تعد عملية العطس رد فعل وقائي يحدث تلقائيًا في أجسامنا لإزالة المهيجات من الأنف. وعلى الرغم من أنه قد يبدو أمرًا بسيطًا، إلا أنه ينطوي على آلية معقدة يقودها نظام عصبي معين.
العملية الفيزيولوجية للعطس:
يبدأ العطس عندما يتم تحفيز الأعصاب الحسية في الأنف بواسطة مادة مهيجة مثل الغبار أو الفيروسات أو البكتيريا أو السوائل. تقوم هذه الأعصاب الحسية بنقل المعلومات المهيجة إلى الدماغ. وعندما تصل كمية كافية من الإشارات المهيجة إلى الدماغ، يتم تشغيل منعكس العطس.
منعكس العطس يتضمن مجموعة من الإجراءات الفيزيولوجية. يبدأ بأخذ نفس عميق يتبعه تراكم الضغط داخل الشعب الهوائية. ثم يحدث تقلص في عضلات الحجاب الحاجز والضلوع، ويتم إغلاق العينين بشكل منعكس، يليه زفير قوي لطرد المهيجات من الأنف.
دور الأعصاب التوائم الثلاثية:
تعتبر الأعصاب التوائم الثلاثية الأكبر بين 12 زوجًا من الأعصاب القحفية في جسم الإنسان. وتقوم بنقل المعلومات الحسية من الوجه إلى الدماغ. تشمل هذه المعلومات الحسية معلومات عن اللمس والألم والتهيج من الجلد الوجهي ومن داخل الأنف والفم. يحتوي كل عصب ثلاثي التوائم على آلاف الفروع العصبية التي تحمل أنواعًا مختلفة من المعلومات الحسية.
تنتقل الأعصاب الحسية إلى الدماغ عبر الحبل الشوكي، وتتواصل مع بعضها البعض عبر العصبونات البينية قبل إرسال الرسائل إلى الدماغ. يعمل العصب الحسي على إبلاغ العصبونات البينية بضرورة "فتح البوابة" لنقل إشارة الألم إلى الدماغ.
الأعصاب التوائم الثلاثية قادرة على تنشيط منعكس العطس عن طريق إيصال الإشارات الحسية المهيجة من الأنف إلى الدماغ. عندما يتم تحفيز الأعصاب التوائم الثلاثية بواسطة مادة مهيجة، مثل الغبار أو الفيروسات، يتم إرسال إشارات عصبية سريعة إلى الدماغ. يعمل الدماغ على تنشيط منعكس العطس كاستجابة لهذه الإشارات.

ومن المثير للاهتمام أن العطس يعتبر رد فعلًا قائمًا على التوازن بين الأعصاب التوائم الثلاثية وأجزاء أخرى من الجهاز العصبي. فعندما ترسل الأعصاب التوائم الثلاثية إشارات تنبيه للدماغ، يتم تنشيط منطقة محددة في الدماغ تعرف باسم "مركز العطس". يعمل هذا المركز على تنشيط العضلات المشاركة في منعكس العطس وتنظيم سلسلة الأحداث التي تحدث أثناء العطس.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتأثر عملية العطس بعوامل أخرى مثل الحالة الصحية العامة والأمراض المزمنة. فمثلاً، قد يكون لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن وظيفة العطس أكثر حساسية وتنشط بشكل متكرر نتيجة الالتهاب المستمر في الأنف.
في الختام، فإن عملية العطس تعتبر آلية معقدة يقودها نظام عصبي معين. وتلعب الأعصاب التوائم الثلاثية دورًا حاسمًا في تنشيط منعكس العطس، حيث تقوم بنقل الإشارات الحسية المهيجة من الأنف إلى الدماغ. تفهم هذه العملية الفسيولوجية يمكن أن يساعدنا على فهم أفضل للآلية المعقدة للعطس وأهميتها في حماية أنفنا وجهنا من المهيجات الخارجية.