مقالات
"أعجب من أمر إمرء جائع لا يخرج على الناس شاهرا سيفا"
حليم خاتون
14 كانون الأول 2025 , 14:35 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"...

بين سيرة السيد المسيح من جهة، وسيرة الإمام علي والإمام الحسين من جهة أخرى، أكثر من مجرد أمثلة مشى عليها الأسبقون، ولا ندري لماذا لا يمشي عليها اللاحقون وزيادة...

البلطجة الأميركية؛ البلطجة الإسرائيلية؛ بلطجة دواعش السُنة؛بلطجة دواعش الجولاني؛ بلطجة دواعش المسيحيين من أمثال شارل جبور وطوني أبو نجم وبيار صعب...

بلطجة مارك ضو والشويخ حسن الضال إلى حدّ النذالة في الخيانة؛ بلطجة أغلبية نوائب البرلمان اللبناني بكل الاحزاب العميلة التي احتلت المقاعد بفضل قوانين انتخاب لا تمت الى الديمقراطية وأبسط أنواع حقوق الإنسان بصلة؛

بلطجة الأعراب الذين هم أشد كفرا من "اليهود!"...

بلطجة حزب القوات والكتائب وحكومة نواف سلام المنبطحة زحفا في التملق ولحس كعب بوط السيد الأميركي الأبيض...

بلطجة نسبة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، في لبنان وعند العرب والمسلمين...

بلطجة شيوخ السلفية العميلة لإسرائيل وأميركا المنتشرين في العراق وسوريا وليبيا والسودان ومصر والأردن ويستسقون من نبع الخليج الميت...

بلطجة من صلب الجسد الفلسطيني على خشبة...

بلطجة من يبث السموم في الجسد اللبناني العليل...

ألا تستدعي كل تلك القمامة عملا استثنائيا يخرج عن روتين قدر "عصر الزنوج والأمريكان" ...

بين علي شعيب والدكتور وديع حداد مثلان من أمثلة عظماء أمة الضاد...

وقف يوما جورج حبش ونايف حواتمة حائران بفذلكات أبو عمار إلى أن انتهى صاحبنا بأسلو حيث تم صلب الشعب الفلسطيني على طريق الجلجلة الذي لم ينته...

شعوب وأمة عربية وإسلامية لم تقدم خلال مئة عام ما قدمته فيتنام خلال أقل من عشرين سنة في مواجهة الاحتلال الفاشي الفرنسي الذي أعقبه احتلال أميركي أكثر نازية من هتلر، وأكثر فاشية من موسوليني...

خمسة ملايين فيتنامي قضوا من اجل الحرية... إلى أن انتصر الشعب الفيتنامي وتحولت سايغون إلى مدينة بطل الحرية "هوشي منه"...

كل هذا والعربان يتناسلون إلى أن وصلوا اربعمائة مليون جبان حقير يرقدون على اكتاف وصدور أقل من عشرة ملايين مقاوم حر...

حوالي خمسة عشر مليون فلسطيني لم يخرج منهم إلا بضعة عشرات في الضفة وبضعة عشرات الألوف في غزة بينما يتربص فلسطينيو الشتات في المخيمات وبلاد اللجوء والخنوع بعضهم ببعض ومنهم من يسنّ السكاكين لذبح الدروز والمسيحيين والشيعة والعلويين بمساعدة من عبيد أميركا من ترك وكرد وأذريين وعرب...

خلال حوالي قرنين ونصف من عمر الولايات المتحدة الأمريكية وصل عمر حروب الإبادة والإستعباد والغزو إلى حوالي قرنين وربع القرن تقريبا...

زاد عدد ضحايا هذه الحروب على مئة وخمسين مليون ضحية؛ الأغلبية العظمى منهم من المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ...

إذا كان تصفية ستة ملايين يهودي على أيدي النازيين الألمان وُصف بتعبير الهولوكست المُروّع؛ يمكن القول إن النازيين الأميركيين ارتكبوا حتى اليوم أكثر من خمسة وعشرين هولوكستا موصوفا بكل المقاييس...

فقط في أميركا يمكن لرجل دين مسيحي يمارس السياسة أن يدعو إلى قصف غزة بالسلاح النووي، ويؤيد إبادة الشيوخ والأطفال والنساء باسم الرب...

فقط في أميركا يؤنب رئيس لجنة مساءلة رؤساء الجامعات في الكونغرس هؤلاء لأنهم اختاروا طريق الشيطان حين سمحوا لطلاب جامعاتهم بإدانة إسرائيل رغم وصايا الرب الذي يبارك إسرائيل ومن يدعم إسرائيل...

أمس جرت عملية إنزال كوماندس أميركي على ناقلة نفط تحمل شحنة من النفط الخام الفينزويلي إلى الأسواق العالمية...

أعلن الأميركيون سرقة الحمولة تحت يافطة نشر الديمقراطية...

أمس هرّب النازيون الاميركيون عميلة ال CIA والموساد من فينزويلا إلى النروج لاستلام جائزة نوبل للسلام المخضب بدماء الشعوب المظلومة...

إلى جانب هؤلاء النازيين الأميركان، نشر موقع declassified documents فيلما استقصائيا حول دور قاعدة أكروتيري البريطانية في قبرص في حرب الإبادة التي جرت ولا تزال تجري في غزة...

بالصورة والتحليل العلمي برهن الموقع أن الطائرات البريطانية كانت تطير فوق غزة لساعات ثم تعود الى قبرص وترسل كل الداتا المسجلة التي التقطت إلى إسرائيل...

