرَهُ من إجرامٍ صِهيُونِيٍّ وتواطؤٍ وقمعٍ عربيّ دَفَعَ بالبعضِ من الفلسطينيين وغيرهم من الذين تأذَّوامن العربدَة والِاعتداءات الإسرائيلية، كاللبنانيين مثلاً،إلى تشكيل منظماتٍ وحركاتٍ معاديةٍ لهذاالكِيانِ المُجرِمِ اتّخذت طابعَ الكِفاح ِالمُسَلَّحِ ، بدافِعِ دَرْءِ خَطَرهِ والدفاع عن أنفسهم، والتّعهُّدِ بتحريرِ أراضِيهِمْ وأراضي فلسطين، وذلك بعدما أحجَمَت دُوَلُهِم عنِ القيامِ بدورها الطبيعي تُجاهَ شعوبِها بتأمينِ الحمايةِ لهم، وكانت هذه واحدةً من نِقاطِ القوةِ للشّعبِ الفلسطينيّ أكَلتْ جزءاً من قوةِ الردعِ الصهيونية،

الدّلالة الثانية على انهيار ما سُمّي"إسرائيل" : عدمُ مصداقيةِهذاالكيان بتنفيذ تعهداته التي يُوقِّعُ عليها، من خلال الِاتِّفاقيات الدوليةِ كاِتّفاقِ أوسلو وغيرِه.

ثالثاً :عدمُ تنفيذ القرارات الدولية من جانب الكيان الغاصب وضربه بها عُرضَ الحائطِ،وكذلك كلّ القوانين والمواثيقِ الصادرةِعن الأممِ المتحدة متحدِّياً العالم، وهذه شكّلَتْ نقطةَ تحوُّلٍ كبيرٍ في الرأي العام، لدى الكثيرِ من الشعوب، وليسَ الأنظِمَة.

رابعاً : الِاعتماد الكُليّ على أمريكا وأوروپا، للدفاع عنها في المحافل الدولية.

خامساً: الِاعتماد على الأنظمةِ العربيةِ بضمانِ أمنِهامن المحيط الخارجي، ولعبِ دَورٍ في الداخلِ يضبطُ الحركةَ الفلسطينيةَ المُقاوِمَةَ، كالذي تلعبه مصر والآردن والذي إضمَحَلَّ مؤخّراً وضَعُفَ، لدرجة فقدانِ الهيبة لهاتين الدولتين على الساحة الفلسطينية.

سادساً: سقوط نظام الشاه في إيران وحلول دولة إسلامية مكانَهُ، دولة معادية للكيان الصهيوني.

سابعاً : فشَل الولايات المتحدة الأمريكية من تحطيم إيران، ومنعِها من التمدُّدِ خارجَ أسوارِ أمبراطوريتِها، وعجزِهِم عن منعِها من دعمِ الفصائل ِ الفلسطينيةِ المجاهدةِ في الداخلِ والخارج.

ثامناً: فشلُ واشنطن في السيطرةِ التامةِ على العراق، إن كان بقوتِها العسكريةِ، أوْ عَبْر َوكيلِها داعش، وانتصارُ القُوى الإسلاميةِ العدُوَّةِ للكِيانِ في معركتِها، والتحضيرِ لمعركةِ تحريرِ فلسطين.

تاسعاً: فشَلُ حليفَتَيها الولاياتِ المتحدةِالأمريكيةِ والسعودية، ومعهما سبعةَ عشرَدولةً،في السيطرةِعلى اليمن، وتأمين ِ المِلاحةِ لإسرائيل في باب المندب، وانتهى الأمر بهزيمتهم أمام الحوثيين.

عاشراً: انتِصارُ سوريا على أمريكا وإسرائيل والغرب، أي حوالي ٨٠ دولة،وتَحوُّلُ الأراضي السوريةِ لِقواعدَ عسكريةٍ متعددةِ الألوان ِ والأشكال ِ،وجميعُها معاديةٌ لإسرائيلَ، وتتحضَّرُ للمعركة الكُبرَىَ.

