زلزال شنشي 1556: الكارثة الطبيعية الأكثر دموية في التاريخ البشري
منوعات
زلزال شنشي 1556: الكارثة الطبيعية الأكثر دموية في التاريخ البشري
8 تموز 2023 , 17:02 م

يعتبر الزلزال الذي ضرب مقاطعة شنشي في الصين في يوم 23 يناير 1556، أحد أكثر الكوارث الطبيعية دموية في تاريخ البشرية. ويعود سبب الفتك الهائل الذي تسبب به هذا الزلزال إلى تصميم المنازل في المنطقة، حيث كانت مبنية على منحدرات اللوس الناعمة، والتي تؤدي إلى وقوع انهيارات أرضية مميتة عند وقوع زلزال.

زلزال الصين المدمر 

وقد كان مركز الزلزال في وادي نهر وي، وهو فريد من نوعه من الناحية الجيولوجية لأنه يمر عبر هضبة اللوس في شمال وسط الصين. وتقع الهضبة أسفل صحراء جوبي، وتتكون من رواسب تشبه الطمي تتكون من تراكم الغبار المنفوخ بالرياح والذي تآكل من الصحراء.

أسباب الدمار الكبير لزلزال شنشي الصين

وبسبب تصميم المنازل على هذه المنحدرات الناعمة، فإن الزلزال تسبب في انهيارات أرضية واسعة النطاق، حيث انهارت العديد من المنازل والمباني على نحو كامل. ولم يكن الأمر يقتصر على المنازل فقط، بل تسبب الزلزال أيضًا في انهيار كثير من الجسور والطرق والأنفاق. 

عدد ضحايا زلزال شنشي الصيني 

وتعد حصيلة الضحايا التي تسبب بها هذا الزلزال كارثية، حيث قتل بشكل مباشر 100000 شخص، وأسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 830000 شخص بسبب سلسلة الانهيارات الأرضية والحفر والحرائق والهجرة والمجاعة التي نتجت عن الكارثة.

تصنيف زلزال شنشي الصيني 

ويُعتبر الزلزال الذي ضرب مقاطعة شنشي في الصين على نطاق واسع أكثر الزلازل فتكًا في التاريخ. وتم إدراجه في المرتبة XI (أقصى) في مقياس الشدة المعدلة Mercalli، والذي يقيس شدة الزلزال أو اهتزازه.

وتم استخدام هذا الحدث الكارثي لإجراء العديد من البحوث الجيولوجية والهندسية، وتم اعتماد تصميمات جديدة للمباني والأبنية في المناطق التي تتعرض للزلازل لتجنب حدوث الكوارث المماثلة في المستقبل.

اجراءات مقاومة الزلازل في الصين 

 ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها تبني استخدام مواد أكثر نعومة ومقاومة للزلازل في تصميم المنازل، مثل الخيزران والخشب، بدلاً من استخدام الحجر الثقاسي والطوب الصلب. كما تم التركيز على تصميم الأساسات بشكل أفضل، بحيث تتحمل الهزات الأرضية بشكل أفضل، وتم تعزيز الجدران والأسقف بمواد مقاومة للزلازل. وتم تطوير تقنيات إنشاء المباني التي تتيح تحريك المبنى بشكل مستقل عن الأرض، مما يقلل من تأثير الهزات الأرضية على المباني.

حدوث الزلازل 

وفي النهاية، يُذكر أن الزلازل ليست حكراً على مناطق معينة، ويمكن أن تصيب أي مكان في العالم. ومن الضروري أن يكون لدى الناس والحكومات في جميع أنحاء العالم الوعي والتحضير للزلازل، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الخسائر البشرية والمادية التي يمكن أن تحدث جراء هذه الكوارث الطبيعية.

المصدر: ساينس ألرت