كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "حربُ العشائرِ والكُرد. يُذْكِيها الأمريكيُّ، ويدفعُ ثمنَها الشعبُ السُّوريّ".
د. إسماعيل النجار
1 تشرين الأول 2023 , 18:49 م


لا تكادُ تنطفئُ النيرانُ في قريةٍمن قُرى شرق ِالفرات، حتى تشتعلَ في أخرى. وعمليةُ اِستِنزافِ الشعبِ من قِبَلِ المُحتَلِّ الأمريكيِّ مستمرَةٌ على قدمٍ وساق، وما زالت عملياتُ النهبِ الأمريكيةُ المُنَظَّمَةُ لِلغازِ والنّفطِالسوريِّ، في شمال سورية وشرق ِ الفراتِ تجري بوقاحةٍ لا مثيلَ لها، وعلى مرأىً ومسمع ِالعالمِ الذي يُديرُ أذنَهِ الصمَّاءَ وكأنهُ لا يسمع ولا يرى.

معركةُ العشائرِ وقسَد مستمرةٌ منذُ أكثرَ من ثلاثةِ أسابيعَ، وحركةُ أبناءِ الجزيرةِ والفراتِ تتحدثُ عن تسليح ِ الأمريكيين لميليشيا قسَد، بأسلحةٍ متطورةٍ، بينها راجماتُ صواريخَ ومدافعُ ميدان ٍ إرتدادية، بدأ اِستِخدَامُها ضدَّ المدنيين في منطقةِ الشَّدّادي والطيانة، بعد سقوطِها بيدِ مُقاتلي العشائرِ العربية، وهروبُ مقاتلي قسد الذين كانوا يُسيطرونَ عليها.

رجالُ العشائرِ الذينَ دخلوا قرى الحوايج وذيبان والطيانة والبقعان وحرروها، يخوضونَ اليومَ معاركَ طاحنةً على جبهاتِ العزبةِ، المويلح، مركَدَة، الصور، ابو النيتل، الجنينة، البصيرة،الحوايج، الشحيل، ذيبان، الطيانة، درنج، سويدان، أبو حمام، الكشكية، والسوسة، كما تدور أشرسُ المعاركِ على خط الصور الشدادي تُستخدَمُ فيها جميعُ أنواعِ الأسلحةِ الثقيلةِ والمتوسطةِ والخفيفة.

خسائرُ قسد كبيرةٌ جداً بالرجال ِ والعتاد، كما سُجِّلَ مقتلُ قادةٍ كبارٍ منَ الميليشيا التابعةِ لأمريكا، في ريفِ ديرِ الزور.

قسد وقعتْ في مأزق ٍ كبيرٍ جداً، مع العشائرِ العربية، بسبب تصرُّفاتِها بدْءاً منَ التجنيدِ الإجباريِّ، وصولاً إلى إذلال ِ أهل ِ القُرى بالمُداهماتِ والِاعتقالاتِ العشوائية، الأمرُ الذي دفعَ بأبناءِ هذهِ القرى الذينَ ينتمونَ للعشائرِ العربيةِ إلى التَّدَفُّق ِ،بالمئاتِ،إلى الجبهاتِ والمشاركةِ في القتالِ ِ ضدَّ الميليشيا الإرهابية.

الضغطُ العسكريُّ العشائريُّ دفعَ (قسد) إلى الِانسحابِ من قُرى: الردوبِ والعِز ِّوبعضِ القرى الأخرىَ.

تركيا تُعتَبَرُ المستفيدَ الأوَّلَ منَ القِتال ِ الدائرِ بينَ الطرفين،فاستنفرت لواءها اللوجستيَّ، لِتقديمِ الدعمِ العسكريِّ للعشائرِ الذينَ بالأصل تدعمُهم أمريكا، بهدفِ تعزيزِ قوَّتِهم في مقابِل ِ عدوِّها اللدودِ قسد.

اللعبةُ الدمويةُ الدوليةُ دخلتْ وبقوَّةٍ على خط الطرفين ِ المتقاتلَين ِ، بينما الحكومةُ السوريةُ كانَ موقفُها الرسميُّ واضحاً، في دعمِ مقاتلي العشائرِ العربيةِ الذين يدافعونَ عن قراهُم، ولايُنادون بِالِانفصال ِ؛ وسفكُ الدماءِ مستمرٌّبدعمٍ أمريكيٍّ تْرْكي، تاركاً اِرتِياحاً لدى الطرفين، بينما دمشقُ تَتَقَلَّب على الاوجاع، لأنَّ أبناءَ شعبِها يقتتلون، وكيف لا؟ وهي الأمُّ الحقيقيةُ الصادقةُ للشعبِ السوريِّ بكلِّ أطيافه.

أَوَ ليسَتْ هي العاصمةُ الفريدةُ في العالم،والتي أصدَرَ رئيسُ البلادِز فيها أكثر من ٥٠ عفواً منذ بداية الأزمة لأجل ِ الإفساح ِ في المجال ِ أمامَ الشبابِ المُضَلَّلِ لِلعودةِ إلى حضنِ الوطنِ، ووقفِ التخريبِ وتركِ السلاح؟

بكل الأحوال، أميركا رسمت للشمالِ ِ مشروعَ اقتتالٍ طويلِ الأمَدِ،إفشالُه مقرونٌ بوعيِ الشعبِ، والاِلتفافِ حولَ الدولةِ وإلاَّ فإستمرارُ النزفِ وسيلِ الدماء.

بيروت في..

1/10/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري