عندما يكذب الإنسان، يبدو أن الدماغ يرسل إشارة غريبة تكشف عن نيته الكاذبة. هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة قام بها علماء من مختبر الذاكرة الحاسوبية بجامعة بنسلفانيا وجامعة شيكاغو،
حيث استكشفوا دور الحصين، الجزء المسؤول عن الذاكرة واسترجاع العناصر، في التفريق بين الذكريات الحقيقية والكاذبة.
ماهو الحصين ؟
الحصين هو بنية معقدة تقع في الجزء الصدغي للدماغ، وسبق أن أظهرت الدراسات السابقة دوره في عملية التذكر. ومع ذلك، كان العلماء يسعون لمعرفة ما إذا كان الحصين قادرًا على التمييز بين الذكريات الحقيقية والكاذبة.
دراسة كشف الحصين للكذب
في الدراسة، قام الباحثون برصد النشاط الكهربائي في الحصين لدى مرضى الصرع الذين كانوا يحملون قطبًا كهربائيًا مزروعًا لتتبع النوبات. طُلب من المشاركين في الدراسة أن يدرسوا قائمة من الكلمات ويتذكروها بعد فترة من الراحة. قبل دراسة الكلمات، تم عرض قائمة منفصلة عليهم بهدف إثارة ذاكرة خاطئة. عندما قام المشاركون بتذكر القائمة وأدخلوا بعض الكلمات الغير صحيحة، لاحظ الباحثون نشاطًا كهربائيًا في الحصين.
نتائج الدراسة
وفي النهاية، توصل الباحثون إلى أن الحصين قادر على التمييز بين الذكريات الحقيقية والكاذبة من خلال الإشارات الكهربائية. وتعتبر هذه النتائج مهمة لفهم كيفية استرجاع الذاكرة في الدماغ، وقد تساهم في تطوير علاجات جديدة لاضطرابات ما بعد الصدمة وغيرها من الحالات النفسية المرتبطة بالذاكرة.
أهمية هذه الدراسة
إن فهم آليات الذاكرة وكيفية عمل الدماغ في استرجاع الذكريات الحقيقية والكاذبة يعتبر مجالًا هامًا للبحث العلمي. وقد تساهم الدراسات المستقبلية في تطوير تقنيات وعلاجات جديدة للتعامل مع استرجاع الذكريات الكاذبة والمؤلمة، وتحسين حياة الأشخاص المصابين بمثل هذه الاضطرابات وربما تساهم في تطوير علاجات جديدة للاضطرابات النفسية المرتبطة بالذاكرة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة.
