الجزء الثاني
خديجة البزال
باحثة سياسية من لبنان .
قبل البدء بالإجابة على سؤالنا قبل ان نصل الى عام 1978 يجب ان نسلط الضوء على إستراتيجيات الحركات السياسية في جبل عامل بشكل عام فبعض المصاديق التي تفيدنا في هذا المقال .
أولاً بعد الحرب العالمية الأولى كان في جبل عامل حركات مهمة جداً، يقودها السيد عبد الحسين شرف الدين والسيد محسن الامين، والكثير من العلماء ما عرف بتجمع جبل عامل انذاك. مجموعة من العلماء إلتفت حول بعضها بسبب التحديات.
عام 1920 أعلنت بناء دولة لبنان الكبير،
كان الشيعة في جبل عامل يحاولون القيام في منظومة واحدة على المستوى الإسلامي وبالتالي لم يكن لديهم اي إعتبارات للمذهب فقد رأوا الملك فيصل آنذاك وتعاطوا معه على أساس انه ملكاً على هذه البلاد إيمانا منهم بأن التعاون ما بين هذه المكونات الإجتماعية في مواجهة الاستعمار الجديد الفرنسي والبريطاني .
ويذكر التاريخ بأن الملك فيصل أراد أن يقدم مالاً للسيد عبد الحسين شرف الدين في ذلك الوقت.
فأجابه السيد عبد الحسين شرف الدين ««إذا ظننت بأن المال هو ما يمكن أن يجعلنا موالين إليك فأنت مخطئ .
إن أفكارنا ومواقفنا وكل ذلك منبعه فكر وموقف آل محمد»»
وهذا كان نقطة أساسية مهمة في فهم حركة العلماء في جبل عامل هذا أولاً.
ثانياً سأعطي مصداقاً آخر للسيد محمد محسن الأمين في سوريا كذلك، كان له موقف مهم و مشرف وأريد ان أقول بأن مؤتمر الحجير 1920 كان مؤتمراً مهماً قد حذر من الحركة الصهيونية التي ستبتلع فلسطين.
نعود الى عام 1957 و 1958 كانت للسيد عبد الحسين شرف الدين موقف مهم جداً مع شاه إيران. كان الشاه في لبنان ولكن السيد عبد الحسين شرف الدين كان مريضاً في أحد المستشفيات فطلب الشاه أن يلتقي به. فرفض السيد رفضاً قاطعاً .
طلب الشاه أن ياتي السيد عبد الحسين شرف الدين من المستشفى الى باب الإقامة التي كان فيها الشاه، فرفض السيد و طلب الشاه أن ينزل هو الى السيارة ليراه وهذا مؤرخ في كتب التاريخ. رفض السيد حسين شرف الدين وقال قولته المشهورة:«« إذا رأيتم الزعماء على أبواب العلماء فنعم العلماء ونعم الزعماء وإذا رأيتم العلماء على أبواب الزعماء فبئس العلماء وبئس الزعماء»».
وأجابه وأنا لا اريد منك إلا أن تكون نعم ملكاً .
موقف سياسي مهم جداً على المستوى السياسي بعد ذلك كله بعد هذه الحركة وجه السيد محسن الامين والسيد عبد الحسين شرف الدين رسالة الى العرب والمسلمين آنذاك، حينما أعلنت دولة إسرائيل على كل حال ليس هناك دولة تسمى إسرائيل، بل كيان عبري لأن الدولة لها مفهوم في العلاقات الدولية ،ولا يصدق أي مفهوم على هذه العصابة المتحكمة في فلسطين.
إستكمالاً لما قالته البزال . بأن الحركة الشيعية السياسية على المستوى الشيعي في العالم يطرح السؤال المهم المواطنه والوطنيه والشيعية .
وقد تابع بأن الشيعة لم يخرج عن هذا الإطار.
لقد دافعوا عن أوطانهم وكانوا هم المضحين بأأموالهم ودمائهم في مواجهة الطغيان المستبد.
فتاريخياً العراق كان يقودها علماء ورجال الشيعة ضد الإستعمار البريطاني، وفي لبنان أيضاً ضد الإستعمار الفرنسي .
كما ولفت أن الحركة الشيعية السياسية والمواجهه ضد العدو الإسرائيلي بدأت قبل الإعلان عن الكيان العبري وهذا مهم جداً ، لتسليط الضوء عليه في حركة العمل السياسي لإبرازه للمجتمع و العالم ،بأن الأمر لم يكن صدفة ولم يكن وليد عام 1975 ولا عام 1972 ولا 1982.
وفي عام 1952 و 1959 جاء رجل الدين الشيعي السيد موسى الصدر اللبناني الجذور الى لبنان. من عام 1958 حتى العام 1965 لم يكن من الامام يملك الجنسيه اللبنانيه حتى أعطيت إليه من قبل الرئيس فؤاد شهاب.
كما وذُكر أن حكومة شاه إيران في ذلك الوقت قد خلعت عنه الجنسيه الايرانيه .
وكان للسيد موقف مهم منذ العام 1960 .
فتقول فاطمة زوجة السيد أحمد الخميني، بأن موسى الصدر قال انذاك سأخلع عرش الشاه عندما سحب منه هذه الجنسيه.
ما بين عام 1952 و عام 1965 حصلت في إيران ثورة مهمة جداً ،حيث ألقيَ فيها الإمام الخميني في الخطابة الشهير ة عام 1963 على إثرها ليجعله الشاه معتقلاً في الإقامة الجبريه.
يقول السيد الخوئي المرجع الأعلى للمسلمين في العالم أن سفر الامام الصدر و رحلته الى أوروبا وبعض الدول العربيه وخاصه الى الفاتيكان، لم تكن إلا بطلب من الفاتيكان، فهو أول رجل دين معمم يدخل الى الفاتيكان حيث يقيم خمسة أيام ويشرح لبابا الفاتيكان أهمية الامام الخميني.
فيؤكد الإمام الخوئي بأن رحلة الإمام الصدر كانت مهمه لإطلاق سراح الإمام الخميني من الإقامة الجبرية ومن الاعتقال.
وقد أشار الى أنه كانت للإمام الصدر زيارات كثيرة الى طهران، حيث أن الإمام الصدر هو أول من أدخل مفهوم ثورة الشاي. فكانت إيران معروفة بأنها تشتهر بزراعة الشاي فأراد الامام الصدر أن ينقل هذه الزراعة الى جبل عامل، فأحضر الى لبنان مهندسين من بعض المحافظات الإيرانية لدراسة التربة. فقد كانت أمنيته زراعة الشاي في لبنان.
وقد ذكر بأن المطران خضر قال عن الشيعه في لبنان أن كأس الشاي أصبح يلازم شيعة لبنان .
وأكمل الزين أن صاحب العمة يريد ان ينقل تجارب مهمة لينشئ عملية إستقلال وعمليه تحرر .
اهم ما يمكن الحديث عنه بثورة الجمهورية الإسلامية هي تحرير العقل والإرادة. وفي عام 1969 الإسلامي الشيعي الأعلى يقول المرحوم علماء الشيعة ومن ايران وغيرها.
يتيع.