كتب الكاتب محمد محسن.. بكــل دقـة, نحـن نعيـش حـربَ العـالمِ على أرضنا، وعلى كل مواطن أن يدرك هذا
مقالات
كتب الكاتب محمد محسن.. بكــل دقـة, نحـن نعيـش حـربَ العـالمِ على أرضنا، وعلى كل مواطن أن يدرك هذا
محمد محسن
22 أيلول 2020 , 12:53 م
بكــل دقـة : نحـن نعيـش حـربَ العـالمِ على أرضنا ، وعلى كل مواطن أن يدرك هذا لم تبـق دولـة في العالم ، إلا وساهمـت فيها ، فعـلاً عسكرياً ، أو استخبارياً ، أو قولاً وعنـدما نُقَيِّمَ الحرب على بلادنا

بكــل دقـة : نحـن نعيـش حـربَ العـالمِ على أرضنا ، وعلى كل مواطن أن يدرك هذا
لم تبـق دولـة في العالم ، إلا وساهمـت فيها ، فعـلاً عسكرياً ، أو استخبارياً ، أو قولاً
وعنـدما نُقَيِّمَ الحرب على بلادنا ، ونعتبـرها حـرباً عادية ، نقـع في خطـأ استراتيجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بل كانوا يعتقدون أنها مجرد لعبة ، اسبوعين أو أكثر قليلاً ، نفتتها ، نقتل شعبها ، ندمرها ، نمحيها من الجغرافيا ، بعدها يصبح القضاء على جميع حركات المقاومة أمراً هيناً ، لأن سورية أم المقاومات وحاضنتهم .
ثم يتم تسليم مفاتيح المنطقة للكيان الإسرائيلي ، ليشكلها على هواه ، بالتعاون مع حزب الاخوان المسلمين ، لأنه الجهة الوحيدة التي ستبقي المنطقة بحالة تخلف ، وتمزق ، وتحمي ، وتضمن ديمومة الوصاية الأمريكية ، وتملك الاستعداد للتعاون مع الكيان الاسرائيلي .
لكن الصمود السوري ( خربط ) اللعبة كلها ، لم يوقف الهجمة الأمريكية فحسب ، بل أطفأ جذوتها ، التي كانت متجهة نحو بحر الصين ، للتضييق على الصين ، واغلاق البحر الأبيض المتوسط أمام روسيا ، وبخاصة بعد سيطرتها على جزيرة القرم ، التي عززت من حلمها التاريخي ، في العودة إلى قطبيتها .
ثم يصبح من النوافل الاطباق على ايران ومحاصرتها ، أما العراق فله حساب آخر في لعبة الحرب هذه ، لأنه سيصبح كسورية لا عراق في الجغرافيا .
من هنا وبكل موضوعية ، أفشل الصمود السوري هذا المخطط الجهنمي ، الذي كان سيؤكد الوحدانية الأمريكية القطبية ، ويعزز دور ( الكيان الإسرائيلي ) الذي سيحول حتى ممالك الجزيرة العربية إلى تكايا ، للهرطقة الدينية الوهابية .
عندما نتفهم ماذا كان يراد لنا ، وماذا حققنا ، ( نعرف عظمة ، وأهمية ، ما أنجزه شعبنا العظيم ، وجيشنا البطل ) ، بالرغم من أننا لم ننجز بعد تحرير كامل الأرض ، ولكن هذا بات أمراً مقرراً ، ومؤكداً ، بالرغم من المصاعب التي تكتنفه ، لأن من حرر الكثير سيحرر القليل ، ومن يشكك في هذا ، لا يعرف حجم التحولات في موازين القوى الدولية ، ولا يدرك أن زمن قضم جغرافيا الغير بات من المستحيلات .
بكل فخر وصدق أقول :
انتصاراتنا على الميدان السوري ، لم تنقذ سورية من التفتت الخمسي ، وإزالتها من الجغرافيا .
بل غيرت مجرى التاريخ ، ليس في هذا أية مبالغة ، وأنقذت البشرية من الطغيان الأمريكي ـــ الغربي ، الذي تفرد في شعوب العالم الفقير خلال عقود ، كذئب قاتل متوحش دخل حظيرة خراف .
ــــــــ لا تكترثوا لقول المرجفين الذين يحفرون في زواريب السياسة ــــــــ
مــــــــــــــــن هـــــــــــــــــــذا الأفـــــــــــــــــــق :
يجب أن نتفهم سر معاناة شعبنا المريرة على كل الصعد ، المعيشية ، والسياسية ، والاجتماعية ، ولماذا تدفع أمريكا بكل أسلحتها العسكرية ـــ الاقتصادية ــــ النفسية ـــ الاحتياطية ، حصاراً ، وتجويعاً ، وسرقة للنفط ، والسيطرة على سلة غذاء السوريين ما وراء الفرات ، ونصرة الانفصاليين الأكراد .
وعلى الكافة أن يعلموا أصدقاءً ، وأعداءً ، أن الصمود السوري : هو الذي شجع كل من روسيا والصين لملاقاة الوحش الأمريكي على الميدان السوري ، لأن انتصاره في سورية ، سيمهد للتحرك شرقاً .
من هنا من هذا البرزخ ، تحولت الحرب من حرب على سورية ، إلى حرب العالمِ كلُّ العالم على الميدان السوري ، حيث لم تبق دولة في العالم إلا وشاركت فيها فعلاً أو قولاً .
نعم وضع التاريخ سورية بين خيارين :
إما الخروج من التاريخ ، والجغرافيا ، وإما تحمل وزر حرب العالم كل العالم على أرضنا ، فكان خيار شعبنا الخيار الثاني .
هذا الخيار الصعب والمرير ، هو الذي جعل مواطننا يتحمل فوق طاقته ، التي لم يتحملها قبله وبهذه الوحشية أي شعب في العالم ، ( موت ، ودمار ، وتشريد ، وتجويع ، وندرة في الموارد ) .
لكن الأخذ بهذا الخيار وتحمل كل هذه المرارات ، هي التي استولدت الضرورة التاريخية ، التي اقتضت ولادة ، وتعزيز ، القطب المشرقي ، وعلى الميدان السوري ، بدأت حركة التاريخ بالتحول .
انكفاء كبير للسيطرة المطلقة التي كان يفرضها الغرب على شعوب المنطقة ، ومكاسب مجزية حققها المحور المشرقي ، على حساب القطب المنكفئ ، التي تبشر بالحرية لكل شعوب العالم .
وهذا الانجاز الأعظم سيشكل فالقاً في التاريخ ، لأنه أوقف حضارة التوحش ، والحروب ، والموت ، التي كان يمارسها القطب الأمريكي الأوحد ، والذي لو استمر بجبروته لشكل تهديداً جدياً للحضارة الانسانية .
ــــــــــــــــــ نعـــــم الميــــدان الســــوري حقــــــق التـــوازن الحــــضاري ـــــــــــــــــــــ

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري