القمر، هذا الجسم السماوي الساحر الذي يثير فضول البشر منذ آلاف السنين. وعلى الرغم من أن القمر يكون مرئيًا في سماءنا كل ليلة، إلا أن هناك بعض الحقائق المثيرة عنه قد يجهلها الكثيرون. دعونا نلقي نظرة على بعض هذه الاكتشافات المدهشة:

الجانب المظلم للقمر: 

على الرغم من أننا نرى جانبًا واحدًا من القمر دائمًا، إلا أن هناك ما يسمى بالجانب المظلم للقمر. ليس معنى ذلك أنها منطقة مظلمة بالكامل، ولكنها تشير إلى الجانب الذي لا يمكن رؤيته من الأرض. وقد تم استكشاف هذا الجانب بواسطة المهمة الفضائية الصينية "تشانغ أو-4" في عام 2019، وأظهرت الصور التي تم التقاطها من هذا الجانب مناظر خلابة وتضاريس مختلفة عن الجانب المرئي.

الهياكل البركانية:

 يعتقد العلماء أن القمر كان يحتوي على براكين نشطة في الماضي. وبالفعل، تم اكتشاف العديد من الهياكل البركانية على سطح القمر، مثل البحار البركانية والمخروطات البركانية. واحدة من أبرز الأمثلة هي "بركان تايكايدو"، وهو أكبر بركان معروف على سطح القمر.

التربة القمرية الغريبة: 

تختلف التربة القمرية عن التربة الأرضية تمامًا. وهي تتكون بشكل رئيسي من الصخور البركانية السوداء والرماد البركاني. وتفتقر إلى الهواء والماء، كما أنها تتعرض لتأثير الإشعاع الشمسي الشديد والميكروميتات (حبيبات صغيرة تتطاير في الفضاء الخارجي). وقد قامت مهمات الأبولو بجمع عينات من التربة القمرية وجلبها إلى الأرض للدراسة، وقد ساهمت هذه العينات في زيادة فهمنا لتاريخ القمر وتكوينه.

الزلازل القمرية: 

على الرغم من أن القمر يعتبر جسمًا خامدًا، إلا أنه يشهد هزات أرضية، أو ما يُعرف بالزلازل القمرية. وتحدث هذه الهزات الأرضية نتيجمة من النشاط البركاني السابق وضغط المد الشهري الذي يتعرض له القمر بسبب جاذبية الأرض. وقد سجلت المركبات الفضائية التي تم إرسالها إلى القمر هزات أرضية تشير إلى وجود نشاط جيولوجي مستمر على سطحه.

الهواء القمري: 

على الرغم من أن القمر ليس لديه غلاف جوي كالأرض، إلا أن هناك طبقة رقيقة من الغازات تحيط به وتسمى "الهيدروجين القمري النادر". تم اكتشاف هذا الغاز عن طريق المهمة الفضائية الهندية "تشاندرايان-1" في عام 2008، ويعتقد أنه يتشكل نتيجة لتفاعل الرياح الشمسية مع السطح القمري.

الشهب المتساقطة: 

يعتبر القمر هدفًا لعدد كبير من الشهب المتساقطة. عندما تقترب الأرض من مسار الشهب، يمكن رؤية تلك الشهب وهي تدخل الغلاف الجوي وتحترق، مما يتسبب في ظاهرة النيازك أو الشهب المتساقطة. وعلى الرغم من أن القمر ليس لديه غلاف جوي يحميه، إلا أن سطحه الصلب يجعله يتحمل تأثير الشهب المتساقطة دون تضرر كبير.

هذه بعض الاكتشافات المثيرة عن القمر التي قد لا يعرفها الكثيرون. إن استكشاف القمر مستمر، وكل مهمة فضائية جديدة تزيد من معرفتنا وفهمنا لهذا الجسم السماوي المذهل.