توصلت دراسة جديدة إلى اكتشاف خلايا عصبية داخل الدماغ، والتي تستطيع اكتشاف والاستجابة للتغيرات في مستوى السكر في الدم. 

الدماغ وسكر الدم 

ويعد هذا الاكتشاف مهم جداً لفهم كيفية عمل نظام الكشف عن نسبة السكر في الدم وكيفية عمل هذه الدوائر العصبية، حيث يمكن أن يمنح الباحثين والأطباء رؤى أفضل حول كيفية تنظيم أدمغتنا لسكر الدم.

 كما يمكن استخدام هذا الاكتشاف في المستقبل لعلاج أمراض التمثيل الغذائي مثل السكري والسمنة.

دور الدماغ في تنظيم سكر الدم 

ووفقًا للدراسة، فإن هذه الخلايا العصبية توجد في منطقة ما تحت المهاد داخل الدماغ، وتستطيع اكتشاف والاستجابة لتغيرات مستوى السكر في الدم. ويمكن نقل هذه المعلومات الحسية إلى دائرة عصبية واحدة أو أكثر تتحكم في مستوى السكر في الدم مع البنكرياس، الذي ينتج الإنسولين للجسم.

وقد تمكن الباحثون في هذه الدراسة من مراقبة مستويات السكر في الدم ونشاط الخلايا العصبية داخل منطقة ما تحت المهاد لدى الفئران الواعية في الوقت الفعلي. ووجدوا أنه عندما ترتفع مستويات السكر في الدم، يتناقص نشاط هذه المجموعة الفرعية من الخلايا العصبية بسرعة.

أهمية هذا الاكتشاف 

ومن الناحية السريرية، يعد هذا الاكتشاف مهماً جداً لأنه يساعد على فهم كيفية علاج مرضى السكري، حيث غالبًا ما يجد الأطباء أن نظام المرضى يحافظ بنشاط على مستوى مرتفع من السكر في الدم، على الأرجح "لأن هذا هو المكان الذي يعتقد الدماغ أنه من المفترض أن يكون فيه مستوى السكر في الدم".

وخلص الباحثون إلى أن هذا الدليل على أن مرض السكري مرتبط بضعف قدرة الدماغ على الإحساس بمستوى السكر في الدم، ويمكن في المستقبل استخدام هذا الاكتشاف لعلاج مرض السكري وغيره من الأمراض المرتبطة بالتمثيل الغذائي. ويثير هذا الاكتشاف اهتمام الباحثين والأطباء حول العالم، إذ يمكن أن يفتح بابًا جديدًا لعلاجالأمراض المزمنة المرتبطة بالتمثيل الغذائي، مثل السمنة والسكري، اللذين يشكلان تحديات كبيرة للصحة العامة في العالم.

العلاقة بين الصحة العقلية وسكر الدم 

علاوة على ذلك، فإن هذا الاكتشاف يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للبحث في مجال الصحة العقلية، حيث يعتبر اضطراب مستويات السكر في الدم عاملًا مهمًا في الإصابة بأمراض الدماغ والاكتئاب والقلق.

وعلى الرغم من أن هذه الدراسة أجريت على الفئران، إلا أنها تمثل خطوة هامة نحو فهم كيفية عمل الدماغ في تنظيم مستويات السكر في الدم، ويمكن أن يتم تطبيق هذه المعرفة على البشر في المستقبل.

ومن المهم أن نشير إلى أن هذا الاكتشاف لا يعني بالضرورة أنه يمكن الاستغناء عن الطرق الحالية للتحكم في مستويات السكر في الدم، مثل الحمية الغذائية والأدوية، وإنما يمكن أن يكون مفيدًا كخيار إضافي للتحكم في مستويات السكر في الدم وعلاج الأمراض المرتبطة بالتمثيل الغذائي.