تقرير إضاءات.. تعرف على شبكة الإنترنت
أخبار وتقارير
تقرير إضاءات.. تعرف على شبكة الإنترنت "عالم الجرائم القذرة" المظلمة ونشاطها وإعتقال شبكة دولية باحدث جريمة الكترونية
23 أيلول 2020 , 03:34 ص
اعتقال 179 شخصا في مداهمات مرتبطة ببيع المخدرات عبر شبكة الإنترنت المظلمة

 

 

تُعرف الشبكة المُظلمة   الـ«dark web»   بأنها شبكة من المواقع الالكترونية والانشطة التي لا يمكن تعقبها أو مراقبتها على الانترنت، لانه لا يمكن العثورعليها باستخدام محرّكات البحث التقليدية، ويتطلب الوصول اليها استخدام برامج وروابط معيّنة، أو الحصول على اذن من السلطات الحكومية، علما بأن شبكة الانترنت السطحية التي نستخدمها عادة لا تشكّل سوى %10 من كامل شبكة الانترنت.

 

 

ولا يمكن دخول dark web بواسطة متصفّحات الإنترنت التقليدية؛ مثل «غوغل كروم» او «فايرفوكس»، كما أن النشاط المسجل لمستخدمي هذه الشبكة ومعلوماتهم الشخصية لن يظهر على محركات البحث، مثل «غوغل»، وتقول مجلة ذي صن انه جرى انشاء شبكة dark web من قبل الحكومة الأميركية للسماح لجواسيسها حول العالم بتبادل المعلومات بشكل مجهول الهويات كليا، الا أن في منتصف تسعينيات القرن الماضي قام باحثون عسكريون اميركيون بتطوير هذه الشبكة؛ باستخدام تقنية تعرف باسم the onion router او اختصارا بـTOR، الا انه سمح للعامة باستخدامها، ولم تبق حكرا على عملاء اجهزة استخباراتها حصرا.

 

 

وكان الهدف من وراء فتح هذه الشبكة امام العامة هو بقاء جميع المستخدمين مجهولين، وسيكون من الصعب بين الرسائل المشفرة المستخدمة من الجواسيس وآلاف الاشخاص الآخرين الذين يستخدمون تقنية TOR التي اصبحت تضم الان اكثر من 30 ألف موقع مخفي.

 

 

يجري استخدام الشبكة المظلمة من مختلف الاشخاص، ولأسباب عدة، وليس مستغربا استخدام الشبكة لنشاطات غير قانونية، وأشارت دراسة أجرتها جامعة بورتسموث الى ان اكثر النشاطات غير المشروعة على الشبكة كانت صوراً إباحية للأطفال؛ بهدف الابتزاز، تليها أعمال تجارية غير مشروعة؛ مثل المخدّرات والاسلحة والقرصنة والاحتيال، والتطرُّف وسرقة البيانات الشخصية، للمساومة عليها، وإعادة بيعها.

 

 

لكن، رغم سوداوية الشبكة المظلمة، فإن لديها استخدامات أخرى ؛ مثل تجنّب رقابة الحكومات في الانظمة غير الديموقراطية، حيث يقوم المعارضون في تلك الدول باللجوء الى الشبكة المظلمة لإخفاء هوياتهم عن السلطات الامنية والحديث عما يدور في دولهم والتعبير عن آرائهم بحرية. كما يمكن استخدام تلك الشبكة لكشف وثائق ومعلومات غاية في الخطورة، مثل موقع «ويكيليكس» الا ان نقل تلك المعلومات الى العلن والصحف ووسائل الاعلام يتطلب جهداً كبيراً.

 

هذا وقد صادرت حديثا  قوات الشرطة في عدد من الدول أكثر من 6.5 مليون دولار نقدا وعملات افتراضية، بالإضافة إلى مخدرات وأسلحة، في مداهمات مرتبطة بأنشطة غير قانونية على شبكة الإنترنت المظلمة.

 

وألقي القبض على 179 شخصا في أوروبا والولايات المتحدة، وتمت مصادرة 500 كيلوغرام من المخدرات و 64 بندقية.

 

واعتبرت الشرطة الأوروبية "يوروبول" أن هذه المداهمات تنهي "العصر الذهبي" لهذه الأسواق السرية.

 

وقال إدفارداس سيليريس، رئيس مركز الجريمة الإلكترونية في يوروبول: "لم يعد الإنترنت المخفي سريا".

 

ونفذت المداهمات بتنسيق بين وزارة العدل الأمريكية والشرطة الأوروبية. ويُعتقد أن المتورطين شاركوا في عشرات الآلاف من عمليات بيع البضائع والخدمات غير المشروعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا.

 

وكان 119 من المعتقلين في الولايات المتحدة واثنان في كندا و42 في ألمانيا وثمانية في هولندا وأربعة في المملكة المتحدة وثلاثة في النمسا وواحد في السويد.

 

وقال سيليريس: "يكون تطبيق القانون أكثر فاعلية عند العمل معا، وهذا الإعلان يبعث برسالة قوية إلى المجرمين الذين يبيعون أو يشترون سلعا غير مشروعة في أسواق "الشبكة المظلمة" على الإنترنت: الإنترنت المخفي لم يعد مخفياً ولن يكون نشاطك المجهول مستترا".

 

وقال كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي: "مع الارتفاع الحاد في الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من المواد المخدرة خلال جائحة كوفيد -19، ندرك أن إعلان اليوم مهم ويأتي في الوقت المناسب".

 

وقالت كايسي كلارك، الباحثة في شركة ديجيتال شادوز، المتخصصة في مراقبة "الشبكة المظلمة" على الإنترنت: "هذه ضربة أخرى للجرائم الإلكترونية المنظمة".

 

على المدى القصير، قد يكون هناك تأثير كبير ليس فقط بسبب هذه العملية ولكن بفضل أحداث أخيرة هزت الثقة في متاجر "الشبكة المظلمة".

 

فقد أغلق سوق شهير آخر يسمى "إيمباير" بشكل مفاجئ الشهر الماضي، بعد "عملية احتيال" محتملة.

 

ويُعتقد أن المسؤولين سرقوا أموال الأعضاء، تاركين محافظ العملاء فارغة.

 

وتأتي المداهمات الأخيرة في وقت قد يتساءل فيه الكثير من الناس عن عادات التسوق لديهم.

 

لكن ستحاول مواقع أخرى تعزيز أمنها الإلكتروني وإخفاء هويتها كي تواصل عملها، ومن المحتمل أن تظهر المزيد من الأسواق أيضا، ومن المحتمل أن تقدم أنظمة أكثر ابتكارا لتجعل من الصعب على هيئات تطبيق القانون العثور عليها.

 

 

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري