تمكن علماء الآثار من جامعة لشبونة البرتغالية من اكتشاف اكتشاف مدهش خلال الحفريات التي تجري في ساحل بلدة أوديميرا. وقد عثروا على مئات حشرات النحل البري المحنط داخل شرانق تعود إلى 3000 عام. هذا الاكتشاف النادر يفتح الأبواب أمام فهم أعمق لحياة النحل وسلوكه على مر العصور.

شرانق متحجرة قديمة جدا

ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة Papers in Palaeontology، تشير الشرانق المتحجرة إلى عملية تمعدن نادرة جدًا. فعندما يتم تعرض هياكل الحشرات المتكونة من مركب الكيتين العضوي للتحلل، يتشكل الشرانق المتحجرة. وتظهر الشرانق النحل المحنطة علامات التحنيط الناجمة عن انخفاض درجات الحرارة الحادة ليلا في فصل الشتاء أو الفيضانات التي تستمر فترة طويلة في غير موسم الأمطار في المنطقة.

ماذا تحوي الشرانق المتحجرة ؟ 

وما يميز هذا الاكتشاف هو أن العلماء تمكنوا من تحديد جنس النحل وتحليل جزيئات حبوب اللقاح داخل الشرانق. وتبين أن حبوب اللقاح تعود إلى نوع واحد من الزهور بنسبة تزيد عن 45 في المئة. وقد اكتشف الباحثون أيضًا أن الجزء الداخلي للشرانق مغطى بخيوط معقدة من بوليمير عضوي.

وفيما يتعلق بالنحل نفسه، فقد تم تحديد أنه ينتمي إلى جنس (Eucera) وهو نوع يعيش في الأرض. ويعتبر هذا النحل واحدًا من حوالي 700 نوع من النحل الموجود في البرتغال.

أهمية هذا الاكتشاف 

يعتبر هذا الاكتشاف مهمًا للعلماء والباحثين في مجال علم الآثار وعلم النبات، حيث يقدم نافذة فريدة لفهم تاريخ وتطور النحل وتأثيرهم على النظام البيئي على مر العصور. قد يساعد هذا الاكتشاف في الحصول على معلومات قيمة حول التنوع البيولوجي والبيئي في الماضي وكذلك فهم تأثير التغيرات المناخية على الحشرات والنباتات.