11/_ هزيمةُ جيشِ الكِيان ِ في لبنان،أمام مقاتلي حزب الله، في ثلاثةِ حروبٍ أهمُّها حربُ تموز2006وإنسِحابُهُ المُذِلُّ مِنْ أراضي لبنان.

12_بلوغُ المقاومةِ اللبنانيةِ ذُروَتَها مِنَ القوّةِ العسكريةِ وامتلاكُها الأسلحةَ والخبرةَ والتكتيكاتِ، ما يُهَدِّدُ أصلَ وجودِ الكِيانِ الصهيونِيّ برُمَّتِه.

13_تَرَهُّلُ الجيشِ الصِّهيونِيّ، ورفضُ عناصره الخدمةَ فيه، وحالاتُ الإحباطِ التي تسيطرُ عليهم،نتيجة ما رأوه من أهوالٍ في حروب لبنان وغزَّة.

14_ التمزق الداخلي الصهيوني الذي من الصعب أن يُعالَج،أو تُضَمَّدَ جراحُهُ، بعد الذي يجري على الساحةِالداخليةِاليوم.

15_اندلاعُ الحربِ الروسيةِ الأوكرانية، وإعطاء أمريكا الأولويةَ لتلكَ الساحةِ بلا منازع، ونشوبُ أزمةٍ بين موسكو وتل أبيب، على خلفيةِدعمِ الأخيرةِ لأوكرانيا

16_ دخولُ الصين إلى المنطقةِ ورعايتُها اتِّفاقاً بين السعوديةِوالإمارات يهدف إلى نهايةِ الصراعِ السُّنِّي الشِّيعي في المنطقةِ والعالَم، الذي تسبّبَتْ به الوهابيةُ، وعُمرُهُ الآفُ السنين، وذلك على حساب التطبيع وإقامة تحالفٍ صِهيونِيٍّ سُنِّيٍّ معتدل ، كما يسمُّنه في الكيانِ المُغتصِب،خاضعٍ للصهيونية العالمية.

17_ التغييرُ الديمغرافيُّ في الداخل الفلسطيني الذي يصب في صالح الفلسطينيين.

18_استكمالُ كافَّةِ قِوَىَ المِحوَر، وفي طليعتها تَقِفُ إيرانُ وحزبُ الله استعداداتهم لِخَوْضٍ المعركةِ الكُبرَىَ الفاصلةِ، وامتلاكُ مقوِّماتِها العسكريةِ والماديةِ واللوجستية.

19_صعودُ جيل ٍ عربِيٍّ مسلمٍ وشيعيٍّ تحديداَ يَكُنُّ كراهيَّةً فريدةً للصهاينةِ، ويتشوَّقُ إلى خوضِ معركةٍ فاصلةٍ معهم.

ولو أردنا أن نستمر بذكر وكتابة أسباب ضعف الكيان وزواله لما انتهى بنا المطاف، عند ال٢٠ بَندا ودليلاً، لأنّ ما في جُعْبّتِنا لا تكفيه، ولا تَتسِعُ له صُحُفُ العربِ.

بالمختصرِ المفيد: إسرائيلُ ساعدَتْنا، مافيه الكفايةُلكي نَنْحَرَها ونَقْضِيَ عليها، والأنظمةُالعربيةُ المتواطئةُ معها ساعدتنا أيضاً، لِأَنَّها لم تلعبْ دَوْراً مُشَرِّفاً تُجاهَ قضايا الأُمَّة، فتسبَّبت في نشوءِ حركاتٍ جهاديةٍ ومقاوماتٍ، لم تتمكن من كبحِها؛ أيضاً ساعَدَتْ في وصولِنا إلى هذا المستوى من القوة، ووصولِ الكِيانِ المُغْتَصِبِ إلى هذاالحَدِّمِنَ الضعف.

"إسرائيلُ"تفَسَّخَتْ وتفتّتْ منَ الداخل ِوهاهي تتحَلَّلُ، والأرضُ الفلسطينيةُ الطاهرةُ ستعودُ إلى أهلِها الأصليين.

أليس هذا بِكافٍ أم نسوقُ المزيدَ من الدلائل والعلامات؟

بيروت في...

27/3/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري