كثُرت الاعتداءات والاهانات لكتاب الله المقدس القرآن الكريم في الدول الاوروبية بحماية القوات الامنية, والسلطة القضائية والسياسية, تحت ذريعة حرية الرأي المزيفة المصطنعة, مما اثار موجة من الغضب العارم في العالم الاسلامي, واتخاذ اجراءات سياسية حازمة من الدول الراعية لهذه الانتهاكات العدوانية بقطع العلاقات الدبلوماسية, ومقاطعة بضائع تلك الدول.
هذه الاعتداءات المتكررة المتواصلة تقع ضمن مشروع صهيوني عالمي شيطاني ضد الاسلام والمسلمين ومعتقداتهم ومقدساتهم, والنيل من أقدس المقدسات للمسلمين وهو القرآن الكريم, لانه الكتاب المقدس الذي يقف سدا منيعا امام كل مشاريعهم الشيطانية التي سوف نأتي على ذكرها.
تعددت الجهات المعادية للقرآن الكريم والهدف واحد وهو اطفاء نور الله " يريدون أن يُطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون "
العدو الاول :
الذين يريدون اطفاء نور الله " الحركة الصهيونية الاسرائيلية واليمن المسيحي المتطرف "
هؤلاء الاعداء يريدون الغاء ومسح الايات الكريمة التي تخصهم وتعنيهم, وقد عناهم الله تعالى بقوله :
" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ".
العدو الثاني :
اليهود الصهاينة الذين يحتلون ويغتصبون الاراضي العربية في فلسطين وسوريا والاردن ولبنان, ويستبيحون الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس الشريف¸ يريدون مسح الايات الكريمة التي تصف عداوتهم للذين امنوا "
لتجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يستكبرون
وتجد ان الكيان الصهيوني الغاصب يفرض على الدول العربية التي رضيت بالتطبيع معه بأن تقوم وزارة التعليم والاوقاف باصدار الاوامر والتعليمات للجهات المعنية بعدم تناول هذه الايات الكريمات في المناهج الدراسية وخطب الجمعة تنفيذا لمعاهدة الصلح المذلة والتطبيع المشين.
العدو الثالث :
المجتمعات الشاذة ( مجتمع الميم ) التي شكلت جبهة عالمية اشبه بقوم لوط الذين استنكروا على لوط طهارته, وانتزعت اعترافا رسميا من الامم المتحدة, واصبح لهم حماية قانونية دولية, حتى اصبح التعرض لاهانة علمهم المشهور بقوس القزح يستوجب العقوبة الدولية, اشبه بقانون معاداة السامية, هذه المجتمعات الشاذة تحارب القران الكريم وتدعو الى ازالة كل الايات التي تتحدث عن قوم لوط عليه السلام في القران الكريم. نذكر منها :
( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ* إِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ )
( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ )..
( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ* قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ* وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ )..
العدو الرابع :
القوى الاستعمارية الاستكبارية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية.
هذه القوى الشيطانية تريد ازالة الايات التي تحث على مقاومة الظلم والطغيان والغطرسة والهيمنة, وايات مقاومة المحتلين والمغتصبين للاراضي الاسلامية, ويفرضون على الدول الاسلامية التي يهيمنون عليها بعدم تداول الايات التالية التي تشكل تهديدا لمشاريعهم الاستعمارية .
( وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ورباط الخيل تُرهبون به عدو اللهِ وعدُوكُم وآخرينَ من دُونهم لا تعلمُونهم اللهُ يعلمُهم وما تُنفقوا من شيءٍ في سبيل اللهِ يُوفِ اليكم وانتم لا تُظلمون ).
( وقاتِلوا في سبيلِ اللهِ الذين يقاتلونكُم ولا تعتدوا إن اللهِ لا يُحبُ المعتدين ).
( فمنِ اعتدى عليكُم فاعتدوا عليهِ بمثلِ مَا اعتدى عليكم , واتقُوا اللهَ واعلمُوا أنّ اللهَ معَ المُتقين ).
العدو الخامس :
هم اصحاب مشروع " الديانة الابراهيمية الجديدة " والذي اسس لهذا المشروع الصهيونية والماسونية العالمية وجندت له رجال دين من اليهود والمسيحية والاسلامية ( سنة وشيعة ) يعمل هذا المشروع للتطبيع الدول العربية والاسلامية مع الكيان الصهيوني, وخصصت له ميزانية مالية ضخمة لانجاح هذا المشروع الشيطاني ولا يتحقق ذلك الا بعد نجاح مشروعهم بطمس تعاليم القران الكريم وتأسيس ديانة جديدة اسمها الديانة الابراهيمية, وتم اختيار العراق ليكون جسرا لعبور هذا المشروع, وجاء مع زيارة بابا الفاتيكان للعراق لمباركة هذا المشروع, وتم انشاء مشروع سياحي في مدينة الناصرية العراقية ليكون مقرا لهذه الديانة الماسونية .
