حين يلامس الإجرام الأجرام، يصبح الكيان المحتل شاهدا وشيطانا.
إنه مجرة سوداء من الإجرام السياسي وثقب أسود في نسيج الجغرافيا والجينلوجية والعدالة.
الكيان الصهيوني لم يكن دولة، بل مشروع إبادة ميتافيزيقي، ولد من رحم إستعمار عدمي. وتمدد كثقب أسود في قلب الجغرافيا العربية يمتض كل نور، وكل صوت، وكل حياة.
إنه فيروس جيوسياسي، يمتلك جينات الشر المركب:
احتلال، تزيف،تحريف،تحوير، وقتل ممنهج، تتعاقب فيه فصول التراجيديا على ركح مسرح الدم الفلسطيني والعربي، تحت مظلة صمت دولي، وابتسامة إستعمارية. لكنه لايكتفي بالرصاص وقذائف الدبابات و الصواريخ، بل يغزو الفطرة ويخضع القيم لمنطق تكنولوجيا سيبرانية ناعمة، تجرف البراءة إلى هاوية التفسخ الإجتماعي وتسوق المثلية والإنحراف الجنسي داخل برامج عالم البراعم عالم الطفولة البريئة لتغدو المثلية حقا والحياء تخلفا.
أما في الشأن السوري فهناك الحركات الراديكالية الدموية الإرهابية المتطرفة الاسلامية أدارها من خلف الستار لضرب الجسد العسكري العربي في بلدان أبت أن تصافح أياد مغمورة بقاتلي رضع وركع ورتع.
وفي مشهد عبثي. صار الجولان وجبل الشيخ وغيرها من أراضيها لقمة سائغة. وقصف دمشق عرضا إعتياديا وقصف ومطاردة المقاومين والكتاب والرموز الإعلامية.. و الأقلام الحرة من بيروت حتى طهران عقيدة إستراتيجية ولايخفى أن مشروعه التخريبي توسع إلى القارة السمراء حيث يغذي النزاعات العرقية، ويزرع الفتن الطائفية، ويوظف أدواته في تقويض أي استقرار وكل ذلك مسنود ”بشرعية“ إعلامية رقمية هجينة، وبأجهزة تجسس متطورة أبرزها برنامج ”بيغاسوس“ الذي إخترق السيادة الشخصية والحكومات بلا رادع.
والأدهى أن هذا الكيان يتضخم من ترليونات تنزف من جيوب المسلمين، من عوائد الحج والعمرة والشعائر الدينية فتهرب بأقنعة إستثمارية إلى أروقة اللوبيات لتستثمر في صناعات القتل والمراقبة.
إنه العدو الوجودي، لا لرقعة جغرافية فحسب بل لهويتنا، لعقيدتنا، لأطفالنا، لحياتنا ذاتها. ومع ذلك هناك من يقاوم...من يكتب بالدم ويقاتل بالحجر ويصنع من الخنادق شرفا سياديا. تحية قلبية للمجاهدين الفلسطينيين في غزة العزة ولأبطال أرض الرياحين (بيت لحم)مسقط رأس عيسى إبن مريم المسيح عليه وعلى أمه السلام. ولسورية الشعب الفسيفسائي الحضاري وللشعب الإيراني العظيم وللحكومة الرشيدة والقيادة العليا. وكذلك لباكستان الصديقة المخلصة لشقيقتها وجارتها طهران. ولشعوب لم تبرأ بعد من ذاكرتها، نداء وطني إسلامي إنساني.
ياشعوب سورية العراق مصر لبنان الأردن المغرب اليمن الخليج وجميع وطننا العربي برمته. لاتسمحوا للعدو أن يفرغكم من جوهركم. لاتتركوا فلذة أكبادكم لبرامج خبيثة تبرمجهم على الإنحراف. لاتسكتوا على الزحف الناعم الذي يستبيح عقيدكم وجبهتكم الداخلية. التطبيع ليس سلاما...بل إستسلاما واستعمارا رقمي، قيمي بيولوجي. فلنتكاتف نتعاضد نتحد مع محور الصمود والتصدي والممانعة لدرء خطر الغدة السرطانية الصهيونية المستكبرة وعملائها. فلندافع عن الحقوق المشروعة ولم نكن يوما معتدين أو ظالمين ، بل نحن من يرد ويرفع الظلم والأذى عن نفسه وأرضه وعرضه. لنا السيادة الكاملة على أراضينا.
لاخير في قلم لايصرح ولا في دولة لاتقاوم، ولا في جيل لايعرف من عدوه.
مفكر كاتب محلل سياسي وفنان وطني شامل في الغربة