من التوفيقات، أن يترافق اطلاق المرأة العاملية لموقع " نسم " مع تطورات الحدث الفلسطيني وسرعة انخراط جبل عامل فيه، فالكتابة وشتى أشكال التعبير يجدر أن تستجيب لحاجة ملحة لدى الإنسان في رحلة بحثه عن الحقيقة، ولتُضيّق مساحة الجهل فيه، وإذا لم تعالج موضوعاته الإشكالية فإنّها سرعان ما تنتسب إلى الترف الفكري، وتصبح لزوم ما لا يلزم، فتضعف قيمتها مع تضاءل الفائدة منها، حتى لو استدعت من المُعدّة، جهداً، واستهلاكاً لمهاراتها، واستحضاراً لأدبياتها، فهي كلوحة أرهقت الراسم لكنها عجزت عن الجذب، فتلاشى حضورها.

إنّ ما بين ظرف المكان والزمان وبين الكتابة الجديّة الواعية علاقة جدليّة، فكما يعملان تأثيراً في نحت موضوعاتها وأدبياتها، هي بدورها تجهد لتحدث فيهما تأثيراتها إلى حد الثورية، فتحجز مجالها في الوعي المجتمعي، فتسابق قدرة المادة -بما فيها نزف الدماء- في صنع التغيير، في صنع الحياة، ولذلك، هي مُهابة، صاحبة الجلالة.

أكثر ما يحتاجه العامليون الآن، سيَما الشابات، من يجيبهم على التساؤلات التي تقتحم وعيهم منذ اللحظات الأولى لتشكله، فما بين هويتهم من جهة، وبين مجاورتهم فلسطين بخصوبة استيلادها للأحداث، والتحديات، والتساؤلات، باتوا في حقل اختبار دائم لا يتوقف، أملاً بأن تنمو بصيرتهم فيستحيلوا شاهدين وشهداء.

كم هي المسؤولية كبيرة على موقع "نسم" الإدارة والكاتبات، وكم هي الفرصة ثمينة إن استطاع أن يتمايز، ويتألق، باستفزازه للعقل، وتنشيطه للذاكرة، لينتج إجابات تكتب على صفحات القلب، فيغدو الموقع محوراً متقدماً في جبهة المقاومة.

موفقات إن شاء الله

لدعم الموقع والمشاركة اضغطي على اللينك المرفق

http://facebook.com/nasamsaqafi

https://t.me/Nassamtelegram