الطائفية سلاح الغرب الأمضى لتفتيت الشرق الأوسط\ عبد الحميد سلوم
مقالات
الطائفية سلاح الغرب الأمضى لتفتيت الشرق الأوسط\ عبد الحميد سلوم
17 أيار 2023 , 22:31 م


بقلم "عبد الحميد سلوم"

يقول "محمد حسنين هيكل" : ليس كل التاريخ مؤامرة ، ولكن المؤامرة موجودة في التاريخ . وأقول أن من لا يرى المؤامرة في كل ما فعله الغرب في المنطقة منذ بدايات القرن الماضي بداية من وعد بلفور وسايكس- بيكو إلى إقامة إسرائيل وما فعله منذ بدايات هذا القرن ، فمن لا يجد في ذلك مؤامرة ، فإنه لا يفرق بين التمرة والجمرة .

في هذا المقال , سأستعرض بعض الوثائق والوقائع والحقاثق والمعطيات والتصريحات المأخوذة كلها من أفواه الصهاينة في إسرائيل أو في أمريكا معتمداً أحد مناهج البحث السياسي المتعددة ألا وهو المنهج التاريخي الذي يستند إلى الاحداث التاريخية في فهم الحاضر والمستقبل وعدم فهم وإدراك اية حالة سياسية الا بالعودة إلى جذورها التاريخية وتطورها ، سلباً أم إيجابياً .

في 14 أيار 1948 وهو يوم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل ، أعلن 'دافيد بن غوريون' أن أمن إسرائيل يتحقق عندما تكون إسرائيل أقوى عسكرياً من أي تحالف عربي محتمل ، وباتت هذه الرؤية عقيدة إسرائيل الأمنية لعقود عديدة . إلا أن العديد من الإستراتيجيين الصهاينة رأوا لاحقا أن هذه النظرية وحدها لا تكفي لضمان أمن إسرائيل ، وأن ضمان هذا الأمن وإستقرار إسرائيل وقوتها وتماسكها ، مرهون بإنهيار المجتمعات العربية وضعفها وتمزقها .

في شباط 2011 ، نشر الكاتب الامريكي "مايكل كولينز بايبر" مقالاً في موقع "أمريكان فري برس American Free Press" أشار فيه إلى بحث نشرته دورية المنظمة الصهوينة العالمية المعروفة 'كيفونيم' بقلم الصحفي الإسرائيلي 'عوديد ينون' المرتبط بالخارجية الإسرائيلية ، دعا فيه بوضوح إلى نشر الفوضى في العالم العربي وإحداث إنقسام في الدول العربية من الداخل إلى درجة تصل إلى بلقنة مختلف الجمهوريات العربية وتجزئتها إلى جيوب طائفية ليكون ترداد لذات الأجندة التي طرحها البرفسور الإسرائيلي الراحل 'إسرائيل شاحاك' وهدفها تحويل إسرائيل إلى قوة عالمية من خلال نشر الفوضى في الدول العربية . وبالتالي ، إعداد المسرح في الشرق الاوسط للهيمنة الاسرائيلية . هذه الإستراتيجية سبق وتحدث عن شبيه لها الأكاديمي الامريكي 'زبغنيو بريجنسكي' قبل أن يصبح فيما بعد مستشار الرئيس كارتر لشؤون الأمن القومي ، وذلك في كتابه "بين عصرين" ، العصر التكنوتروني الصادر في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي والذي دعا فيه للإعتماد على الأصوليات الدينية لمواجهة الخطر الماركسي ، كما دعا ل *هيمنة رجال الدين وإشعال حروب الاديان والطوائف وتقوية التيارات الدينية التي لا ترى العالم إلا من زاوية الدين والخلافات الدينية* .

وفي إحدى تصريحاته يقول أن منطقة الشرق الأوسط ستحتاج إلى تصحيح الحدود التي رسمتها إتفاقية سايكس-بيكو ومقررات مؤتمر فرساي .

وكان قد سبق لوزير الخارجية الأسبق 'هنري كيسنجر' الذي صرح أنه بهذه المنطقة ، تواجدت كل الأديان ولا يمكن التعامل معها إلا من خلال الدين أي أن اللعب على وتر الدين هو المدخل المناسب لتنفيذ المشاريع التي تصبو إليها الصهيونية العالمية . وأعتقد ان كل منا قد قرأ مشروع المستشرق الصهويني الامريكي ، البريطاني الأصل 'بيرنار لويس' عن تقسيم الشرق الأوسط بكامله بحيث يشمل تركيا وإيران وأفغانستان ، وقد تمت الموافقة على هذا المشروع بالإجماع في الكونغرس الامريكي عام 1983.