ربط الموقع كل إقلاع من هذه القاعدة ثم عودتها بقصف استهدف أبنية محددة في غزة سقط بنتيجتها العشرات من الضحايا المدنية إثر كل طلعة...

ثم اثبت أن هذه الطائرات لم تكتف باستعمال القاعدة البريطانية، بل وُضعت بتصرفها كل القواعد والمطارات القبرصية...

يسأل المرء نفسه:

لماذا تقف أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وحتى قبرص واليونان وروسيا إلى جانب الاحتلال في كل المجازر التي ترتكب؟

هل هي الإسلاموفوبيا؟

إذا كان الأمر كذلك لماذا تمشي تركيا وقطر والسعودية والإمارات في نفس هذا الدرب؟

هل هي الكراهية للعنصر العربي حتى لو كان عبدا مخلصا كما هو النظام الرسمي وكما الأغلبية العظمى من المسلمين والعرب؟

بعد كل ذلك، يحتج بيرس مورغان على شعار الموت لأميركا او الموت لإسرائيل!

ربما لأن الواجب يقول أن الأقربون أولى بهذه الدعوى...

عندما اقتحم علي شعيب ورفاقه بنك أوف أميركا بعيد حرب تشرين ٧٣، طالب بتعويضات لمصر وسوريا والفلسطينيين بسبب الدعم الهائل الذي قدمته أميركا أثناء الحرب لإسرائيل مما قلب النتيجة من هزيمة ساحقة إلى نصر جزئي في صالح اعداء الامة العربية...

أوهمت السلطة اللبنانية علي ورفاقه بأن أميركا وافقت على بعض المطالب شرط الاستسلام...

ما أن استسلم علي حتى اقدم أحد الضباط الخنازير من السلطة اللبنانية بتنفيذ حكم الإعلام الميداني بعلي...

في زمن آخر؛ في مكان آخر،

كان الدكتور وديع حداد يرسل الفرق الأممية لتنفيذ عمليات خطف طائرات واحتجاز مؤتمرات خنازير العرب والمسلمين، يحصل على مطالبه ولا يستسلم...

يقال إن الدكتور وديع سقط شهيدا بالسم في بغداد عن طريق عملاء من المخابرات العراقية أيام صدام حسين الذي كان يبيع الفدائيين للحصول على رضا الغرب؛ تماما كما فعل نظام الإخوان المسلمين في السودان حين اعتقل المناضل الأممي كارلوس وسلمه إلى فرنسا...

علي كان بسيطا كما الكثيرين من شعوبنا ومقاوماتنا، فتم إعدامه...

الدكتور وديع جعل الأميركيين والغرب يقفون على رجلِِ ونصف طيلة عقدين من الزمن قبل نجاح الأعداء باغتياله بناء على خيانة عملاء لا شرف عندهم ولا عرض...

علي شعيب سلم سلاحه واستسلم فانقض عليه العملاء وقتلوه بدم بارد..

حزب الله سلم عشرة آلاف مقذوف بينها الفان من صواريخ الكورنيت بينما رفض الإمام الحسين إعطاء كلمة واحدة هي البيعة للطاغية.. رفض الحسين تسليم سيفه...

اليوم يخرج الشيخ نعيم ويقسم بأن الحزب لن يسلم ما بقي من سلاح حتى لو أطبقت السماء على الأرض!

يقول المثل الإنكليزي:

BETTER LATE THAN NEVER

ربما...

لكن التاريخ سوف يقول أن حزب الله تعرض لحرب عالمية شارك فيها الاميركيون والبريطانيون والألمان وحتى بعض خنازير العرب، بينما يخترق الوقود الأذري الطرق عبر تركيا ليصل إلى الطائرات والدبابات الإسرائيلية التي نفذت بالتعاون مع هذا التحالف الدولي أكثر من ١٨٠٠ غارة أجمع كل الخبراء على استحالة أن تستطيع إسرائيل وحدها القيام بها...

لكن نفس هذا التاريخ سوف يكشف ما حصل...

رسالة بسيطة من حزب الله في بداياته إلى الشيخ نعيم...

"لسنا أضعف من فيتنام، وليسوا أقوى من أميركا"

ها هي أميركا قد أتت...

فلنبرهن اننا لسنا أضعف من فيتنام!

رسالة بسيطة جدا إلى كل الأحرار في أمتنا:

بدأ الفيتناميون حرب الاستقلال بالخناجر والسيوف والرماح واقواس النشاب...

بعد خمسة ملايين شهيد فيتنامي في سبيل الوطن تحررت فيتنام...

فارق القوة بين الفيتناميين والمحتلين كان يفوق بكثير فارق القوة بين قوى المقاومة وبين التحالف الأميركي الإسرائيلي البريطاني العربي...

تذكروا فقط...

إقرأوا فقط وصايا الحسين...

وقوموا بأبسط الأمور...

قاوموا حتى يعرف الغرب أن ثمن جرائمه لن يكون بسيطا؛ بل سوف يكون هائلا يؤدي حتما إلى نفاذ كل مقدراته قبل أن يقضي على عزائمنا...

الرد مهم يا شيخ نعيم...

عند القرار يوجد ألف طريقة وطريقة لإذلال الأعداء أينما كانوا وأينما وجدوا...

أما أعداء الداخل؛

لن نقول لهم إذهبوا؛ انتم الطلقاء!

يجب معاملتهم تماما كما فعلت المقاومة الفيتنامية وكما فعلت المقاومة الفرنسية...