بكــل دقـة : نحـن نعيـش حـربَ العـالمِ على أرضنا ، وعلى كل مواطن أن يدرك هذا
لم تبـق دولـة في العالم ، إلا وساهمـت فيها ، فعـلاً عسكرياً ، أو استخبارياً ، أو قولاً
وعنـدما نُقَيِّمَ الحرب على بلادنا ، ونعتبـرها حـرباً عادية ، نقـع في خطـأ استراتيجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بل كانوا يعتقدون أنها مجرد لعبة ، اسبوعين أو أكثر قليلاً ، نفتتها ، نقتل شعبها ، ندمرها ، نمحيها من الجغرافيا ، بعدها يصبح القضاء على جميع حركات المقاومة أمراً هيناً ، لأن سورية أم المقاومات وحاضنتهم .
ثم يتم تسليم مفاتيح المنطقة للكيان الإسرائيلي ، ليشكلها على هواه ، بالتعاون مع حزب الاخوان المسلمين ، لأنه الجهة الوحيدة التي ستبقي المنطقة بحالة تخلف ، وتمزق ، وتحمي ، وتضمن ديمومة الوصاية الأمريكية ، وتملك الاستعداد للتعاون مع الكيان الاسرائيلي .
لكن الصمود السوري ( خربط ) اللعبة كلها ، لم يوقف الهجمة الأمريكية فحسب ، بل أطفأ جذوتها ، التي كانت متجهة نحو بحر الصين ، للتضييق على الصين ، واغلاق البحر الأبيض المتوسط أمام روسيا ، وبخاصة بعد سيطرتها على جزيرة القرم ، التي عززت من حلمها التاريخي ، في العودة إلى قطبيتها .
ثم يصبح من النوافل الاطباق على ايران ومحاصرتها ، أما العراق فله حساب آخر في لعبة الحرب هذه ، لأنه سيصبح كسورية لا عراق في الجغرافيا .
من هنا وبكل موضوعية ، أفشل الصمود السوري هذا المخطط الجهنمي ، الذي كان سيؤكد الوحدانية الأمريكية القطبية ، ويعزز دور ( الكيان الإسرائيلي ) الذي سيحول حتى ممالك الجزيرة العربية إلى تكايا ، للهرطقة الدينية الوهابية .
عندما نتفهم ماذا كان يراد لنا ، وماذا حققنا ، ( نعرف عظمة ، وأهمية ، ما أنجزه شعبنا العظيم ، وجيشنا البطل ) ، بالرغم من أننا لم ننجز بعد تحرير كامل الأرض ، ولكن هذا بات أمراً مقرراً ، ومؤكداً ، بالرغم من المصاعب التي تكتنفه ، لأن من حرر الكثير سيحرر القليل ، ومن يشكك في هذا ، لا يعرف حجم التحولات في موازين القوى الدولية ، ولا يدرك أن زمن قضم جغرافيا الغير بات من المستحيلات .
بكل فخر وصدق أقول :
انتصاراتنا على الميدان السوري ، لم تنقذ سورية من التفتت الخمسي ، وإزالتها من الجغرافيا .
بل غيرت مجرى التاريخ ، ليس في هذا أية مبالغة ، وأنقذت البشرية من الطغيان الأمريكي ـــ الغربي ، الذي تفرد في شعوب العالم الفقير خلال عقود ، كذئب قاتل متوحش دخل حظيرة خراف .
ــــــــ لا تكترثوا لقول المرجفين الذين يحفرون في زواريب السياسة ــــــــ
مــــــــــــــــن هـــــــــــــــــــذا الأفـــــــــــــــــــق :
يجب أن نتفهم سر معاناة شعبنا المريرة على كل الصعد ، المعيشية ، والسياسية ، والاجتماعية ، ولماذا تدفع أمريكا بكل أسلحتها العسكرية ـــ الاقتصادية ــــ النفسية ـــ الاحتياطية ، حصاراً ، وتجويعاً ، وسرقة للنفط ، والسيطرة على سلة غذاء السوريين ما وراء الفرات ، ونصرة الانفصاليين الأكراد .
وعلى الكافة أن يعلموا أصدقاءً ، وأعداءً ، أن الصمود السوري : هو الذي شجع كل من روسيا والصين لملاقاة الوحش الأمريكي على الميدان السوري ، لأن انتصاره في سورية ، سيمهد للتحرك شرقاً .
من هنا من هذا البرزخ ، تحولت الحرب من حرب على سورية ، إلى حرب العالمِ كلُّ العالم على الميدان السوري ، حيث لم تبق دولة في العالم إلا وشاركت فيها فعلاً أو قولاً .
نعم وضع التاريخ سورية بين خيارين :
إما الخروج من التاريخ ، والجغرافيا ، وإما تحمل وزر حرب العالم كل العالم على أرضنا ، فكان خيار شعبنا الخيار الثاني .
هذا الخيار الصعب والمرير ، هو الذي جعل مواطننا يتحمل فوق طاقته ، التي لم يتحملها قبله وبهذه الوحشية أي شعب في العالم ، ( موت ، ودمار ، وتشريد ، وتجويع ، وندرة في الموارد ) .
لكن الأخذ بهذا الخيار وتحمل كل هذه المرارات ، هي التي استولدت الضرورة التاريخية ، التي اقتضت ولادة ، وتعزيز ، القطب المشرقي ، وعلى الميدان السوري ، بدأت حركة التاريخ بالتحول .
انكفاء كبير للسيطرة المطلقة التي كان يفرضها الغرب على شعوب المنطقة ، ومكاسب مجزية حققها المحور المشرقي ، على حساب القطب المنكفئ ، التي تبشر بالحرية لكل شعوب العالم .
وهذا الانجاز الأعظم سيشكل فالقاً في التاريخ ، لأنه أوقف حضارة التوحش ، والحروب ، والموت ، التي كان يمارسها القطب الأمريكي الأوحد ، والذي لو استمر بجبروته لشكل تهديداً جدياً للحضارة الانسانية .
ــــــــــــــــــ نعـــــم الميــــدان الســــوري حقــــــق التـــوازن الحــــضاري ـــــــــــــــــــــ