وفي مقابلة للمجرم 'برنار لويس في 20/5/2005 ، قال هذا المجرم تماما ما يلي : إن العرب والمسلمين قومٌ فاسدون ومفسدون وفوضويون ولا يمكن تحضرهم . وإذا تركوا لأنفسهم ، فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوّض المجتمعات . ولذلك ، فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة إحتلالهم وإستعمارهم . وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور ، فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في إستعمار المنطقة لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي إقترفتها الدولتان . وأنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بإنفعالاتهم وردود الأفعال عندهم . ولذا ، يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها وإستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها .

وفي البحث الذي كتبه الصحفي البريطاني 'جوناثان كوك، في العام 2008 ، كشف عن الدور الذي لعبته إسرائيل في إذكاء الصراع بين الحضارات ومحاولة جعل تلك المقولة أساساً لنظرة العالم إلى مكوناته الأساسية لا سيما البلدان الإسلامية . وفي كتابه : 'إسرائيل وصرع الحضارات' ، يكشف 'كوك' بوضوح محاولات إسرائيل إستخدام مقولة صراع الحضارات لإعادة صياغة الشرق الأوسط بأكمله على نحو مناسب لها ولمصالحها . ويؤكد 'كوك' أن الحرب الأهلية ودعوات التقسيم التي رافقتها كانت على وجه التحديد هي الهدف الأول لغزو العراق ، وأن هذا الهدف لم يوضع في واشنطن وإنما في مكان آخر على بعد آلاف الأميال (يقصد تل أبيب) كما هي الحالة العراقية التي تسودها الإنقسامات الطائفية والدينية والعرقية وتشكل نموذجا للمواصفات المثالية للدولة العراقية من وجهة النظر الإسرائيلية .

وبحسب التصور الصهويني ، فمن يسيطر على العراق يتحكم إستراتيجياً في الهلال الخصيب ، وبالتالي الجزيرة العربية فضلا عن موارده الضخمة .

وحسبما نقلته الأنباء في حينه ، فقد سبق وقال نائب الرئيس الأمريكي السابق 'ديك تشيني لآرييل شارون ، أن الولايات المتحدة هاجمت العراق أولاً وقبل أي شيء ، من أجل خاطر إسرائيل .

يقول 'جوناثان كوك' ان إسرائيل ومنذ عام 1980 قررت إتباع سياسة ملخصها هو تقسيم كل شيء على الضفة الأخرى أي في الجانب العربي ، بداية من الفلسطينيين ثم زحفاً وأحياناً ركضاً إلى بقية الدول العربية . ويضيف 'كوك' أن المحافظين الجدد كانوا يشاركون إسرائيل بقوة في ضرورة مواصلة هذه الإستراتيجية لإلغاء أي دور لدول الشرق الأوسط ، وإغراقها في مشكلات داخلية تعمق من ضعفها . ويؤكد 'كوك' أن الهدف هو بدء موجة من الصراع الطائفي إنطلاقاً من العراق إلى كل المنطقة ، وكان العراق مكاناً جيداً لإختيار هذه الإستراتيجية لأسباب متعددة نذكر منها أنه تمكن في السابق من تحقيق وئام طائفي وإعلاء لراية الوطن على راية الطائفية ، وكانت نسبة الزيجات المختلطة بين الطوائف المتباينة هي الأعلى في الشرق الاوسط . ومن الواضح أنه إذا نجحت تلك الإستراتيجية في العراق ، فإن بإمكانها أن تنجح في أماكن أخرى كثيرة . ويضيف 'كوك' قائلا أن هدف إسرائيل من ذلك ، كان إدخال العراق في دائرة الإضطراب الدائم وزرع بذور الشقاق الطائفي إقليميا لقطع الطريق على دعوة القومية العربية ذات الطابع العلماني ، وإطلاق اليد الإسرائيلية بترحيل عرب 1948 من فلسطين إلى خارج ارض إسرائيل الكبرى المحتلة بحجة أن الجميع في الشرق الأوسط يبغضون بعضهم البعض وأسبابها دينية وعرقية . فلماذا لا تفعلها إسرائيل ؟ ويقول 'كوك' أن أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 أتاحت فرصة ذهبية لأصحاب هذه الرؤية وجعلت الحديث عن صراع الحضارات وتفتيت الشرق الاوسط يخرج من مجالس الهمس إلى العلن .

