لا أحد يستطيع المزايدة على سماحة الأمين العام بحكمته في المواقف المستندة إلى قراءة دقيقة للواقع والمستفيدة من التجارب والمستشرفة للتداعيات المستقبلية السلبية منها والإيجابية.
وسيرته القيادية أفضل ناطق وأصدق شاهد على حكمته القيادية.
وبغض النظر عما قيل ونقل تحليلاً وتوقعاً قبل وبعد الخطاب.
فإن للقيادة مساحة الرؤيا لديها أكبر وأشمل وأدواتها التحليلية أدق وأكمل.
والموقف مصيري يترتب عليه تداعيات ما فوق الاستراتيجية لذلك ينبغي تناوله بعين بصيرة وعقل متحرر من تأثير انفعالات الموقف.
وجدنا الكثير من الانفعالات التي كانت سابقة أو لاحقة على خطاب سماحته تدعو إلى عدم الاكتفاء باللكمات في الصراع القائم بل إلى استخدام الضربة القاضية.
ومعلوم أن الضربة القاضية لها شروطها لكي تكون فاعلة مؤدية لما هو مرجو منها ومن هذه الشروط أن تكون مفاجئة للعدو وهذا الشرط لم يعد له واقع الآن في المعركة القائمة.
خطاب الأمس حمل من التصميم والحزم والعزم ما يناسب التحدي وما يليق بالقيادة الرشيدة مع تركيز على إبقاء الاحتمالات كلها مفتوحة وفق ما تتطلبه تغيّرات الموقف.
على أن الشيء غير المسبوق أبداً الذي تضمنه هو:
تلك القوة والشجاعة والجرأة التي تجلت في التهديد الموجه إلى أساطيل رأس الأفعى أمريكا التي لم تعهد أبداً أن تتلقى تهديدات من قائد حركة مقاwمة.
وهذا أمر جديد لم تعرفه الساحة الدولية يأتي في إطار حركة التحولات التي طرأت على مفهوم القوة في عصرنا الحالي والتغيرات الجيوسياسية التي أحدثتها المقاwمة في منطقتنا من خلال جهادها المتواصل التدريجي التراكمي لتغدو قوة إقليمية قادرة على تهديد قوة دولية وعلى إيقاع هذا التهديد.
أمر يدعو إلى استشعار العزة والاقتدار ويستجلب الثقة والعدة فالانتصار.
د. علي حكمت شعيب