كَتَبَ د. اِسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. اِسماعيل النجار: "أمريكا تجازف على حافة الهاوية، وتقامر بوجودها في غرب آسيا".
د. اسماعيل النجار
24 آب 2023 , 06:19 ص


لُعبَةٌ خطيرةٌ جداً تلعبُها واشنطن في سورية، وتستهدفُ فيها أهمَّ شريان ٍ حيويٍّ يربطُ بغدادَ بدمشقَ وبيروت.

راسمُ الخِطَّةِ لهُ منها مآربُ كثيرة، يُحاوِلُ تنفيذَها لِضَرْبِ عِدّةِ عصافيرَ بحجرٍ واحد.

أهمُّ نقطة ٍ في الخطةِ الأمريكيةِ الجهنمية هي اِحتلالُ مدينةِ البوكمال السورية، وقَطْعُ شريان الحياة على قِوَىَ المقاومةِ في سوريةَ ولبنان، ومنعُ الحرسِ الثوريِّ الإيرانيِّ مِنَ التواصُلِ مع قواعدِهِ على الأراضي السورية.

وقد حشدَ لهذا الغرض حوالي عشرة آلاف جندي مدججين بأكثر انواع الأسلحة الفتاكة والمُعَدّاتِ العسكريةِ المتطورة، بالإضافةِ إلى وسائل الِاتِّصال وأجهزةِ التشويش.

وهذا الأمر، بالنسبة لمحوَر المقاومة،يعتبرُ مسألةَ حياةٍ أو موت، لذلك كانت الِاستعداداتُ للمواجهةِ جاهزةً في أقل من أسبوعين، وأصبحت الإصبع الإيرانيةُ السورية على الزناد، وفي المقدّمة يقف حزبُ الله.

الولايات المتحدة الأمريكية دربت أكثر من 15000مقاتل، من كل المنظمات الإرهابية بما فيها داعش، تريد خوض المعركة بهم لأنها أضعف وأجبَن من أن تُواجِهَ رجالَ اللهِ مباشرةً على الأرض،

5000 جندي أمريكيّ موزعون على أكثر من ثلاثينَ قاعدةً عسكريةً في شرق سوريا سيكونون طُعماً للصواريخِ البّاليستيةِ الثقيلةِ والمُسيرات، في حال نشبتْ حرب.

من مخاطر ما يمكن أن تُقدِم َعليه أمريكا بنفسِها يكمن بالصدام المباشر مع القوات الروسية والقوات الإيرانية، على الأرضِ السورية، لأنّ ذلك سيؤدّي حتماً، وليسَ باعتقادنا فقط، إلى حربٍ طاحنةٍ بينَ الأفرقاءِ المُتحاربينَ، على الأرضِ وفي السماء المفتوحه، ومن الممكن أن تمتدَّ إلى داخل ِ العراق،وأن تتوسعَ دائرةُ الِاشتباكِ لِتَشْمَلَ مياه الخليجٍ الفارسيِّ وجبهةِ جنوبِ لبنانَ باتِّجاهِ فلسطين المحتلة، لأنَّ حزبَ اللهِ يُعْتَبَرُ الكِيانُ الصهيونيُّ الغاصبُ هوَ رقبةَ أمريكا التي يجبُ نحرُها.

ولا أحدَ يمكنُ أن يستبعِدَ انْفِلاشَ الأمورِ بِشكلٍ واسعٍ لتشملَ اليمنَ والعراقَ وفلسطين، لأن المخطَّطَ الذي تنوي واشنطن تنفيذَهُ خطيرٌ جداً، ويتجاوز كل الخطوطِ الحمراء، لذلك دونه شلّالاتٌ منَ الدِّماء، حتى وإنْ اِستمرَّتِ الحربُ عاماً كاملاً.

محاولةُ قَطْعُ طريقِ بغدادَ دمشق، هو انتحارٌ أمريكيٌّ لا حياة لواشنطن من بعدهِ في المنطقة.

أيضاً واحدة من أهداف الخطة الأميركية الضغط على روسيا في سوريا والمقايضة معها على أوكرانيا التي يتنهار وتستسلم، أي معادلة أوكرانيا مقابل سوريا؟.

أيضاً واشنطن تفهم بأن أي تراجع أو فشل في تنفيذ الخطة يعني نهاية وجودِها ونهايةُ قسد والأكراد.

كما سينجَرُّ الأمرُ على الِاحتلال ِ التركيِّ الذي سيُصبِحُ أوهنَ من بيتِ العنكبوتِ.

بالنسبة لسورية،عودة حقول الغاز والنفط أهمُّ من عودةِ إدلبْ لِحِضْن ِ الوطن،حسب ترتيب الأولويات السورية، لأن الليرةَ السوريةَ تحتاج إلى تحريرِ الثروةِ أوّلاً، وليس إلى تحرير إدلب.

الأمر يحتاج الى تنسيقٍ معَ قِوى مِحوَرِ المقاومة،وقرارٍ شجاع بالإقدام،خصوصاً وأنّ أمريكا تَعتَبِر ُ حلفاءَها في سوريةأشبهَ بجرابِ الماءِ المثقوب، لا خير فيهم، وتعتبرُهم يائسين مُسترخين، يشبهونَ الْبُومَ والببغاوات، يثرثرونَ ويبشرونَ بالخرابِ، من دون أيِّ فائدةٍ على الأرض،لذلك فهم

غيرُ مأسوفٍ عليهم أبداً.

الأميركيونَ يعلمونَ تمامَ العِلمِ أنَّ سوريةَ وإيرانَ سيُهاجمانِها في كلِّ مكان ِفي سورية وأنّ عقاربَ الساعةِ تقتربُ منَ الصِّفْر ِ المحتوم.

الفصائلُ المجاهدةُ في العراق ستقطعُ أوصالَ القواتِ الأمريكيةوتقطعُ عليها خطوطَ إمداداتِها،

بينما تتوجس واسنطنُ اشتعالَ الحربِ وامتدادَ نارِها نحوَ شمال فلسطين فيتحولُ الأمرُ إلى فُرَصٍ لحزب الله لكي ينفذ تهديده بِاحتلالِ الجليل.

#أمريكا_ تحتضرُ في

المنطقة.

بيروت في...

22/8/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري