معركة جنين . بعد التحية لابطال المقاومة التى سطرت اسمى ايات البطولة , والترحم على شهدائنا الابرار , لا بد ان نقف وقفة نقدية يبنى عليها لما هو آت ..لقد بينت المعركة اولا على ضرورة الوقوف وقفة جدية من سلطة الذل والعار ومواقف هذه السلطة المخزية , وقفة تقر بالحقيقة القائلة بان هذه السلطة والشريحة التى تمثلها لم تعد تنتمي لشرائح الثورة الفلسطينية , بل هي انتقلت الى مواقع الثورة المضادة كخادم امني لدولة الكيان واصبحت جزء من منظومة الكيان الامنية ,

هذه الحقيقة توجب على شرفاء شعبنا العمل وبجدية على نزع غطاء الشرعية عن هذه الزمرة السائرة على طريق التنازل والتفريط بحقوقنا الوطنية . نزع الشرعية وفق شعار نعم لمنظمة التحرير بميثاقها التاسيسي ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني ولكن , ولكن القيادة الحالية هي قيادة غير شرعية ولا تمثل لا المنظمة ولا الشعب الفلسطيني ..

اما الحقيقة الثانية وهي ان شعار وحدة الساحات سيبقى شعارا لفظيا خاليا من اي مضمون ما لم يتم ترجمته الى واقع عملي على ارض الواقع , وقد جائت معركة حنين لتبين قصور هذا الشعار الذي افرغ من اي مضمون خلال المعركة . بالطبع ومن اجل ان نكون واضحين وواقعيين , شعار وحدة الساحات لا يعني ان تتدخل غزة في كل شاردة وواردة , ولكن على غزة ان تشكل هانوي فلسطين , وهذا يمكن تحقيقة بسلسلة من الاجراءات الضرورية اولها ان تسلم ادارة القطاع الى هيئة مدنية محايدة تدير امور القطاع الحياتية , اما الفصائل فتشكل ما يسمى بجيش الدفاع الفلسطيني او لنقل جيش التحرير , تكون مهمة هذا الجيش دعم واسناد خلايا المقاومة في الاراضي المحتله والتدخل في اللحظات التى تتطلب ذلك , وهذا بدوره يتطلب التخلي عن اوهام تفاهمات التهدئة , فلا تهدئة والوطن محتل . ومن تاريخنا الفلسطيني نستقي العبر واولها ان تفاهمات التهدئة والهدن شكلت المقتل لنضالنا الوطني خلال مسيرتنا النضالية ما قبل النكبة وما بعدها , وانا هنا اتحدى ان يعطينا احد هدنة واحدة من كل الهدن التى مرت علينا في تاريخنا الفلسطيني كانت لصالح شعبنا وقضيتنا , ان معركة جنين الاخيرة لم تكن بالاقتحام العادي وانما ارادها العدو معركة كسر عظم لتصفية المقاومة في الضفة , وهنا يبرز السؤال المحق , اذا لم تتجسد وحدة الساحات الان فمتى تتجسد , هل ننتظر لنطلق صرخة اكلت يوم اكل الثور الابيض