هؤلاء لا يريدون الايات التي تتحدث عن ان الدين عند الله ( الاسلام ).
( إن الدينَ عند اللهِ الاسلامُ وَمَا اختلفَ الذينَ أُوتُوا الكتابَ إلا مِن بعدِ ما جاءهُمُ العلمُ بغياً بينهم ومَن يكفرُ بأياتِ اللهِ فإنَّ اللهَ سريعُ الحساب )
العدو السادس واخطرهم:
منظمات المجتمعات المدنية الدولية, واصحاب مشروع ( الجندر والنوع الاجتماعي ) وهؤلاء من اخطر المعادين للقران الكريم وسنن الله تعالى, تخوض هذه المنظمات حربا ناعمة في البلدان العربية والاسلامية بدعم مطلق وتوجيه سياسي من سفراء الولايات الولايات المتحدة المعتمدين في البلدان العربية والاسلامية, وطالما اعلن الرئيس الامريكي جو بايدن ان امريكا دولة ( شاذة ) فهذا امر اصبح محتوم نقله الى الدول التي تهمين عليها, وهذا مشروع شيطاني اخذت امريكا على عاتقها نشره في العالم, ويمكن تفهم مشروع هذا العدو الذي يعمل اليه لتحقيق سطوته العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية حيث يتمكن من ذلك, لكن الذي لا يمكن فهمه وقبوله انخراط العديد من القادة السياسيين ورجال الدين من الشيعة والسنة في هذا المشروع الشيطاني ( الجندر النوع الاجتماعي ) وخصوصا في العراق تحت عناوين براقة ( تمكين المرأة ) , ( مكافحة العنف ضد المرأة ) وعناوين اخرى بعقد مؤتمرات كبيرة لا تغيب عنها السفارة الامريكية ولا الامم المتحدة.
فهل رجال الدين الذين ينخرطون بها المشروع الشيطاني, يريدون تبديل ايات الله او حذفها او استنكارها او طمسها واعتبارها موروثا, وايات نزلت بغير زماننا؟!!! .
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )
او ألاية الكريمة
( يُوصِيكُمُ اللهُ في اولادِكُم لِلذكرِ مثلُ حظِ الانثتينِ )
او الاية الكريمة
( فاستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ).
هؤلاء الدجالين الذين ليسوا برجال دين يتسترون بعمائمهم لنشر ما تمليه عليهم شياطين الانس وطواغيت الارض.
يبلغون رسالتهم الشيطانية بطريقة ناعمة تتخللها ايات كريمة لتضليل الناس وتخدير عقولهم وبث السموم في قلوبهم.
وقد يبلغ بهم الفسق والفجور مستقبلا لاستنكار ايات الله التي تخاطب الرجال .
( مِنَ المؤمنينَ رجالٌ صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليهِ فمنهم مَّن قضى نحبهُ ومنهم مَّن ينتظرُ وما بدلوا تبديلا ).
( الرجالُ قوامُون على النساء بما فضل اللهُ بعضهم على بعضٍ وبما انفقوا من اموالهم ) والى اخره من الايات الكريمة.
لكل هؤلاء الاعداء الستة, ومن يشبههم, ومن يدعمهم, نقول إن حفظ القران الكريم مهمة وقعت على عاتق الله سبحانه وتعالى منزل القران الكريم بقوله تعالى ( إنا نحنُ نزلنا الذِكرَ وإنا لهُ لحافظون ).
ونقول لهم كلما هتكتم حرمة القران الكريم كلما اوقدتم في قلوب المؤمنين غضبا ونارا, واشعلتم في قلوبهم حرارة لحماية القران الكريم وعشقه والتعلق به وحمايته بالروح والفؤاد والوعي والبصيرة واليقظة.
والهتاف سيبقى مدويا سرمديا يردده مئات الملايين من المسلمين ( لبيك يا قرآن ), ولن تنجحوا باطفاء نور الله مهما تظافرت جهودكم الشيطانية العدوانية الخبيثة.
( يُريدونَ ليُطفئُوا نورَ اللهِ بأفوَاهِهِم واللهُ متمُ نورهِ ولو كرهَ الكافرون ).
حسين الديراني
2-8-2023
سيدني _ استراليا