درس فريق من الفلاسفة وعلماء النفس العلاقة بين الصمت والإدراك الحسي، ووصلوا إلى نتائج مثيرة للاهتمام.
سماع الصمت
اكتشف الفريق أن الصمت ليس مجرد عزلة للصوت أو إصمام للآذان، بل هو شيء يمكن سماعه حرفيا. وباستخدام الأوهام السمعية، قام الباحثون بتحديد كيفية أن الصمت يؤثر على إدراك الناس للوقت.
وقد تساءل الفلاسفة لقرون حول إمكانية سماع الناس لأشياء تتعدى الأصوات العادية، وأثارت هذه الدراسة هذا الجدل من جديد. ووجد الفريق أن الناس قد يسمعون الصمت بنفس الطريقة التي يسمعون بها الأصوات، وهذا يعني أن الصمت ليس مجرد غياب الصوت، بل هو شيء حقيقي يمكن سماعه.
الأوهام السمعية وإدراك الناس
واستخدم الفريق الأوهام السمعية لتحديد كيف يؤثر الصمت على إدراك الناس للوقت. على سبيل المثال، جعلوا أحد الأوهام الصوتية يبدو أطول بكثير مما كان عليه بالفعل، وفي الوهم الجديد القائم على الصمت، بدت لحظة من الصمت أطول مما كانت عليه بالفعل. ووجد الفريق أن الأوهام القائمة على الصمت تؤثر على إدراك الناس للوقت بنفس الطريقة التي تؤثر بها الأوهام الصوتية.
الاحساس بالصمت
وقال رويي جاي غوه، الطالب في الفلسفة وعلم النفس، إن الصمت ليس مجرد غياب الصوت، بل هو شيء حقيقي يمكن سماعه، وهذا يعني أننا نسمع الصمت حرفيا بعد كل شيء. وأضاف تشاز فايرستون، الأستاذ المساعد في العلوم النفسية والدماغية، أن إحساس الإنسان بالصمت يتعامل معه الدماغ بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع الأصوات، وهذا دليل على أن الناس يسمعون الصمت بنفس الطريقة التي يسمعون بها الأصوات.
أهمية هذه الدراسة
ويعتقد الفريق أن هذه الدراسة ستفتح الباب للمزيد من الأبحاث حول كيفية إدراك الناس للصمت والأشياء الأخرى التي يمكن إدراكها بشكل غير مباشر. ويخطط الفريق لاستكشاف مدى سماع الناس للصمت، بما في ذلك كيفية يؤثر الصمت على العقل والجسم، وكيف يمكن استخدام هذا الاكتشاف في المجالات المختلفة، مثل الطب والصوتيات والتصميم الداخلي والفنون.
وتعد هذه الدراسة مثالاً على كيفية توصل العلماء والفلاسفة إلى اكتشافات جديدة عن العالم من حولنا، وكيف يمكن استخدام هذه الاكتشافات لتحسين حياتنا وتطوير مجالات مختلفة من العلوم والفنون، وذلك من خلال البحث والتجربة والابتكار.
