منذ بداية عملية طوفان الاقصى وضرب هيبة الكيان الصهيوني العسكرية والامنية، وما رافقت العملية التاريخية من عدوان اسرائيلي بربري وحشي على قطاع غزة، شاهد العالم كله مدى وحشيته وبربريته وارهابه بحق المدنيين الفلسطينيين ووضعهم امام خيارين، بين تهجيرهم الى صحراء سيناء المصرية او قتلهم وابادتهم جميعا حيث يبلغ عدد سكان القطاع حوالي 2.3 مليون نسمة.
ويضيف هذا العدو الغادر مجازر اضافية يوميا، بل بكل ساعة بحق النساء والاطفال الى سجله الحافل بالمجازر الوحشية منذ نشأته المشؤومة قبل سبعة عقود من الزمن.
يقوم هذا العدو الصهيوني بارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني متسلحا بدعم دولي غربي اعمى ماديا وعسكريا واعلاميا، وكذلك بدعم بعض الدول العربية الخليجية بشكل فاضح.
ومنذ بداية العدوان الهمجي الوحشي على قطاع غزة كان العدو الصهيوني وكل داعميه على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية منشغلون في تفسير صمت الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الادلاء باي تصريح حول الاحداث الدموية في غزة، وكانوا يقرأون صمته في فتح جبهة الشمال الفلسطيني المحتل ضمن محدودية الاشتباك التي لم تتوسع دائراتها لحد الان على الجانب الفلسطيني المحتل والجنوب اللبناني، مع ارتقاء عدد من الشهداء على طريق القدس، ومصرع عشرات الجنود الصهاينة داخل الياتهم العسكرية، وتدمير كل ابراج الاستطلاع والانذار على طول الحدود مع لبنان، وكذلك تم تأمين اماكن امنة للمواطنين اللبنانيين القريبين من الحدود مع فلسطين، وبنفس الوقت تم اخلاء المستوطنات الصهيونية المحازية للحدود اللبنانية الذين بلغ عددهم اكثر من 30 الف مستوطن صهيوني.
في حين كان العدو والصديق ينتظر اطلالة سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليقول كلمة الفصل، اعلنت الهيئة الاعلامية لحزب الله عن موعد لالقاء كلمة لسماحة السيد نصر الله في تأبين شهداء المقاومة الذين ارتقوا شهداء على طريق القدس بتاريخ 3-11-2023 الساعة الثالثة من بعد ظهر الجمعة.
منذ الإعلان عن موعد هذا الخطاب حدث زلزال وطوفان في العالم الغربي والعربي والاسلامي، طوفان من التوقعات والتحليلات والتخمينات لما سيقوله سيد المقاومة بهذه المناسبة، ومهما بلغ المحللون السياسيون من البلاغة والدقة بالتنظير والتحليل لا يستطيع احد ان يتنبأ بما سيدلي به سيد المقاومة بهذا اليوم المفصلي الا في العناوين العريضة.
لا شك ان زعماء دول العالم العظمى وباقي زعماء ورؤساء الدول العربية والاسلامية والاجنبية سوف يتابعون بشغف لما سيقوله هذا الرجل الزعيم القائد الاستثنائي العظيم الذي يقبض بيديه مفاتيح الهدوء والغضب، الحلم والثأر، بيده مفاتيح نار جهنم التي اعدت للكيان الصهيوني الغاصب الزائل لا محالة.
بيده عداد سنين او اسابيع ما تبقى من عمر هذا الكيان العنصري.
فمن طوفان الاقصى الى حين طوفان الجمعة ستكون الايام القليلة والساعات القليلة حاسمة ومثيرة ومليئة بالاحداث العسكرية، الكيان الصهيوني سيحاول بكل ما لديه من انفاس اخيرة ان يسجل انتصارات في غزة عن طريق اجتياح بري، وهناك ينتظره رجال المقاومة لاعادة جنوده افقيا بعد دخولهم عاموديا، والمقاومة الاسلامية العراقية ستزيد من ضرباتها القاتلة للقواعد العسكرية الامريكية في المنطقة، وصواريخ انصار الله الباليستية والمسيرات الانتحارية بدأت تدك الكيان الصهيوني في هذه اللحظات.
الجمعة ستحبس الانفاس، سيطل سيد المقاومة اكثر بهاء ونورا، اكثر حزما وعزما، اكثر شجاعة واقداما، اكثر حكمة وبيانا، كل الرجال الرجال من محور المقاومة، اسود الله في الميدان رهن اشارة اصبعه، ولن يقودهم إلا الى النصر المبين، والوعد الصادق.
فإذا كانت الاصابع على الزناد للدفاع عن حقول لبنان النفطية، فكيف الان ومصير الشعب الفلسطيني ومقاومته في خطر كبير، ومن الان ليوم الجمعة ستكون الفرصة الاخيرة لهذا العدو الصهيوني ان يوقف عدوانه.
العالم كله ينتظر كلمة الفصل وفصل الخطاب يوم الجمعة والى ذلك الحين نرفع ايدينا الى السماء بالدعاء لاهل الثغور ونصر المجاهدين المؤمنين .
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا..
وما النصر الا صبر ساعة.
الكاتب : حسين الديراني