كَتَبَ د. اِسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. اِسماعيل النجار: "أمريكا لا تزالُ تُمعِنُ بِنَشْرِ الفِتَنِ والرزيلة، وكُلُّ ما يحصُلُ في منطقتِنا سِلماً وحرباً، هوَ بتوجيهٍ أمريكيّ ولأهداف دنيئَة".
د. إسماعيل النجار
26 أيلول 2023 , 15:50 م


إنّها أمريكا الشيطانُ الأكبرُ والطاغوتُ الظالم، هيَ الولاياتُ المتحدةُالأمريكية فَمَن أرادَ مواجهتَها ومحاربتَها،قولاً وفعلاً، فإنَّهُ يحتاجُ إلى قناعةٍ بِالسَّيْرِ على طريق ِ ذاتِ الشوكة، وإلى التنازلِ عن الِامتيازاتِ والمناصب، حتى إنَّكَ رُبَّما تُضْطَرُّ لِأنْ تبتعِدَ عن بعضِ الأصدقاءِ، وعن الترفِ والرَّفاهِيَة.

إن مَنْ يريدُ أن يُهَيِّئَ نفسَهُ لإعلانِ الحربِ على أمريكا، يجبُ أنْ يكونَ مستعداً لأنْ يواجِهَ العُزلةَ وأعداءً كُثُر،

إنَّها الدولةُ التي تختزنُ في أعماقِها دولةً أخرى، تعتقدُ أنّها هيَ مَنْ تُقَرِّرُ، وترسمُ سياسةَ العالَمِ مِنْ خلْفِ السِّتار، ولَدَيْها الإمكانياتُ الكبيرةُ، لكي تُحَدِّدَ مَنْ يعيشُ بسلامٍ ومَنْ يموتُ اليومَ، ومَنْ يجبُ أنْ يموتَ غداً.

تُشَكِلُ إسرائيلُ في منطقتِنا على أرضِ فلسطينَ أكبرَ وأضخمَ قاعدةٍ عسكريةٍ أمريكيةٍ في العالم،لم يسبِق أنْ كانَ لدولةٍ ما قاعدةٌ عسكريةٌ بهذا الحجم، تَستَخدِمُها كعصاً غليطةٍ لتأديبِ المعارضينَ لسياستها الشيطانية.

كما تمتلكُ أمريكا إمكانيةَ فتحِ معركةٍ في أيِّ مكانٍ في العالم، ووقفِ إطلاقِ النارِ أيضاً، والإستيلاءِ على أرضِ الْغَيْرِ وثرواتِهِ والمساومةِ عليها.

الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ هي الدولةُ الوحيدةُ في العالم التي لا تدفع منْ جيبها شيئاً،إن حاربت، وإن دعمت، وإن سالمَت.

لاحظوا ما يجري اليومَ في منطقتِنا: واشنطن أمَرَتْ صدام أنْ يَشُنَّ حرباً على إيران، ففعلها.

طلبت من السعوديةِ وأطرافها أنْ يُعلِنوا إيرانَ عدواً،ودولةً راعيةً للإرهاب، فعلوا بِلا تَرَدُّد.

اليومَ تجري مفاوضاتُ صُلْح ٍوسلامٍ، بين الرياضِ وطهران، أمريكا ليستْ بعيدةً عنها، كيف لا وهي التي تفاوضُ طهرانَ بالوساطةِ، لتبادُل ِالسُّجَناءِ وحلِّ مسألةِ المَلَفِّ النَّوَوِيّ.

التسويةُ بين صنعاءَ والرياضِ تجري بوساطة عُمانيةٍ مُزكّاةٍ أمريكياً، وتهدفُ إلى تحييدِ اليمنِ عن أيِّ حربٍ قادمة، وضمان ِ أَمْنِ بابِ المَنْدَب، من خلال ِتَقْيِيدِها بالإتفاقيات.

أمريكا التي فَكَّكَتِ الِاتِّحادَ السوفياتيّ العدُوَّ الأكبرَلها، و تحاوِلُ اليومَ تفكيكَ مُنظَّمةَ شنغهاي وبريكس، من خلال ِزَرْع ِالإماراتِ والسعوديةِ فيهما،كلَغمَيْنِ يفجران في المستقبل، ويُفتِّتانِ المُنَظَّمَتَيْن ِمن الدّاخل،وتحديداًشانغهاي.

نحنُ العربَ والدُّول الإسلاميةَ، لسنا في حسابِ أمريكا، سوىَ حجارةٍ ترشُقُ بها أمريكا وروسيا والصين بعضها البعض، وبنا يتقاتلونَ على ثرواتِنا، نحنُ أُمَّةٌ لا نَمْلِكُ إرادتَنا، ولا نَمتلِكُ ثَرواتِنا، و يُحارِبُ بعضُنا البعضَ الآخرَ، لِأجل ِ أمريكا؛ نقتُلُ أهلَنا، ونَظلُمُ مُستَضعَفِينا، لأجل أمريكا، ونَتَّهِمُ مُقاومتَنا ضِدَّ عدُوِّنا الوُجوديِّ، نَتَّهِمُها بالإرهابِ لأجل ِ أمريكا.

إنَّ كُلَّ ما أصابنا ويُصيبُنا من مشاكلَ، وحُروبٍ، وفِتَنٍ واقتتال، كُلُّهُ من أمريكا،ولا يزالُ حُكّامُنا العربُ يُقّدٍّمُونَ الطاعةَ لِأمريكا، بِلا تَرَدُّدٍ،ولا تفكير.

متى سنستطيعُ العيشَ، كَبَشَرٍ،في وطن بلامذاهب؟ ومتى سنكونُ مواطنينَ غيرَ منهوبين؟ وإلى أيِّ عصرٍ سَنَسْتَمِرُّ بالصَّبْرِ، ونَغُطُّ في نومٍ عميق؟!!

أَمَا آنَ الأوانُ لِيَعِيَ شعبُنا، وهوَ يرى، أنَّ أمريكا إنّما تُرِيْدُ فناءَنا لِسَرِقَةِ ثَرواتِنا وتحويل ِ مَنْ يَبقى حيّاً مِنّا إلى عبيد؟!

المسألةُ تحتاجُ إلى تفكيرٍ وَوعْيٍ وتواضُعٍ ، وزُهدٍ في الدُّنيا وترك حُبِّها والتّعلُّقِ بِها،حتّى نَتَمَكَّنَ منْ أنْ نُمَيِّزَ بينَ المَلاكِ والشيطان.

بيروت

المصدر: موقع إضاءات الإخباري