تشهد بعض الكواكب في النظام الشمسي، مثل زحل والمشتري، ظاهرة فريدة من نوعها حيث تتساقط أمطار دورية من الماس على سطحيهما. ويعزو العلماء هذه الظاهرة إلى مزيج من طقس غريب وتفاعلات كيميائية غير عادية في هذين الجرمين السماويين.
امطار ألماسية على زحل والمشتري
تشير بيانات الغلاف الجوي التاريخية لكلا العملاقين الغازيين إلى أن الكربون وفير في شكله البلوري المبهر، ما يجعل تكوّن الماس محتملاً. وعندما تضرب العواصف الرعدية، فإنها تحول الميثان إلى سخام - كربون – يتجمد ويتحول إلى قطع من الغرافيت، وفي النهاية إلى ماس.
أحجار البرد الماسية
ويصف العلماء الذين اكتشفوا هذه الظاهرة لأول مرة في عام 2013، بأنها تمثل "أحجار البرَد الماسية"، التي تذوب في النهاية في بحر سائل في نواة الكوكب الساخنة. ويقدر العلماء أن يصل قطر الماسة الأكبر المفترض ظهورها من هذه العملية المعقدة إلى نحو سنتيمتر.
كيف تتشكل الأمطار الألماسية
وقد أجرى العلماء العديد من الدراسات والتجارب لتأكيد نظرياتهم، حيث قاموا بتحليل تنبؤات درجات الحرارة والضغط في الأجزاء الداخلية لكلا الكواكب، وكذلك بحثوا في البيانات المتعلقة بكيفية تصرف الكربون في ظروف مختلفة.
ويقول الدكتور كيفين بينز من جامعة ويسكونسن ماديسون ومختبر الدفع النفاث التابع لناسا: "تبدأ هذه الظاهرة في الغلاف الجوي العلوي، في أزقة العواصف الرعدية، حيث يحول البرق غاز الميثان إلى سخام. ومع سقوط السخام، يزداد الضغط عليه. وبعد نحو 1000 ميل، يتحول إلى غرافيت، ويشرع هذا الغرافيت في رحلة شاقة تمتد على نحو 6000 كيلومتر، ويتحول إلى ماس قوي وغير متفاعل".
الالماس وتحولاته على كواكب المجموعة الشمسية
ولن يدوم الماس على زحل والمشتري، حيث سيتحولان تدريجياً إلى بحار من الكربون السائل. وللعثور على الكواكب التي تأوي الماس إلى الأبد، يجب الذهاب إلى الحافة الخارجية للمجرة، إلى أورانوس ونبتون، حيث تضمن درجات حرارة التجمدللكربون البقاء على شكله البلوري الماسي. ومن المحتمل أن توجد كواكب أخرى في المجرة تحتوي على تراكمات كبيرة من الماس، لكنها لم تكتشف بعد.