كتب الأستاذ حليم خاتون: سقطت أيديولوجية التعتير، مثالثة أم علمانية
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: سقطت أيديولوجية التعتير، مثالثة أم علمانية
حليم خاتون
30 حزيران 2023 , 11:55 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

"اللي بيعرف، بيعرف... واللي ما بيعرف بقول كف عدس"...

عندما تنتج ثورة نوابا يتصدون للمنظومة هم في غالبيتهم، أسوأ من المنظومة نفسها، يعرف المرء أنه أمام مجتمع عصي على الثورات... وعلى التطور أيضاً...

بئس ثورة، يحمل راياتها مارك ضو ومجموعة صندوق النقد الدولي والرحلات المكثفة إلى البنتاغون ومركز المخابرات المركزية الأمريكية...

لو عاد كارل ماركس لوجد أن كل نظريات تراكم رأس المال وأصل الربح وبيع الطبقة العاملة لقوة العمل تقف على الحدود الجوية لهذا البلد، وتحديدا في مطار بيروت...

أساسا لا تنطبق تحليلات ماركس على كل المحيط العربي والاسلامي العصي على تطور المراحل الكلاسيكية للمجتمعات...

كما لا تنطبق نظريات صاحبنا على الكيانات المصطنعة التي يفصلها الاستعمار، وتحيك خيوطها الإمبريالية، كما هو حال الكيان الغاصب في فلسطين...

عفوا زياد الرحباني، قل للرفيق رؤوف في نزل السرور، والذي يختزل كل قادة الحركة الوطنية اللبنانية أيام الحرب الأهلية في لبنان، إن أيديولوجية التعتير عندنا في لبنان، "ما بتظبط"...

في لبنان حل دائم واحد ينهي العد مرة واحدة وإلى الأبد يقوم على أساس لبنان وطني علماني ديمقراطي...

وحل مرحلي يهدئ الأمور، يقوم على إعادة اقتسام جبنة السلطة...

"بلاش لف ودوران"...

القوات والتيار لا يريدون تطبيق ما لم يطبق في الطائف، لأنهم ببساطة يقومون بالسطو على نصف قالب حلوى السلطة باسم المسيحيين...

وليد جنبلاط لا يريد تطبيق ما لم يطبق من الطائف إلا إذا حصل على رئاسة مجلس الشيوخ التي يطالب بها الأرثوذكس...

الطائف قال ببساطة مناصفة في المراكز العليا، بينما وصل باسيل إلى حراس الاحراش، وكاد يصل إلى الحشرات في المناطق...

أما سمير جعجع، فلا زال حلم ابليس في الجنة يراوده بانتظار دبابة ما تغيّر المعادلات...

ما هو الحل الآتي؟

باختصار، وأيضاً "بلاش لف ودوران"... على السعودية الاقتناع بأن ما فعلته مع سعد الحريري شرّد الطائفة السنية فظن فؤاد مخزومي أنه رقم، وكذلك اشرف ريفي... ووصل الأمر إلى ياسين ياسين الذي لا يفقه في ألف باء بناء الدولة أكثر مما يقنعه به أو يضغط به عليه المناضل العبقري سمير جعجع...

صحيح أن سعد الحريري كان يتلعثم في اللغة العربية... لكن الأمر ليس أسوا من آخر ملوك السعودية...

"رحم الله استاذ اللغة العربية عند شارل سعد في السبعينيات جورج صيقلي على ما أذكر حين قال مستغرباً:

كيف يمكن تملك اللغة العربية دون التمعن في قراءة القرآن!...

المهم، نحن اليوم في مأزق ليس لأن جبران وجعجع التقيا على السوء...

نحن في مأزق لأن الطرف الثالث من معادلة الطائف مغيّب بفعل قرار ولي العهد في مملكة "الخير"...

أرادت السعودية شطب آل الحريري من المعادلة فتبين أن فؤاد السنيورة صفر على الشمال، وأن معظم السنة يشعرون باليتم لأن نجيب ميقاتي لم يستطع أن يرث رفيق الحريري... أما مارد محمد سلام فقد همد ونام نومة أهل الكهف لأن أهمية الطائفة السنية ترتكز فقط، والف فقط، على مدى الايمان بالقومية العربية الحقيقية، وليس القومية المودرن التي تعادي سوريا وتتنكر لإرث جمال عبد الناصر الذي بات هو أيضاً يتيما في هذا العالم العربي، وفي منطقة الجامعة العربية بكل أسف...

أمام اللبنانيين حل دائم يقوم على بناء دولة مدنية يتساوى فيها كل اللبنانيون بغض النظر عن الدين والطائفة واللون وجنس الملائكة...الخ

وحل مرحلي يعود فيه سعد الحريري من المنفى الاجباري الذي يخضع له...

يجتمع بعد ذلك زعماء الطوائف، ويكون أمام سمير جعجع وجبران باسيل وبقية الجوقة، بما في ذلك دون كيشوت الكتائب سامي الجميل الذي بالكاد يصل مواؤه إلى أكثر من محاربة طواحين الهواء... ومع هولاء جميعاً، جماعة الثوريين الجدد من أحفاد كوهين في ثورة طلاب باريس سنة ٦٨... أمام كل هؤلاء حلان لا ثالث لهما:

إما الطائف المشوه + سليمان فرنجية...

وإما عقد اجتماعي جديد يقوم على المثالثة...

لم يعد الشيعة يقبلون حتى بنتائج الدوحة... على الاقل هكذا يقول إخبار الكاتب جوني منير الذي اجتزأ التحليل لإلحاق العيب بسليمان فرنجية بمساندة قوية من جويل بو يونس على ال OTV...

شاء سمير جعجع وجبران باسيل وبقية الربع أم أبو جميعاً...

حارس الطائف المشوه الذي يبعد كأس إلغاء الطائفية السياسية المر عن هؤلاء جميعاً، هو سليمان طوني فرنجية، تماما كما كان جده الرئيس سليمان فرنجية في لوزان...

إلغاء سليمان فرنجية له نتيجتان لا ثالث لهما:

إما المثالثة، وهذا هو الأرجح مع ما يحمل هذا الحل في رحمه من أزمة لن تلبث أن تنفجر بعد عقد أو اثنين من السنين...

وإما دولة مدنية تختصر الجميع وتضع كل المكونات تحت جناحيها فتكون دولة مقاومة قوية عادلة تجلس إلى طاولة المنطقة ندا للجميع ولا تكون كما نحن اليوم.. صنفا على هذه الطاولة...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري