ما الذي يُقلِقُ حزبَ الله فعلياً من المرحلة القادمة؟
ما هيَ هواجسُهُ وما هي الضماناتُ التي يُريدها ويسعى إليها، لكي يتهاوَن ويتعاوَن في انتخاب رئيسٍ للجمهورية؟
يقولون: إنّ حزبّ اللهِ قَلِقٌ ومُتَوَجِسٌ، من وصول رئيس إلى قصر بعبدا يكون مناوئاً للمقاومة، لذلك هو يتصلَّبُ ويضغطُ لقَونَنَةِ سلاحِه؟
جُملَةُ أسئِلَةٍ تُطرَحُ في السِّرِّ والعَلَن، همساً وبصوتٍ مرتفع، فهل يُجيب عليها هذا الحزبُ الفولاذِيُّ الصّلْبُ المُغلَق؟
الجواب نعم؛ الحزبُ يُجيبُ، ولا يترَدَّدُ في الإجابةِ على أيِّ سؤال، وهوَ مستعد لإيضاح ِ أيِّ فكرةٍ تُشَكِّلُ تساؤلاً لدى اللبنانيين بِكُلِّ أطيافهم.
هوَ عندما يقلق، من وصول رئيسِ جمهوريةٍ مناوئ ٍ له إلى قصر بعبدا، إنَّما يرفض، لأنه لا يريد صداماً داخلياً يُؤثِّرُ على سيرِ العمليةِ السياسيةِ في الداخل، ولأنّه يُشَكِّلُ رأسَ هرمِ الدولةِ وحامي الدستور،ولكي لا يرتاحَ عدوُّنا الأساسي ّ، ويستغلَّ أيَّ ثُغرةٍ قد يَنفُذُ منها إلى الوضع اللبناني الداخلي، كما حصلَ في عهدالرئيس السابق ميشال سليمان،
خصوصاَ وأنَّهُ الحزبُ الوحيدُ الذي أسَّس مسيرتَه على شعار : شعب وجيش ومقاومة، وثَبَتها قولاً وفعلاً.
ولأنَّ هذا الحزبَ مُمَثلٌ في البرلمان والحكومة ويمثل طائفة كبيرة في البلاد، يشعرُ، ومن موقعِ المسؤولية، بأنّه معنيٌّ بتصويبِ البوصلةِ الوطنيةٍ باِتِّجاهِها الصحيح وخصوصاً عندما تنحرِف بأصابع مَن سَمُّوا أنفسهم بالسياديين،
ولكي نتفق جميعاً في هذا الوطن على مَن هو الصديق ومَن هو العدو.
ونحنُ أصبحنا بحاجةٍ لكي نُعَرِّفَ أجيالَنا المُضَلَّلَة، مَن هو العدو الحقيقي للبنان، ويجب أن نُشير بأصبعنا نحو "إسرائيل" وليسَ إلى إيران، بدليل أنَّ الرئيس السابق ميشال سليمان لم يكُن يعتبر ،كما كانَ أسلافُهُ أمين الجمَيِّل، وأخوه بشير إسرائيل عدواً!، وهو بشخصهِ لم يَكُن يعتبر أنَّ "إسرائيلً عدوّ، ولو أنّهُ لم يعتبرها صديقاً.
هذا مِثال بسيط عما سَلَف.
الأمر الآخرُ، لِمَن يَدَّعي أنّ حزبَ اللِه يريدُ ضماناتٍ داخليةً، بهدفِ قَونَنَةِ سلاحِه، فنحنُ نقول له: إنَّ شرعيةَ هذا السلاحِ حصلَ عليها، من خلال معركة تصفية الحساب و والرَّصاصِ المسكوب، وعناقيدِ الغضب، وحربِ لبنانَ الثانيةِ، كما أسماها العدوُّ الصهيونيّ، ومعركةِ الوعدِ الصادق ِ، كما أسماها الأمينُ العامُّ للحزب.
أيضاً،فإنَّ هذا السلاحَ استكملَ استمدادَ شرعيتِهِ، من محاربة الإرهاب وتحرير الجرود، والدفاع عن حدودِ لبنانَ معَ سورية عندما غزتها جحافل جبهةِ النُصرةِ وداعش. واستمَدَّها من حمايةِ الثروةِ النّفطية والترسيم البحري.
من هنا. استَمَدَّ سلاحُ حزب الله شرعيتَه، هو لايحتاج أن يطلبَها من أي جهةٍ أخرى، مهما علا شأنها وأياً تَكُن.
إذاً، فإنّ المقاومةَ التي دافعتْ عن لبنانَ، وحَمَت ثروتَهُ الوطنيةَ وحدودَه، وحرَّرَتْ أرضَهُ وهزمتْ عَدوَّهُ، لا تحتاج إلى مَن يُحدِّدُ هُوِيَّتِها، أو يُثنِي عليها، أو يعطيها شهادة بالوطنية، ولا شرعية.
الذين تخاذلوا،وتآمروا وخانوا، وتعاونوا مع العدو والسفارة الأميركية، وغدروا بالمقاومة، واعترضوا شاحناتِ سلاحِها وصادروها، هُم مَن يحتاجون، عفواً من المقاومة، وسماحاً وقبولاً،أن يُبقَىَ عليهم حاملينَ للجنسيةِ اللبنانية، أما المقاومةُ فهيَ مَن يقرر وليسَ هم.
و للواهمين والمتوجسين والحالمين، بأن يُجَرِّدوها منَ السلاحِ، نقول: استفيقوا قبل أن تَغُطُّوا بنومٍ عميق لا تصحونَ منه إلَّا يومَ القيامة.
إنَّ سلاح هذه المقاومة ليسَ مُلكاً لأحد، ولا يستطيع أن يقرر عنه أحد، صاحبُهُ هو ولي الأمر وصاحبُ الزمان، فلا تُتعِبوا أنفسَكُم فيما لا ينفعُكم، ولن يوصلَكم إلى قرار.
لذلك حزبُ الله يُفضل الصبرَ والتريُثَ قليلاً، لإيجادِ حُلول ٍتُرضي الجميع، لأن ذلك أفضلُ بالنسبة له من الصدام والفوضى، التي تريدها أمريكا و"إسرائيل". أمّاالمسترزقون فنقول لهم:لاتستعجلوا الأمرَ، أيامُكُم عدد، وجمعُكم بدد.
تحياتي للجميع، وحَيْاكم الله.
بيروت في...
13/7/2023