الحالة العراقية هذه وما يسودها من إنقسامات مذهبية وعرقية ، موجودة مسبقاً في لبنان ، واليوم يعملون بدأب لنقلها إلى سوريا لنشر الفوضى والتفتيت في كل المنطقة مع الأخذ بعين الإعتبار أن السودان قد إنفصل قسمه الجنوبي مسبقا ، وأن الفوضى تعم ليبيا واليمن ومصر وحتى تونس ، وكل شيء في هذه البلدان يشير أنها سائرة في هذا الإتجاه وليس العكس ، كما يُروج بعض أهل الفكر والثقافة لتخدير العقول ، ليس إلا . بل أن الجزائر تخشى من تصعيد أوضاع أمنية غير مستقرة أصلا بعد المعلومات عن تهريب صواريخ تُحمل على الكتف من ليبيا إلى داخل أراضيها . وتجدر الإشارة هنا إلى ما قاله الأمريكان لياسر عرفات حينما رفض التوقيع على شروطهم : إعلمْ أنك من منطقة قابلة لتعديل الحدود والبشر في أي وقت . وفضلا عن ذلك ، أفادت دراسات صادرة عن مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ومعهد الدراسات السياسية الإستراتيجية المتقدمة ومنذ زمن طويل ، أن إسرائيل تريد حصار العراق وسورية من الشمال من خلال وجودها في تركيا , والتجسس عليها من خلال علاقاتها مع الأكراد والحكومة التركية . وبهذا ، تستطيع إسرائيل التحرك ضد إيران من تركيا ، وكذلك التغلغل في الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى عن طريق تركيا . فماذا يعني هذا ؟ إنه يعني محاصرة روسيا من كل الإتجاهات .

يفيد أحد العاملين في مكتب رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي أن إسرائيل تدفع بإتجاه قيام حرب أهلية في سوريا على الطريقة العراقية أو اللبنانية ، وأن مصلحتها تكمن في إنهيار النظام الحالي دون قيام نظام آخر في مكانه . وهذا يؤكد وجود مشروع يتعمد إغراق سورية في الفوضى والإقتتال وليس غير ذلك ، وإخراجها كليا من معادلات المنطقة لتسترخي إسرائيل وتطمئن عيون قادتها وأهلها .

إذاً ، مخطط تفجير المنطقة بدأ من العراق . وهذا ما أوضحه النائب الامريكي 'جيمس مورون' بقوله : ان اليهود الأمريكيين هم المسؤولين عن إسرائيل الكبرى ، وأن اللوبي الصهويني في الإدارة الأمريكية هو الذي كان يدفع بقوة مستميتة في إتجاه الحرب ، وهذا كله يصب في ذات المجرى الذي تحدث عنه الصهويني الإسرائيلي الفرنسي 'برنار هنري ليفي' في كتابه : "الحروب التي لا نحب" الصادر في تشرين الثاني 2011 . وقد عبر الجنرال إحتياط "عاموس يادلين" ، رئيس الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق ، في تصريح له في أنه هذا ما يحدث اليوم دون أن ندفع أي ثمن . طبعا ، هو يراهن بذلك على وهن وضعف سورية مستقبلا ووعود بعض أطراف المعارضة السورية .

إن الدعوات إلى إضعاف العرب وتقسيم المنطقة إلى كانتونات عرقية ودينية وقبلية ، كانت دوماً موضع مخططات وتصورات إستراتيجية لمعاهد البحوث الأمريكية التي يسيطر عليها اللوبي الصهويني مثل 'مؤسسة التراث' و'المعهد الأمريكي لأبحاث السياسة العامة' و 'معهد أبحاث السياسة الخارجية' و 'معهد بروكنجز Brookings Institute' هذا بالإضافة إلى العشرات من معاهد الدراسات الأخرى مثل : 'مركز فريمان للدراسات الإستراتيجية' في تكساس و 'المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي و 'معهد دراسات السياسة والإستراتيجية المتقدمة إلخ . فهذه المعاهد طرحت دوماً أهمية الهمينة الإسرائيلية على المنطقة وإيجاد نظام إقليمي شرق أوسطي بدلاً من النظام الإقليمي العربي ، وهذا ما تساهم به الجامعة العربية . وجميعنا يذكر طرح 'شيمون بيريز' بعد "مؤتمر مدريد للسلام" عام 1991عن قيام شرق أوسط كبير ينسجم مع هذه الرؤيا والإستراتيجيات الصهوينة . وهذا ما رفعته ايضاً وزيرة الخارجية الامريكية السابقة 'كوندوليزا رايس' عندما تحدثت عن ولادة شرق أوسط جديد في بداية عدوان 2006 على لبنان ، وأعادت الحديث عن نظرية الفوضى الخلاقة ، إذ ان هذه النظرية هي مشروع مطروح حتى قبل إحتلال إفغانستان وإنهيار الإتحاد السوفياتي من قبل معاهد البحوث الامريكية . ثم أعادت 'رايس' إثارة هذا المشروع من جديد والسعي إلى تحقيقه ، وربما ما تشهده المنطقة اليوم هو من أحد ثمرات جهودها الهدامة !!

