كتب حسين أبوالهيجاء: عوامل حتمية انهيار و زوال دولة الاحتلال الاستيطاني
فلسطين
كتب حسين أبوالهيجاء: عوامل حتمية انهيار و زوال دولة الاحتلال الاستيطاني
29 آذار 2023 , 23:41 م

كتب حسين أبوالهيجاء: 

... المتتبع لمسيرة الاحتلال الصهيوني ، بصبغته ( اليهودية المزعومة ) ، سرعان ما سيدرك ان هذه الدولة المصطنعة ، محكومة بالفشل ، و انها لا تتجاوز كونها اداة استعمارية غربية ، تمت صناعتها لتؤدي وظائف لصالح الاستعمار الغربي ، و انها ستنتهي مع انتهاء وظيفتها ، او في حال عجزها عن اداء تلك الوظائف .

و بالتالي ، هي غير قادرة على الحياة خارج دورها ، و غير قادرة على صياغة نفسها كدولة مكتملة الاركان ، و قابلة للديمومة ..

و المتتبع لمسيرة هذه الاداة المُسماة ( اسرائيل ) ، سيلحظ العديد من العوامل التي تأخذها الى نهايتها ، و منها :

** تآكل المنظومة المجتمعية ، و الفكرية في المجتمع ( الاسرائيلي ) ، ما يعني فشل نظرية " ديفيد بن غوريون " مؤسس دولة الاحتلال ، و القائمة على فكرة ( الصَهر ) ، حيث فشلت الدولة في صَهر المجتمع العبري في دولة موحدة القومية ، بعيداْ عن الهويات المتعددة التي جاء بها و منها اليهود من الدول التي تم استقدامهم منها ، و فشل دمج العرب و القوميات المختلفة في ( الدولة اليهودية ) ، فضلاً عن الصراعات الفكرية و الايدولوجية للمجتمع اليهودي. !

** الهاجس المتنامي من انهيار الداخل العبري ، و الخوف من التمرد داخل الجيش ، و مؤسسات الدولة ، و اجهزتها الامنية !

** التراجع المخيف في معدلات الهجرة الى داخل دولة الكيان الاسرائيلي ، مقابل التزايد المتنامي في معدلات الهجرة العكسية ، .. حيث تم تسجيل نزوح اكثر من مليون اسرائيلي الى خارج الكيان ، من اصل 6 مليون تم استقدامهم الى الداخل !

** تزايد الشعور " بعدم الانتماء الى المنطقة " ، و الشعور بالغربة عن الارض ، و محيط و ثقافة المنطفة !

و نذكر على سبيل المثال في هذا المقام ، جواب شيمون بيريس ، عندما كان رئيساْ للدولة ، على سؤال احد الصحفيين الذي سأله قائلاً : - هل ستبقى اسرائيل 60 عاما اخرى ؟؟

فكان جوابه : - اسألني هل ستعيش اسرائيل 10 سنوات قادمة ؟؟!!

** تزايد اتساع الفجوة بين العلمانيين و المتدينين ، الامر الذي أدّى الى زيادة الهوَة و الخلاف ، بين احزاب اليمين و اليسار و الوسط !

** الفشل الصارخ في تحديد ماهية الدولة ، و اعتبار المتدينون ان الاعلان عن " الدولة اليهودية " ، هو علامة لانهيار الدولة !

** عزوف الشباب اليهودي عن الالتحاق بالجيش و الخدمة العسكرية ، و زيادة قناعتهم بعدم وجود مبرر لاستمرار احتلال اراضي الغير !

** الرعب الديموغرافي ، .. بحيث يمثل الانفجار السكاني العربي ، و فشل الاحتلال بالقضاء على السكان الاصليين ، هاجساً هستيرياً لدى كافة مكونات المجتمع الاحتلالي ، و يفقدهم عامل الامل و الامان في مستقبل كيانهم المصطنع !

** استمرار مقاومة الاحتلال ، و تصاعد العمل المقاوم من جيل الى جيل ، و تطوير اساليب المقاومة ، و عجز الاحتلال عن رصد ادوات المقاومة ، و اعتبار الاحتلال ان المقاومة هي الوباء الذي سيؤدي الى نهاية الدولة !

** رغم كون دولة الاحتلال متقدمة و متطورة عسكريا ، غير انها عاجزة عن التعامل مع الاساليب البدائية للمقاومين ، و كل عمل عسكري متطور تقوم به يعتبر جرائم حرب ، ما يعني عجز الاحتلال عن تحويل انتصاراته العسكرية الى انتصار و انجاز سياسي !

** و باعتبار ان اسرائيل مجرد مشروع استعماري ، لا علاقة له باليهودية ، او الحقوق .. ، فمن المؤكد انها ستنتهي بانتهاء دورها الوظيفي ، الذي كانت تستخدمه امريكا و اوروبا ، في المهام التي لا تريد تلك الدول القيام بها بنفسها ، و ستتحول الي عبء على تلك الدول ، و بالتالي سترفع تلك الدول يدها و حمايتها عنها ، و ستتركها تتبخر حتى الزوال و التلاشي او الذوبان. !! 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري