.
يوسف شرقاوي.
فارس الكلمة الجريئة في عز الظهيرة وفي منتصف الرصيف.
قاطع الطريق على فساد المثقف، وفساد الثقافة.
سجين سياسي في الزمن "الجميل" بئس ذلك الجمال.
فمقدمات "الجمال" حددت قبح المستقبل.
أول من حارب مرتزقة البلاط، وأول من سحب ظله من قصر السلطان.
نأى بنفسه مبكرا وأعرض عن دعارة أشباه المثقفين.
عليا، كما أن للحلم بقية، للحديث عنك بقية، فأنت من علمت جيلنا التمرد على الرتابة والبلادة، وطأطأة الرؤوس.
أحسدك ياعلي، لأنك قرأت نعيك شHيدا قبل أن تصعد روحك نحو السماء وبقيت متماسكا قابضا على جمر الكلمات.
صدقا أن الله اختارك لئلا تشهد زمننا، زمن الفجور وعهر السياسية ورويبضات "الثورات".
كنت تنير لنا شارع مقهى "أم نبيل" مقهى الرصيف، لذلك كانت نشرتك الرصيف اليومية أثناء الحرب محببة لأصدقاء لك أحبوك وصدقوك.
كنت تبتسم لنا، وكنا نضحك، كنت تتمرد وتهزأ بهم وكنا نثني على جدّية ذلك الإستهزاء، وكنا نحسدك على جرأتك واستشرافاتها المبكرة.
كنت تكتب، وكنا نقرأ، كنت تتأبط الشر قبلنا، وكنا نشاكس من بعدك.
كنت تختار الوطن، حبا وطواعية، وإن أضحت صباحاتك مساءات، وتسلحنا نحن بحب الوطن الذي كان ولا يزال وسيبقى حلما لحين عودة آخر لاجئ إليه.
لم نصدقك عندما قلت لنا بأن زوال العب يد يجب أن يسبق زوال الطغاة، لأن العب يد هم من يصنعون الطواغيت، لكن أثبتت الأيام والمفاجآت أنك كنت على حق ياعلي.
ولأن قلبك دائم الخضرة فأنت لم ولن تمت في قلوبنا إلى الأبد.
السلام على روحك ياعلي...وغضب، وغضب، وغضب.