عندما كنّا صغاراََ
كلُّ يومِِ كان عيدا
حين اصبحنا كباراََ
اصبح العيدُ وحيدا
كان للأهل حضورٌ
يجعل العيد سعيدا
كل شيئِِ كان حلواََ
ولنا كان رصيدا
كان لبنان هِزاراًَ
يعزف اللحنَ الفريدا
كانتِ الافراح فيه
تملأ الكونَ نشيدا
كان حُبّاََ وسلاماََ
واريجاََ وورودا
كانتِ الأرزةُ فيه
للعصافير قصيدا
حين شِبْنا وكبُرْنا
ومضى الأهلُ بعيدا
حذفَ العمرُ صِبانا
ومحا العيشَ الرَّغيدا
وغدا العمر قصيراََ
بعد ان كان مديدا
وغدا لبنانُ ناراً
وجحيماََ ووئيدا
وغدا الناس ذَئاباََ
بعد ان كانوا أسودا
إن لبنان الذي قد
كان للشرق عميدا
بعدَ كان مزاراََ
أصبح اليوم صعيدا
هكذا لبنان امسى
للخنازير جرودا
اصبح الاحرار فيهِ
للصعاليكِ عبيدا
سلّطَ الدهرُ عليهِ
قوم عادِِ وثمودا
واذا حدّقتَ فيهم
تحسب القوم قرودا
قتلوا فينا حسيناََ
حكّموا فينا يزيدا
حكموا لبنان حتى
قطعوا منهُ الوريدا
دمّروهُ أحرَقوهُ
وأباحوهُ قديدا
فتفشّى الجوعُ فيهِ
وغدا الشعب شريدا
وطني لبنانُ ولّى
ورجائي أن يعودا
أيها الإنسان فكِّرْ
واتّعِظْ كي تستفيدا
واتقِ اللهَ فإنّ
اللهَ اهداكَ الوجودا
وارتدِالإيمان ثوباََ
فَبِهِ ترقى صعودا
لا تكنْ للحقّ ندّاََ
لا تكُنْ فضّاًَ عنيدا
إن تكن دنياكَ مهداََ
فغَداََ تُمسي لُحودا
كلَُ ما أمسى عتيقاََ
كان بالامس جديدا
وحديد العمر يفنى
إن تكُنْ فيه حديدا
............
معركة