الدماغ يستجيب أكثر للأصوات الإيجابية التي تأتي من جانبنا الأيسر
علوم و تكنولوجيا
الدماغ يستجيب أكثر للأصوات الإيجابية التي تأتي من جانبنا الأيسر
30 أيار 2023 , 06:42 ص
تبدي القشرة السمعية الأولية للدماغ استجابة للأصوات البشرية المرتبطة بالعواطف الإيجابية والتي تأتي من جانبنا الأيسر أكثر من أي نوع آخر من الأصوات، ويمكن تفسير هذا التحيز بالطريقة التي يتم بها تنظيم دماغنا، لكن أهميته التطورية لم تُعرف بعد.

طبيعة الاصوات التي نسمعها

يتم تعريف الأصوات التي نسمعها من حولنا مادياً من خلال ترددها وسعتها، لكن بالنسبة لنا، الأصوات لها معنى يتجاوز تلك المعايير: قد نعتبرها ممتعة أو غير سارة، مهددة أو مطمئنة، مثيرة للاهتمام وغنية بالمعلومات، أو مجرد ضوضاء. 

التكافؤ العاطفي للأصوات

أحد الجوانب التي تؤثر على "التكافؤ" العاطفي للأصوات، أي فيما إذا كنا نعتبرها إيجابية أو محايدة أو سلبية، هو المصدر الذي تأتي منه هذه الأصوات، حيث يصنف معظم الناس الأصوات البعيدة التي تتحرك باتجاهنا، على أنها أصوات مزعجة وقوية ومثيرة للقلق أكثر من الأصوات المبتعدة عنا، وخاصة إذا كانت تأتي من الخلف وليس من الأمام، قد يعطي هذا التحيز ميزة تطورية معقولة: بالنسبة لأسلافنا في السافانا الأفريقية، ربما يكون الصوت الذي يقترب من خلف ظهرهم الضعيف يشير إلى وجود مفترس يطاردهم.

تأثير الاتجاه على التكافؤ العاطفي

أظهر علماء الأعصاب في سويسرا تأثيراً آخر للاتجاه على التكافؤ العاطفي: نستجيب بقوة أكبر للأصوات البشرية الإيجابية، مثل الضحك أو الأصوات الممتعة، عندما تأتي من جهة اليسار، ونُشرت النتائج في مجلة فرونتيرز Frontiers.
وقالت المؤلفة الأولى، الدكتورة ساندرا دا كوستا، عالمة فريق البحث في لوزان، سويسرا: "نظهر هنا أن الأصوات البشرية التي تثير تجارب عاطفية إيجابية، تؤدي إلى نشاط قوي في القشرة السمعية للدماغ عندما تأتي من الجانب الأيسر للمستمع، وهذا لا يحدث عندما تأتي الأصوات الإيجابية من الأمام أو اليمين".
"نظهر أيضاً أن الأصوات ذات التكافؤ العاطفي المحايد أو السلبي، على سبيل المثال حروف العلة التي لا معنى لها أو الصرخات المخيفة، والأصوات الأخرى غير الأصوات البشرية لا ترتبط بالجانب الأيسر".
المصدر: مجلة فرونتير