التفتيت الطائفي على مستوى المنطقة يحتاج بالضرورة إلى طائفيين أو إلى نوعيات تدعي الليبرالية والعلمانية ولكن لا تدري خطر ما تفعل أو أنها مخروقة بوسيلة أو بأخرى أو أن لتحركها دوافع وأحقاد وكيديات خاصة . فالقوى العلمانية واليسارية والقومية والليبرالية الحقيقية والمبدئية والصادقة مع ذاتها ، لا تؤدي هذا الغرض لأن تكوينها الفكري والثقافي والعقائدي لا يسمح لها بذلك . إذا من هو المؤهل للقيام بهذا الدور ؟ طبعا هي القوى الدينية المتعصبة والمتطرفة والتكفيرية والنوعيات الأخرى التي أشير اليها آنفا فضلا عن كل من يُغذي الثقافة الطائفية بالقول أو الكتابة أو الفتاوى والخطابات والمقابلات والأحاديث والألفاظ إلخ . هؤلاء جميعا هم الرهان لجر المنطقة إلى الدائرة التي تخطط لها دوائر الصهيونية العالمية ، وهي تفتيت المُفتت ، من خلال الضخ والحقن الطائفي حتى الصدام ، ثم تجزئتها على مقاسات تتلائم مع إسرائيل ومستقبلها لقرن قادم على الاقل علما أن سايكس - بيكو قد شاخَتْ ولم تعد صالحة لخدمة هذه الإستراتيجية الصهيو- أمريكية .

فالغرب الواقع تحت التاثير الصهيوني القوي ومن خلال إستراتيجية توظيف الدين السياسي والإستثمار به ، يسعى لتطويع الشعوب وتدجينها وإستخدامها في إستراتيجية السيطرة والهيمنة وإشعال الحروب الأهلية والإقتتال الداخلي وتنفيذ مخططاته من دون أن يرسل جندي واحد إلى ميادين القتال ، وأي خاسر فهو مكسب للغرب ودعم لاسرائيل وتعزيز لمكانتها في المنطقة . والكل يتذكر كيف إستخدم الغرب إستراتيجية الدين وتشجيع التطرف والتعصب الديني من كافة الأديان في حربه لمجابهة الإتحاد السوفياتي السابق على قاعدة الإيمان والكفر ، وهذا ذات الخطاب المُستخدم اليوم .

لا أعتقد أن أحدا أكثر سعادة من إسرائيل في هذا الزمن وهي تقف وتتفرج على الوضع العربي في مشهد أشبه بإحدى حلقات مسلسل "مرايا" عندما تمكن بطل المسلسل من خلق الفتنة والإقتتال بين أبناء القرية الذين كانوا مُوَحَدين ضده بعد أن أرسل للمختار بعض المعونات من الزيت والسمنة والسُكّر والأرز لتوزيعها ، ثم وشَى به وأنه إحتفظ بمعظمها إلى نفسه . فدارت المعركة ووقف البطل على شرفته يتفرج ويقول : يا سلام ما أجمل هذا المنظر .

والسؤال الأخير : هل ستتمكن إسرائيل وأمريكا من تنفيذ هذا المخطط الجهنمي والخطير من خلال البوابة الطائفية ؟ بإعتقادي أنها لن تتمكن لأن الشعوب العربية الحية أوعى بكثير من أن تتمكن إسرائيل وحلفائها من جرها إلى أتون هذه المحرقة حتى لو وُجد هناك من بينها قوى وتيارات ونخب وأفراد تسير في التيار الغربي-الإسرائيلي ، منها عمدا ومنها جهلا . ولكن هذه تبقى بالنسبة لشعوب الأمة عبارة عن أسماك ميتة ، والأسماك الميتة وحدها هي من يسبح مع التيار ، بحسب المثل الشهير . فحذارِ ، حذارِ ، حذارِ ، من غول ونار الطائفية لأنها ستأكل الجميع ، بينما الإسرائيلي يردد من الأعلى : يا سلام ما أجمل هذا المنظر ؟؟؟

المصدر: موقع إضاءات الإخباري