بقلم _ عباس الزيدي

اولا _ عالم الجاسوسية عالم غريب ويحظى بمتابعة واهتمام العامة من الناس من خارج ذوي الاختصاص و ربما الدافع هو حب الفضول والاستطلاع والشغف لمعرفة طلاسم واسرار الجهد الخفي الكاشف لعالم الاشباح البشرية • اخذ يتطور عالم الجاسوسية تدريجيا من آبينا ادم مرورا بموسى عليه السلام حتى عصرنا الراهن وتطور هذا العالم تطورا مدهشا وكبيرا واقترب الى درجة التخاطب والتخاطر الروحي والعقلي ليقفز الى درجة اللامستحيل •

ثانيا _ المعلومات هي

المادة الاساسية التي تقوم عليها الحروب ايا كانت اشكالها (حروب المعرفة_العلمية سواء الصناعية او الاقتصادية او الثقاقية او العسكرية منها والامنية ) ولعبت حرب المعلومات دورا كبيرا في تحديد موقع الامم والشعوب في النظام العالمي خصوصا في المجال التكنلوجي والتسليحي ولاشك ولاريب ان حرب المعلومات تقوم بالاصل على عالم الجاسوسية سواء في التجسس او تلك التي تقابلها المعروفة بمكافحة التجسس وهي حرب ضروس وشاقة ومعقدة وربما ينتج عنها مواقف صلبة ومدمرة او على العكس من ذلك ربما تنهي الحرب قبل انطلاق شرارتها بالركون العقلائي الى الامر الواقع ومعرفة المتصدر وصاحب السبق والقدح المعلى وحسب تصنيف ميزان القوى العالمي •

ثالثا _ الحروب .....

هناك انواع وأشكال متعددة للحروب منها الخاطفة والعادلة والتقليدية والشاملة وغير المتكافئة وتصنيفات ومسميات اخرى حسب وسائط المعركة المتعلقة بالجغرافية مثل البربة والبحرية والجوية وايضاهناك حروب 

بايولوجية وكيميائية

و إلكترونية واخرى حديثة تسمى بحرب الجيل الرابع واخرى اشد خطورة هي الحرب النفسية ويمكن تصنيف الحروب حسب اهدافها او مواقعها فهناك الحرب الدفاعية و الهجومية وحرب  الأدغال وحرب الحدود وهو نوع من الحروب  الدفاعية المحدودة وايضا حرب المدن التي تختلف جذريا عن حرب العصابات وحرب الشوارع وايضا هناك حرب  الصحراء وحرب  الخنادق•

وبتقديري ان حرب الجواسيس التي في الاصل هي حرب معلومات تعتبر من اخطر تلك الحروب التي تواجه البشرية والسبب انها تجعل الباب مفتوحا امام كل انواع الحروب بل هي سببها وجذرها وباعثها والعلة والمعلول

رابعا _ اين يكمن الخطر حاليا .... ؟؟؟؟

الخطر يكمن في التحول الكبير الذي من خلاله اصبحت الجاسوسية المنبوذة والمقيتة مشرعنة هي ورديفتها _ العمالة _ التي كانتا ولا زالتا موضع إستهجان ورفض اخلاقي وشرعي ديني وعرفي يدخلان ضمن اعمال الخيانة والغدر والرذيلة بل ومن المحرمات •

هذا التحول والشرعنة الغبية والمزيفة اجازت لهما الظهور والعمل على العلن في اكثر من ساحة مختلفة ومتعدد داخلية وعابرة للحدود بل ومتقاطعة شرعا وعرفا وقانونا واخلاقا وحضارة وفكرا وايدلوجيا لاتنتمي الى اي مبادى وقيم سماوية او وضعية •

اسس لها بعض المنظرين تحت ذريعة الغاية تبرر الوسيلة ومسمى لنوع من الحرب هو حروب الوكالة التي يهرب صناعها من الانكسار والهزيمة والكلف الباهظة والخسائر ( المادية والبشرية والمعنوية ) اثناء الاصطدام والمواجهة المباشرة ويدفعون للمحرفة البنادق المؤجرة والمرتزقة وتجار الحروب

خامسا _ سبل المكافحة

نشر الوعي وتطبيق العدل والحزم والاحتواء ومحاربة الجهل هما الحل الامثل لغلق الابواب امام المتصيدين والعملاء ومشغليهم الذين يبحثون عن الطامعين والسذج والمرضى واهل الحقد والحسد والمغرر بهم والقتلة باعتبارهم المادة الاساسية لتلك الحروب •

وهذا الامر يتطلب برنامج شامل لمكافحة التجسس _ توعوي وتربوي وتثقيفي يهتم بالموارد البشرية وايضا معيشي واخر قانوني يتعامل بحزم مع كل من تسول له نفسه الضرر او الاضرار بمصالح الامة وأبنائها

https://t.me/abbasalzady