خلدون الدوسري\ كاتب سعودي
تعيش حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة منذ انقلابها على السلطة الوطنية الفلسطينية عام 2007 أزمة حقيقة ؛ ففي هذه الأيام أوقعت نفسها فيها منذ ان قبلت باستلام الأموال القطرية المسيسة والمشبوهة التي تدخل إلى غزة وتستلمها الحركة بموافقة المخابرات الإسرائلية، والتي حاربت شعبها من أجلها وباعت كل مبادئ ميثاقها الذي اعتبر الجهاد الطريق الوحيد لتحرير فلسطين . وقد عابت على السلطة الوطنية محاولة إيقاف إطلاق الصواريخ أثناء سيطرتها على قطاع غزة ، وانتقدت دعوتها لوقف إطلاق النار في حينه، وقد وصل خطابها حد التخوين والتكفير لأي شخص يطالبها بإعطاء فرصة للمفاوضات التي كانت بين الفلسطينيين والإسرائليين ؛ ولكن بين ليلة وضحاها تغير الموقف وأصبحت حماس تعمل، واستجابت لمسؤوليها، ومن أجل المحافظة على حكمها بكل قوة ، لمنع ليس الصواريخ فقط؛ بل وحتى الرصاصة من مسدس أو البالون المليئ بالهواء بأن يضرب إتجاه الأراضي المحتلة.*
*▪️بعد الحرب الأخيرة والتي أظهرت مدى تكبيل حماس بكل أذرعها بسبب حقائب الدولارات التي يُدخلها السفير محمد العمادي من حواجز الاحتلال ومطاراته، والحصول على بصمات مستلميها من "أبطال القسام" وقيادته؛ والتي أسمتها المنحة القطرية ... فقد دخلت حماس في أزمة حقيقية بسبب مطالب الاحتلال للموافقة على إدخالها مؤخرا والتي من أبرزها إعتقال قادة الجهاد الإسلامي، وإنهاء مرابط الصواريخ، وضمان أمن الحدود ، وضمان عدم إطلاق الصواريخ مرة أخرى.*
*▪️حماس اليوم في محنة حقيقية حيث حولت المنحة القطرية لمحنة واقعية قد تنهي وجودها في قطاع غزة أو فقدان شعبيتها ، وقد تتسبب في تمرد وانشقاقات في صفوفها إذا مانفذت المطالب الإسرائيلية.*
*▪️وفي ميزان قادة حماس يرون أن المحنة كبيرة لكن المنحة القطرية أهم .. المحنة قد تعصف بالحركة ولكن قادتها الذين أصبحوا خارج القطاع وعملوا على تأمين حياتهم وحياة أبنائهم في قطر وتركيا وغيرها لا يهتمون كثيرا في المحنة، وسيتمسكون في المنحة التي تمول مشاريعهم وتدر عليهم الأموال الطائلة ... بعضهم يرى أن المحنة قادمة لامحالة والمنحة يجب أن تصرف ، وعلى القادة الميدانيين تنفيذ المطالب التزاما بأوامر القادة وأمير الجماعة "هنية" ، وهم على قناعة بانهم لن يمسوا بسوء ولا عائلاتهم ولا مصالحهم فهم في أمن وفي أسوء الحالات سيقتل أشخاص ميدانيين وسيسمونهم شهداء الواجب والمهمات الجهادية.*
*▪️وفي النهاية فعلا ستصرف المنحة ولكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الجولات والرحلات المكوكية بين تل أبيب وقطر وغزة.*
*▪️وحماس في حال قبلت المنحة ستواجه المحنة وستبدأ بالاعتقالات وسحب الصواريخ وهذا ما سيتسبب بافتعال الخلاف مع حليفها الأكبر في قطاع غزة الجهاد الإسلامي، والذي بدأت شعبيته بالارتفاع بعد الحرب الأخيرة ، وقادة حماس الهاربين لن يهتموا لما سيحدث على الأرض بقدر ماسيهتمون للأموال وحقائب دولارات العمادي.*
*▪️ولكن السؤال موجه للشرفاء في حماس والقسام ؛ أين موقفكم ومع من ستكونون مع الحق أم مع المنحة التي ستجلب لغزة المحنة لا محالة ؟!*
*والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت..